23 ديسمبر، 2024 3:23 م

بِضعة أَمبيرات..سَتنقذكم..!

بِضعة أَمبيرات..سَتنقذكم..!

في ظل الصراعات السياسية الدامية، تتواصل معاناة المواطن بلا هوادة أو رَحمة، والشعب ينتظر الفارس الهُمام الذي سيستأصل الفساد والفاسدين، فمن سينقذ العراقيين من أنفسهم..؟!
في عهد النظام المقبور، كان يُنتهج مبدأ (الثواب والعقاب) وكان الشعب عموماً يعلم من الرئيس ومن المُعارض، فالرئيس شخص واحد وهو من يتحكم بكافة الأمور، من خلال تبني نظاماً جمهورياً شمولياً، والمعارضة العراقية آنذاك، كانت متعددة وتطالب بعراق واحد موحد، وتوَزيعْ خيرات العراق لكل فرد.
بعد عام 2003 إنقلبت المعادلة، فتعددت الرِئاسات وأصبح القرار متلوناً، حسب أهواء التيارات النافذة، وأصبحت المعارضة لا تطلب الخير والرفاه لعراقٍ موحد، بل تطلب الإنفصال وتهدد بالعصيان.
 حرية، عدل، مساواة، إستقرار، أمان، المواطن أولاً، تعايش سلمي ……..الخ، من الشعارات التي سمعها المُواطن ولم يجدها أو يشعر ببوادر أمل لتحقيقها؛ قبيل الإنتخابات يتسابق المشاركون في المهزلة الإنتخابية، لإطلاق الشعارات والكلمات المُخدرة، ويتم المتاجرة بمشاعر المواطنين وإحتياجاتهم؛ ووعود بتلبية هذه الإحتياجات، وإصلاح وتنفيذ مالم تنجزه الحكومة السابقة.
جميع الأحزاب السياسية قبل وبعد التغيير، كان شعارها لا.. للعبودية، لا.. للدكتاتورية، لا.. للتسلط الفاشي؛ وهذه الشعارات بعد إن تحققت وسقط الدكتاتور، وتم إعدامه، ما الذي حصل ؟ وكيف أصبحت هذه الشعارات هي السائدة؛ وماذا بعد..؟!
أين الإصلاحات السياسية والإقتصادية؟ أين أشّراف العراق ممن قارعوا النظام البعثي المجرم مما يحصل، أين الذين كانت لديهم تطلعات لعراقٍ حُر آمن، وشعباً يتنعم بخيراته، أين من حفروا بأظافرهم الغليظة، جدران الزنازين ليدونوا تأريخ إعدامهم، و يطرزوا أسمائهم على حزامٍ يرتدونه؛ ليتم التعرف على جثثهم بعد أن يعدموا و يدفنوا في مقابرَ جماعية..؟ هل تم الوفاء لمن ذوّبَ جسده بالتيزاب..؟ هل تم الوفاء لمن أُصبح طعاماً للأسود..؟ هل تم الوفاء لمن دُفِنوا في مقابرَ جماعية..؟  تاركينَ ورائهم بلداً وشعباً، أمانة في أعناق من تبقى من المجاهدين.
أين هؤلاء المجاهدين..؟ فلا حرية، ولا عدل، والمواطن أصبح في غياهب الجُب، لا إستقرار، لا مساواة، أمان معدوم، التعايش السلمي أصبح حُلماً يراود العراقيين بكل إنتماءاتهم، فأين وصية المجاهدين..؟
قد يجهل هؤلاء، إن قضية الشعب العراقي، ليست بممات أو حياة الطغاة، بل إن قضيتهم تكمن في الحفاظ على بلدهم آمناً، وخيراتهم تحت سيطرتهم، فالشعب العراقي لا يهمه صدام مات أو لم يمت؛ فالشعب العراقي قال: لا لصدام عام 1991 من خلال الإنتفاضة الشعبانية المباركة، وسيقول :لا قريبا.. لو إستمر الظلم والفساد، فبضع أمبيرات من الكهرباء ربما ستنقذكم..!
رسالتنا.. إلى رؤساء الكتل وقادة الأحزاب النجباء.. عليكم العمل بما أوعدتم به المواطن قبل الإنتخابات التشريعية، فليعد النظام جمهورياً وليكن ملكياً أو يبقى برلمانياً، ما يهم المواطن هو: حياة كريمة هانئة وآمنة، فالمواطن أمانة في أعناقكم، وإن لم تؤدوا الأمانة فللشعب قولٌ آخر والسلام.
[email protected]