23 ديسمبر، 2024 2:27 م

في مزاد لسوق ..
أختصَّ بالمتعففين ,
تقلصت خطوات بلبل خصيبي ,
وبات بالإدبار مشغول ,
يتأمل بعينين صغيرتين
وحوله الباعة ..
ورؤوس سود
جاشت بحشود ,
وراح يدور ,متحيرآ
بين جهات اربع ..
على عارضة ..
ليس لغيرها وصل ,
أو سبيل ..
يتعقبه وهن الوثوب ,
يجيل بالنظر الطويل , واقفٌ
ترمقه العيون ,
يخال أن في القها سهام
فجلا عنه الإدبار ..
وعن مغزله اللين.
وعن كثب , تهدّل جناحه
وأرخى بإعياء عنقه
وأعتراه ملل وغضون ..
ثم عاد يلمّ جناحيه , ويطوف
في القفص المعلق بالجدار ,
والشمس تدلّي بأشعتها ,
فيسمو به النهار ,
وهو ماكثٌ بلا قرينْ
أو مربضٌ يجير ..
يشحذ فيه الذاكرة
وينفض عن حنجرته ,
الغبارْ , بشدو
أو يهيج منها نحيبْ .
فحملق بأكتراث ..
والباعة مابرحوا يحشرون ..
أصابعهم بين الأعواد , لتنوشه
وتارة بالصفير , يطلقون
بلا خجل , ويضحكون
وتارة لذعره لا يذعنون .
وعلى مدى يومين
يفتح الصبح جفنه
وتجنح الشمس في المغيب
ويغلق الليل بالعتمة , الشارع
وينطفأ الألق ,
وهو لا يفتأ يقفز بوهن ويطير, ماكثٌ
في غمرة الضجيج ,
ولا يستجيب
حتى تحين ساعة الإياب ,
ويطير بأعواده القفص , وحيد
بسحنته الصامتة
الى فج خان قديم ..
يضج بالتوابل ..
والجنادب والهنود …
فيخفي زفرات العناء
ويسرع بالغناء , قصائد
تشمخ في الظلام .