23 ديسمبر، 2024 4:16 م

بُكم الاعلام .. ونطق البُكم

بُكم الاعلام .. ونطق البُكم

حين يسطع نوراً ما هناك من ينتفع به لكشف طريق الحقيقة فيمتلأ ضياءاً بقدر اتساع روحه وعقله فيرنوا حنيناً وعشقاً للحرية التي خُط طريقها بالدماء الزاكية والتضحيات العظام فكلما ذكرنا المظلومية كان مصداقها الحسين(ع)وكلما ذُكرت الحرية كان هو شاخصها الابرز فرابط العشق متيم بذكراه وللدموع قصص وروايات هيامٍ بحرفه.

مع هذا نرى معظم الناس لا يستطيعون الاستفادة من هذا النور فقد فتح باب الحرية على مصراعيه امامهم الا انهم رفضوا الدخول واصروا على ان يبقوا عبيداً لا يناصرون الانسانية بموقف ولا بكلمة رغم ان لديهم ما يقدموه في سبيل انقاذ انفسهم وإحقاق الحق .

فبتنا نرى على شاشات التلفاز انواع المسلسسلات الاجنبية والعربية والافلام التي لا تمت لاخلاق مجتمعاتنا بصلة حتى تأثر الصغار والكبار بابطالها الوهميين، لكن حين تأتي ذكرى الحق الالهي نرى تلك المؤسسات الاعلامية صماء بكماء من جهة ابي الاحرار وكأنهم قوم نوح الذين كلما دعاهم استغشوا ثيابهم ووضعوا اصابعهم في آذانهم، وما اشبههم بجيش يزيد(اللعين) حين خاطبهم الحسين فجعلوا يثيرون الضجة كي يمنعوا ندائه (ألا من ناصراً ينصرنا) من ان يصل الى ارواحهم، ولطالما استغربنا فعلهم وقسوة قلوبهم واليوم نكتشف بان لازال لهم وجود، يغضون الطرف ويصمون السمع عن واعية حفيد نبيهم ولا يشيرون حتى اشارة لذكراه فقد خانوا الحقيقة أولاً وخانوا مهنتهم التي تحتم عليهم نقل الاحداث كما هي على ارض الواقع ثانياً فان كنت تبحث عن الخيانة باقبح صورها فأهلاً بك في وسائل الاعلام العربية، ومن جهة اخرى شاهدنا مسيرات الصم البكم تلبي نداء الحق وبرغم انهم حُرِمو من نعمة النطق لكنهم لم يحرمو من نعمة الضمير الناطق فصدحوا بالحرية مرتلين أجمل آيات الوفاء هاتفين (لبيك يا حسين).