23 ديسمبر، 2024 7:40 م

من المهم أن نركز على عاملين لهم الأثر الأكبر في أي اصلاح بالعراق، العامل الأول هو الشعب لأنه القوة الوحيدة التي يمكن أن تساند الأصح والاصلاح والتي يمكن أن تستميل جهة القوة الحامية للإصلاح وللشعب أيّا كانت، ومن غيرها سيتم التلاعب بها واللف والدوران عليها وتسويفها والمثال الأوضح ما حصل في مصر عندما خرج ملايين المصريين تضافر معهم الجيش وأسس لحكومة طوارئ عملت على ايجاد دستور ونظام جديد، وسبق ان بُح صوت العابدي وهو يطالب من الشعب دعمه بشكل كبير وليس مثل ما حصل بعد الاسابيع الأولى من التظاهر من دعم أعرج بمساندة الاحزاب، التي هي من يتحكم بحركة الاحتجاج في ساحة التظاهر والتي أثرت على قوة قرار العبادي وبعد أن بُح صوت المرجعية وهي العامل الثاني الذي لديه القدرة على استحداث تغيير جريء وكبير إن اصدرت فتوى مثل ما فعلت عندما فتح العراقيين صدورهم لصد رصاص الإرهاب الداعشي والتي أُغلق بابها الان وأصبح السيد العبادي محاصر في نقطة حرجة .. هل سيصطدم الاصلاح بالدستور؟؟؟ هناك بعض الفقرات ضمنا تشير لهذا التحاصص مثال ذلك المادة تاسعا أولا والتي تشير الى تشكيل الجيش العراقي والاجهزة الأمنية وفق معطيات النسب المكوناتية …وكذا الامر مع قانون الانتخابات ومخرجاته.. ويمكن أن نضع المادة (125) أيضا بنفس الاطار، ولهذا من غير تغيير شكل تشكيل هذه الحكومة التي أتت بالسيد العبادي محمولا على مركب التحاصص وبنفس الطريق المتعثر للمحاصصة طائفياً وقومياً وسياسياً، وحتى السيد العبادي في خطابه الاصلاحي مؤخرا قال بانه سيعتمد بأن تكون حكومة تكنوقراطه ممثلة لكل المكونات وهو بهذا لم يغادر التحاصص الطائفي أو المكوناتي، ولن نستطيع أن نمضي بأجراء تغيير وزاري وحسب، لأن التكنوقراط يجب أن يكونوا مستقلين وهذا لن يحصل وفق اللعبة الديمقراطية الحالية والتي ستأتي بحصة كل كتلة ومقدار مقاعدها البرلمانية التي تعطيه حق الحصول على هذا المنصب أو ذاك ولهذا يبقى معالجة الإصلاح بتغيير الكابينة الوزارية وحدها لن يجدي نفعا كبيرا لأن قاعدة الإدارة الحكومية والهيكلية الوظيفية لها مازالت تعاني هي الاخرى من التحاصص الذي وصل أحيانا لأصغر موظف في مكاتب الوزارات اليوم …
ومع زخم أوراق الإصلاح والمبادرات الإعلامية وكثرة التأييد والملاحظات والتلويح بمنصب رئيس الوزراء كان الأولى بساسة العراق أن يولوا الاصلاح منذ وقت تشكيل الحكومة وليس بعد وصوله نقطة حرجة، وبدلا من التلويح والتأييد عليهم إصلاح شؤون وزرائهم وبرامجهم التي سبق أن اعلنوا عنها ولم ينفذوا منها الشيء الكثير ..موقف السيد العبادي محرج جدا وهو يكاد يكون في نقطة اللاعودة فالدعم الحقيقي الذي يحتاجه العبادي ولم يحظ به وحتى بعد ان بُح صوت الشعب العراقي الذي أراه قد خذل نفسه قبل أن يُخذِل مشروع الاصلاح والتغيير.. فها نحن نرى بان كل فئة من نخب الشعب تبكي على ليلاها ولا تتمازج مع ايقاع الشعب العراقي ولأن كانت حجتهم عدم وجود تخطيطأ له و قيادة للحركة الاحتجاجية فليأتوا ويخططوا او يأخذوا زاوية من التحرير ويطالبوا مع الشارع بحقوقهم وحقوق الناس.
وإن كانت البيانات وأوراق الاصلاح أتت بصورة عمومية وهي تحدد مواعيد وتوقيتات لإجراء التغيير، فنسأل من باب العلم بالشيء من يملك قرار إنفاذ هذه القرارات لو تم الاتفاق عليها؟؟ هل هو السيد العبادي وحكومته أم هم قادة الكتل والاحزاب السياسية.. والجواب يفرض على من يوجه الخطاب أو ورقة الاصلاح لقادة تلك الكتل وليس للسيد العبادي وحده لأنه خارج الصلاحيات في هذا الامر وشاهدنا على ذلك وان كانت له ضربة من حديد هو إلغاء مناصب نواب الرئيس ورئيس الوزراء، التي أغضبت قادة الكتل عليه وحاولت ومازالت تحاول إرجاعهم لمناصبهم أو مقاعدهم البرلمانية.!!!
فالبرلمان العراقي إلا من بعض المستقلين وحكومتنا العتيدة أسيرة إملاءات قادة الكتل والاحزاب وعلى المطالب ان تتوجه لهم أولا وقبل كل شيء…
وكل تلك الاوراق الاصلاحية والإعلامية منها تتناسى بأننا نخوض حربا ميدانية وأخرى نفسية مع أخطر إرهاب عالمي قاعدي داعشي فلم نسمع كيف سيتم التعامل مع هذا الامر عند حالة إعلان حالة الطوارئ أو حكومة انتقالية؟.. فهل سنترك أمر قيادة عمليات التحرير لقيادة التحالف الدولي والقوات التركية والعربية التي تتهيأ للدخول متى ما سنحت الفرصة؟ ..ولا توجد فرصة أكثر سهولة ولا تبريرا إلا هذا الفراغ السياسي ..!!
كما أننا لم نسمع أيّا من أوراق الاصلاح كيف تتعامل مع مأسي النازحين قسرا من إرهاب داعش فهي تضع حلولا لتأهيل وإعمار وإعادة ولكن ماذا عن المناطق المحررة منذ أشهر ماذا خططتم وقدمتم لهم ؟؟؟ ومن أين سنأتي بالاموال التي سبق وأن أُهدرت لإعادة الاعمار والبناء؟؟؟.
سيبقى العبادي مكبلا ولا يستطع أن يعلن حالة الطوارئ لأنها ستعلن عليه قبل أن يعلنها وما تصريح المجلس الاعلى حول وصوله عن طريق هذه المحاصصة إلا دليل على ذلك .. ما لم تقم احدى الدول الإقليمية بدعمه بشكل مباشر أو الفاعل الدولي المتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية، لن يستطع من المضي لا ببرنامجه الاصلاحي ولا برنامجه الحكومي الذي تعكز عليه ولم يستطع من تحقيق الكثير منه، وأن جرى هذا السيناريو ماذا سيكون الثمن مقابل هذا الدعم؟؟..
    وبدلا من بُح كل الاصوات وأولها صوت الشارع العراقي على الشعب العراقي أن يحسم أمره اليوم قبل غدا بأن يجمع كل قواه وإراداته ويخرج مطالبا بحقوقه فأنه مصدر السلطات ووحده الضامن لإجراء أي إصلاح وتغيير من غير طبل يدق على فراغ ولكن فعلا بساحات التحرير تحقق الضغط على البرلمان وقادة الكتل …