23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

بَعَد بالزور واويه…

بَعَد بالزور واويه…

ضربة الأستجواب ثم سحب الثقة التي اسقطت رجل الفساد هوشيار زيباري كانت قاضية, لا لأنها اسقطت هوشيار فحسب بل اسقطت معه اخطر رموز النكبة العراقية الجنرال المستهلك مسعود البرزاني, لا عجب ان يتبادل العراقيون التهاني ومعهم اكثر من 70% من مواطني الأقليم, ان قوى الأختناقات والأذلال وجرح الكرامة والأستهتار بالحق العراقي, تلك التي ينتمي اليها رجل الأختراقات الدولية الأقليمية مسعود قد خسرت متراساً من مواقعها والمواجهات مفتوحة لأستقبال من سيأخذ استحقاقه من الضربات القادمة.
تأخر مجلس النواب كثيراً عن ممارسة حق ناخبيه في الدفاع عن مصير دولتهم وسلامة وطنهم وسد ثغرة تدفق الخيانات عبر بوابة اربيل التي مارست العهر في استيراد زناة المشاريع الدولية والأقليمية ثم تصديرهم فساداً وارهاباً وموتاً يومياً الى المحافظات العراقية واذلت العراقيين وعرضت وطنهم للتجزئة والتقسيم, تلك كانت كل ما تعنيه شراكة العائلة البرزانية وحزب عشيرتها في ادارة الدولة واحتلال مراكز سيادية هامة في حكومتها.
الشعب العراقي عليه ان يتجاوز انتكاساته وهزائمه واسباب ضعفه وتمزقه وينهض موحداً واعياً مرحلته مدركاً مهامه مغتسلاً من الأوحال التي تركتها احزاب الأسلام السياسي على ثوب عراقته, ان يرمي تاريخ شعوذات وتخريفات لصوص الوسطاء عن ظهره ويستعيد منهم ما سرقوه من سحت المنقول وغير المنقول ثم حجرهم في مجمعات الحجز الأخلاقي ورمي عدواهم على قارعة ماضيهم الدبق, العراقيون بحاجة ماسة لثورة اصلاح ذاتي وكسر كلس مفتعل النصوص التي تحاصر العقل والأرادة وتعيق النهوض المجتمعي.ثعالب (واوية) مافيات الفساد والأرهاب لازالت تملاً الزور العراقي وتفيض اكثر مما يتحمله, لنتذكر ضحايا معتقلات مكاتبهم ومؤسساتهم التبشيرية ومراكز المشين من ممارساتهم اللاقانونية, نتذكر مليشيات السطو والخطف والتهريب والأغتيال, وبأسم معروفهم دخلوا بيوت الناس وافتعلوا التهم وقتلوا النساء ومثلوا في الشباب, ان لم يكونوا هم الرذيلة والعار ذاته لما تصرفوا بتلك الوحشية, من سرق وهرب ارزاق الأبرياء لا يمكن له ان يكون حريصاً على دمائهم ومن اصدر عفواً عن القتلة لايمكن له ان يكون الا قاتلاً او شريكاً في الجرائم, يجب الا نتناسا او نفتعل لنا عذراً نحن الذين ذهبنا الى صناديق الأقتراع لأربعة دورات انتخابية وبايعناهم, اننا وفي كل مرة نشارك مع سبق الأصرار في جرائم سرقة وقتل انفسنا.
ما يحدث الآن من تطورات ايجابية من داخل مجلس النواب, لم تعد حالة موسمية كما يتصورها البعض, انها استجابة واعية للحراك الشعبي الرافض لنكبة وطنه وصوت تزفره رئة الرأي العام العراقي وترجمته جبهة الأصلاح الى تيار وطني رافض لمشاريع التحاصص والتقسيم, الى جانب ذلك فالتطورات الأيجابية التي تبلورت عن الأتفاق التاريخي بين حزب الأتحاد الوطني وحركة التغيير من خارج العتمة الخانقة لنفوذ حزب العائلة البرزانية وعشيرتها, انه العراق ينهض موحداً.
الأنسجام والتضامن بين جبهة الأصلاح وتحالف الأتحاد الوطني وحركة التغيير ذو النكهة العراقية احدثت وستحدث انهيارات في جدار نظام التحاصص وانفراجاً كبيراً في المأزق العراقي, احداث قادمة ستضع رؤساء كتل الفساد على رفوف فضائح دونيتها وسينتج عن الجهد الوطني من داخل السلطة التشريعية متغيرات جذرية على طريق الأصلاح الوطني وسيمتلك العراق ما هو جدير في اعادة تشكيل الدولة والحفاظ على وحدة وسلامة الوطن.
على مجلس النواب ان يكون اكثر واقعية وحيادية وانصافاً في التعامل مع الواقع السياسي والأقتصادي في الأقليم, مسعود البرزاني واضافة الى فقدانه الشرعية كرئيس للأقليم فهو فاقد المصداقية تماماً وهنا يجب احترام ارادة الشعب الكردي والتعامل مع مسعود كرئيس كتلة حزبه ليس اكثر وبالضرورة ان يختار مجلس النواب وزيراً للمالية كفوءً نزيهاً من كتلة الأتحاد الوطني وحركة التغيير (كوران) انصافاً وتضامناً مع المتغيرات الوطنية من داخل المجتمع الكردي, وبالضرورة القصوى ايضاً التعجيل في اجتثاث (واوية) زور فساد وارهاب العملية السياسية عن الواقع السياسي والأقتصادي والأخلاقي والأجتماعي للعراق, ورفض ان يبق العراق مكباً للحثالات.