5 نوفمبر، 2024 5:42 م
Search
Close this search box.

بَعدَ أن توالت الأتربة والمصادفات السَّيئة

بَعدَ أن توالت الأتربة والمصادفات السَّيئة

ماذا سأُرتب لبدايةِ هذا الليل كي ينقضي ، ليس من اليسير تكرار أغلاق عينيَّ وفتحهما ، وأن أستطعت لوجيز ما ، ربما لن أفلح في إلتقاط المشاهد وأن ألتقطتها ربما أيضا لن أفلح في بقاءها ضمن الحدود التي أرتئيها إلى أمد معلوم ، قبل ذلك كنت قد وصفتُ لنفسي الأشياءَ ووضعت مجهري أمام تسمياتها وأشتغلت على ما قد أجد في الأفق وطليت كُلَ شيء على الورقة التي أمامي بل اهتديت لفكرة المنافذ في البقع المعتمة ، وكنت أنوي أطيل المكوث إلى أن يدور الغسق ويتشنج السؤال طالبا إجابتي ، وعلى ذلك ثنيت ركبتيّ وعلقتهما في مفاصل الشك وأنا أرى منفذا صغيرا طُليَ بالألوان البهيجة يُضئ وينطفئ ثم يُغلق ولحظات ويعود ،

أخذتُ أقرأَ الحروف بالتقطيع من الحاء إلى النون ، ثم حين أنكَسِرُ ولا أفيق أقرأها من النون إلى الحاء ، وأعجل في شُرب الشّاي وأيواء نظارتي بيتها ،

هنا في مساحتي المربعة إشتد البردُ وانحنت أغصان الأشجار الصناعية وتيبس العناد وخفتت الصورةُ أمام

الضوء فسألتني عن الأرقام التي وضعها ماجلان في البوصلة ،

إنحنيت لألتقط الأمس والمكان …

والقرط السباعي وزينة الحقيبة …

وما أن عدت بذكرياتي إليهن عادَ التناقض الذي طرحه أسلافي على ماهية الشيء وكيفية ترقينه ،

بقيت أتلصلص تحت شيشكانجا أنتظر الألفَ بين النون والنون وأعلمُ ذلك يستدعي وقتا طويلا كي أنتظر ووقتا أطول حين أتأمل بعد أن توالت خلف الأعوام الأتربة والظلمة والمصادفات السيئة ،

كل ذلك بدأ يعني لي أن الأشياء التي تنشطر لا تنشطر بأبعادها ولا الأيام تعجل بقدوم الذين ننتظرهم لذلك كان جهلي مصيبا حين بقي زمنا في مخيلتي وكل شيء أأتي به يتريث في وصفه مِثل ذلك الشائع الذي أضعه كعادتي كل يوم على الطاولة ، كان من الممكن أن أنظر الى منتصف المسافة لأستمتع بالعراء وينام صحوي على نشيده في الخفاء وكان يمكن أن أتلمس مابقي من الليل وماذا سأرتب له قبل أن ينقضي ،

أعمق من ذلك..

أن أقرأ للأشباح بلا تلاوة لأرى وجه الفضاء وقدميّ الأرض وأفراس جسدها وملاءة السرير وبلا تعاويذ وأصابع أفتح

بيت العنكبوت إذ بقي التقريب المضحك من المسافة والصوت المثقل بالأوهام ومن الظل لآخرياته وكيف أقرأ بداياته ، لاشك يستدعي ذلك دليلاً للرمز وشاهدا لليلتي في البقاء ليكون من اليسير هذه المرة إغلاق عينيّ وتكرار أغلاقهما وفتحهما ولاضير أن لم تُلتقط المشاهد أو لا تنشطر المهم أن يبقى اللون بلون القمح يُضيء لكي يضاء أكبر قدر من هذا العالم بالأشعة الذهبية في اللحظة التي لم أجد التعاويذ في ردائي ولم أجد أصابعي وبدونهما فتحت بيت العنكبوت .

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات