20 مايو، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

بَرعَ العربُ بقتلِ العرب!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

العرب من أبرع الناس بقتل أنفسهم , فهم يعيشون تراجيديا الإنتحار الجماعي.

فالعراقي يقتل العراقي!!

والسوري يقتل السوري!!

والليبي يقتل الليبي!!

واليمني يقتل اليمني!!

والمصري يقتل المصري!!

ولا يحتاج العربي لقتل أخيه العربي إلا إلى تسمية وتوصيف , وما أكثر شركات إنتاج التوصيفات والتسميات , فسميّ أخاك العربي بما تشاء وأقتله كيفما تشاء , وأصرخ ألله أكبر , وهو يردد أشهد أن لا إله إلا الله…!!!

فتلك عجيبة عربية لا تُصدّق!!

كان العرب يقتلون بعضهم قبل الدين لأسباب إقتصادية , ولأن الغزو كان نشاطهم الإقتصادي الأمثل , واليوم يقتلون بعضهم بدينهم الذي أخرجهم من الظلمات إلى النور.

فالعرب ما عادوا ينتسبون إلى عروبة ووطن ودين , وإنما أوطانهم وهوياتهم الأشخاص والأحزاب والمسميات الأخرى , فالجيش عندهم ما عاد جيشَ وطن وإنما جيشَ فلان وفلان , والإنسان ليس إبن وطن , بل من هذه الملة أو تلك وما أكثر الإنتماءات وأشرس الحماقات.

والعرب جميعهم يقومون بأعمال تسمى في المصطلح الإنتحاري الجديد , إرهاب , أي أنهم وبلا إستثناء على قائمة الإرهاب , ولهذا يتم إعدادهم وفقا لنظرية ليقاتل الإرهاب الإرهاب , أي ليقضيَ العرب على أنفسهم بأنفسهم.

ولن يتوقف هذا الناعور عن الدوران ما دام العرب في غفلة وعمه ونزق إنفعالي , وأجيج عاطفي وإنسعار وإحتقان , وكأنهم الجمرات المتوقدة المتحفزة للإلتهاب والتحول إلى رماد.

فالمسعى العربي من أقصاه إلى أقصاه يتخذ منهج الرماد , حتى صار القتل لا يعني البشرية بشيئ , وإنما العرب تحولوا في نظر الدنيا إلى أرقام وحسب.

عشرات الآلاف من الأرقام تمحى وتزاح وتضرب ببعضها لتطعم أفواه التراب.

ولا شيئ سوى الأرقام!!

فما دام العرب قد إختاروا أن يكونوا أرقاما موصوفة بأسوأ الصفات , فماذا يتوقعون من الآخرين الذين لا يحسبونهم ينتمون إلى البشر المعاصر بصلة.

فما تتناوله وسائل الإعلام من صور وأحداث وخطايا , لا يمكن أن يحسب على أنه يحصل في هذا الزمان , بل هو أشبه بالخيال الذي يعجز الآخرون على تصديقه.

فهل سيمضي العرب في طاحونة محق الذات , أم سيستعيدون بعض الرشد فيعاصرون؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب