21 مايو، 2024 8:00 م
Search
Close this search box.

بيَان للمُثَنَّى

Facebook
Twitter
LinkedIn

1

كَانا مَع البَحر فِي رِداءِ البَلل. تسَامرا علَى طَرف محَّارة ميتة. أحسّا بالوحدة والغرابة. تَحدثّا عن الثورة والدّماء. عَن المَوج الذِّي لَم يَعُد و عَن الرّيح العَاتية و عَن سَحَاب مُمتَلِئ بالأُمْنية. لمْ ينسَيا كذَلك أنْ يَضعَا على طرَف الكلام قبَّعة وتَمِيمة. لأنَّ مرْكبا صَغيرا سَيحتَاجها وهوَ يجْتاز الكلاَم والصَّحراء.

2
قالاَ بصَوْت النَّورس، كمْ كنَّا قَادِرين ببَسَاطَة علَى اقتِسَام الحُبِّ والأحْلام. و علَى ملْئ الرّابِية بصَوْت الزَّهرة. تذكَّرا أيْضًا كثِيرًامِن القصَص اللَّطِيفة. حَاولا أن يفهما لماذا أراد كوكب دريّ أن يَسْتلف من بسْمة عَتيقة نصْف الدَّائرة؟ لمَاذا أكْثرت الشَّمس صُنع الأَنوار اللَّطيفة وغَزْل الأحْلَام المُحْتفية بطعْم و نكهَة قهْوة الصَّباح الأُولى.

3
كَانا يَعرٍفان أنّ الأمْكِنة تخْتصُّ بالعَرَاء. أنَّ الجَسَد مكَان جيِّد للاخْتِباء.

4
ابتَسَما طَويلا ودَقّقَا النٌظر في الكَلام ثم ّهمَسَا للطَّير ، قدْ يُمْطر الأَمَل فِي الكَلمة، لكِن ليُكُن مَقاسُ وحْدَتنا الآن ؛ أن تأتِي اللُّغة طوْعا. أنْ لاَ تكُون الصُّورة غيْمَة أنْ تَكُون كلّ الأمُور بَسِيطة. أنْ يكُون الخُبز فَقَط صَعبًا والأغَانِي.

5
مَازال البَحْر غَرِيبا. فِي وعَاء غَرق منْذ عقْديْن. خلَطا الحِنَّاء بمَاء الوَرد. خضَّبا إصْبعا أشَار إلى حَمَام زاجِل، حتَّى لا يَنسَى أنَّ الطُيُور تمُوت على عجَل. كان البحر مَازال غَريبًا لكِن قَرَّرا أن ينغمِسا في ظلٍّ رسمَ شجَرة عَلى حَبَّة رمْل. أنْ لا يعُودا اسْما لشَارع مهْمَل.

6
قالَا بالغِناء و برفِيفِ الاسْم .هَذا فلَق النّور أمامَك ومَسكَنك .انهَضْ سَافِر في العَتَبات .ادْخُل كرَة الضَّوء لِتكون الشَّمس. كُن مَع الشَّجرات صُورَة يرْسُمها طِفْل لا يَعْرف أنْ يُجيب حِين تسْأله لِماذا لوَّنت الشَّجرات بلَوٍن احمرَ . لكنْ يخْبرُك فِي عزْم أنَّ الخَريفَ لا يصْنَع إلَّا ورقًا أصفَر.

7
تذكَّرا جيِّدا أنّهُما تعِبَا حتّى يقنِعا البحْر أنْ يأتِي إلَى الرَّابية، فتلك الشَّجرة السَّامقة التِّي أدهشَتْهُما رقصَتُها كانَت شَاهِدة علَى مِيلاَد نجْمَة في الكَلَام .تذكَّرا أيْضا بِطريقَة أكثَر حِدّة أن قارِبا تسَبَّب فِي لكنَة غَريبَة اعترَت صَوت البَحر وهُو يفْتكُّ منْه سَمكة علَّقَها علَى جَزيرة سَمرَاء ثمَّ يمْضِي إلَى مِينَاء ليَنزَع عنْه شُعَب المَرْجان .


سعيف علي

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب