9 أبريل، 2024 6:14 ص
Search
Close this search box.

بيوتٌ تتداعى

Facebook
Twitter
LinkedIn

اجمل الايام هي التي تعيشها في راحة نفسية وابتسامه من طفل صغير او شيخ كهل اودعوة من عجوز تتمتم بكلماتها الحنينه. صغار كنا وغالبا مانسمعها من جارتنا ام صباح فقد كانت تدعو لنا بالصحة والعافية والستر.. كنت اقول مع نفسي لماذا ترددها بشكل مستمر فجعلتني في بعض الاحيان احس بالملل من تكرارها كوني اقدم لها المعونه لا لشيء سوا اني تربيت على احترام الكبير والعطف عليه باعتباره يحتاج الى المعونه. اما الان اتمنى تلك الدعوة من جارتنا (بالستر والعافية).. فمع تقادم السنين نجد تفشي الامراض التي لا نحصيها وكذلك هناك اولاد الحرام الذين يتربصون للكل من هب ودب ليبثوا سموم ارهابهم القاتل.. وهنا فهمت مغزى الستر ومعنى ان يستر الله علينا من شر الاشرار وكيد الفجار الذين يحللون دمي ودمك ببعض الاموال التي (لا تشبع ولا تسمن من جوع).. وليس هذا فقط فاني اتمنى اليوم ان يستر الله علينا من المؤثرات الخارجية التي لا تتدخل فيها اليد البشرية متمثلة بالامطار التي تهطل علينا من غير استأذان فكلنا يعلم ماتعانيه البنية التحتية من دمار كون جميع المقاولين حولوا الاعمار الى تخريب .. فيما تعاني منافذ الصرف الصحي من تكدس الانقاض والنفايات والاهمال وعدم التسليك لتتراكم مع اي زخة مطر امواج من المياه الاسنة في الازقة والطرقات العامة والفرعية وحتى البيوت والمدارس والمساجد والمؤسسات الحكومية والاهلية.. الناس يهجرون بيوتهم الى جهات مجهولة هربا من برودة ورطوبة البيت وروائحه الكريهة الناجمة عن تكدس المياه.
وهنا ينتابني التساؤل:- عام مضى على كارثة مماثلة لماذا لم يكن كفيلا بمعالجتها؟ الم يسمع المسؤول عن تهرء وانهيار المنازل والمدارس الطينية على رؤوس من تحتها في تلك الايام العسيرة؟؟
اللطيف ما في الامر هو ان من تمكن الهروب الى طابق بيته الثاني سرعان ما تركه وولى هاربا الى جهة مجهولة نتيجة جملة هزات ارضية انتابت البلاد وارعبت العباد.. وهنا وسط كم هائل من التساؤلات يقفز من ذهني ابرزها.. هل العراق اسوأ حالا من اليابان التي تتعرض بشكل مستمر الى الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية؟ لماذا لم تعالج ازماتنا باموالنا الراقدة تحت اقدامنا وسط سكوت المسؤولين الذي يذكرني بسكوت القبور؟ اليس الذهب الاسود من حقي وحقك ليصد عنا الكوارث الطبيعية ويعوضنا سني الحرمان؟ اليس الاجدر بهذا المسلسل الكوميدي ان يصل حلقته الاخيرة وبانتهائها تنتهي معاناتنا الازلية التي توارثناها ابا عن جد وكان قطارها ماض الى ما لا نهاية؟ متى سيصارح اصحاب القرار الشعب المكتوي بنار الحرمان والارهاب لنجد المسؤول مسؤولا عن رعيته؟ متى سيربت المسؤول على كتف من انتابته موجة الرعب جراء الارهاب والحرمان والكوارث الطبيعية لنجد من يحنو علينا ويمسح عن جبيننا حرمان السنين وخوف الايام؟ اسئلة تبحث عن جواب…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب