حاول رعاك الباري عز وجل ونحن على أعتاب نهاية العام 2021 أن تخرج أول 5000 الآف دينار من مرتبك الشهري سواء أكنت تتقاضاه من مؤسسة أهلية أم حكومية ، كذلك مرتبك التقاعدي في حال كنت من المتقاعدين ، في سبيل الله صدقة لفقير أو مسكين متعفف، وإن زدت، زاد الله تعالى عليك من بركاته وما نقص مال من صدقة ، وحاول أيضا أن يكون هذا التصرف سجية لك وخصلة طيبة وأن يكون ذلكم الصنيع المبارك هو ديدنك طوال العام المقبل 2022 شهريا في زمن الغلاء والبلاء والوباء وتراجع قيمة الدينار ،مقابل إرتفاع سعر صرف الدولار بالتزامن مع أزمة السكن وارتفاع معدلات البطالة وشيوع ظاهرتي الغش التجاري والصناعي والاحتكار الأمر الذي أسفر في نهاية المطاف عن تذبذب الأسواق وفقدان السيطرة على جشع التجار وبخلهم ولؤمهم الا ما رحم ربك ، بالمقابل حذار من أن تنفقها في حرام أو مكروه أو سرف أو تبذير ، ذاك أن المرتب الذي ينفق أوله في ما لايرضي الله تعالى ، لن يدوم طويلا ولن تطرح فيه البركة وذلك على العكس تماما من الصدقات والخيرات لمساعدة المحتاجين وجبر الخواطر !
ليست الرواتب وحدها من تمحق بركتها بالمعاصي ، السنين والأعوام كذلك ” فالسنة التي تبدأ أول لياليها بالرقص والمجون والخلاعة والزنا والمخدرات والسكر والعربدة والتبذير والاسراف وختامها بذات التهتك الذي بدأت به ، لن تكون سنة رخاء وخير وعطاء وبركة الا مارحم ربك ، أفيقوا يرحمكم الله فقد طال سباتكم !!
ومعلوم للقاصي والداني بأن ثالوث الفساد والاستبداد والاستعباد ضلعه الأول مستبد يقهر الجماهير،أما ضلعه الثاني فواعظ سلطان يبارك ويشرعن لظلم الجماهير،وثالثهما إعلام داعر راقص لإلهاء وتخدير وتغييب وعي والجماهير!
وبما أن صلاح المجتمعات قائم على درء المفاسد وجلب المنافع ، فدعوني أقول لمن بيت النية وأعد العدة ابتداءا ليصيع في ليلة رأس السنة مع كل متهتك صائع ، ان “لقمة في بطن جائع خير من الاحتفال بالمفرقعات والصعادات والمنكرات والشنائع ، وخير من تناول الديك الرومي المنقع بالواين مع الكيك وانواع المعجنات بضرس قاطع ، وخير من تدخين النارجيلة وتعاطي المخدرات وإحتساء المسكرات بأنواعها والترنح في النوادي والفنادق والشوارع ، وخير من خروج كل مسترجلة بصحبة كل مخنث أو متحول مائع ،وخير من سياقة السيارات والدراجات النارية بتهور بتأثير الخمور وما ينجم عنها من ارتكاب الفظائع ، وخير من انفاق ملايين الدولارات على التسريحات العجيبة والأزياء الغريبة والبناطيل الضيقة والممزقة والمرقعة والمزحلقة والاكسسوارات والوشوم بما يخالف المثل والقيم والأعراف والتقاليد وكل الشرائع ، وخير من إنفاق الملايين في الملاهي والخمارات والمراقص وفي صالات القمار وحرقها بالباطل من دون أدنى ضمير ولا عقل ولا وازع ، في بلاد تضم بين حناياها 10 ملايين عاطل وفقير وجائع ، وخير من حرق الملايين على أشجار الميلاد وأصلها وثني روماني لتقديس ما يسمى بأله الخصوبة – ساتورن – وتزيينها بالمصابيح المضاءة والأجراس والشرائط الملونة بعد أن كان تزيينها والى وقت قريب بشمع رخيص دامع ..وخير من الرقص الفردي والجماعي الهستيري حتى مطلع الفجر على أنغام دي جي بإشراف منسق موسيقي لشهواته البهيمية مستسلم خاضع ، في صالة مكتظة وملوثة بكورونا يديرها متسافل خانع ،أو متعهد حفلات مخادع ،بالمال وعلى حساب الفضائل والأخلاق الحميدة طامع ، للدولار ساجد وراكع ، في الضحك على ذقون الشباب …بارع !
ياشباب الأمة بين ظهوركم اليوم خمسة ملايين يتيم مجهد ضائع ، وثلاثة ملايين عاطل جائع ، وأربعة ملايين مطلقة وأرملة أحنت كواهلهن المواجع ، وجففت في أعينهن لكثرة النحيب المدامع ، ياشباب الأمة يا أمل المستقبل ، أيها المنافحون عن بلدانكم بوجه كل صائل وفاسد غشوم وطامع ، أين التعلم ، أين التعليم ، أين الأخلاق ، أين الفضائل ، أين المزارع ، أين المصانع ، مابالكم يقودكم من خلف الكواليس ومن أمامها كل رويبضة وإمعة بأفكار وموضات وتقليعات وتصرفات كلها هوان وسفه ومهلكة وسم ناقع ، عودوا الى دين ربكم ، ثوبوا الى رشدكم ، توبوا الى بارئكم ، واعلموا أن باب التوبة مفتوح ما لم تدهمكم المنية بغتة واقرأوا عن ذلك إن شئتم كل المصادر تتبعها المراجع ، وأعلموا أن خير وأقصر طريق للتوبة والاستقامة تكمن في إحياءالفضائل والتحلي بالاخلاق والمواظبة على دروس الوعظ والارشاد وحلقات الذكر في المساجد والجوامع ..فهل من واع لما اقوله لكم ، وهل لنصحي المجاني من منصت أو سامع ؟ اودعناكم اغاتي .