23 ديسمبر، 2024 10:11 ص

بين وقاحة الدبلوماسي ورعونته وسفاهة الحكومة

بين وقاحة الدبلوماسي ورعونته وسفاهة الحكومة

الكثير من الاشخاص حين تصفق له يطير محلقاً مثل طائر مزهواً بريشه ومحلقاً في فضاء ابيض ولا يلبث ان يسقط أثر ريح عاتية او رصاصة صائد للفئران…فيسقط الطير المزهو بريشه الناعم وهو ينازع الموت وجناحاه لا تقوى على الطيران من جديد لأنه من كثر التصفيق والنفخ والتهليل سقط هذه السقطة ولانه هاوي طيران حديث وليس كما يسقط الطائر المحترف لانه يعرف كيف يسقط ويتفادى السقوط المؤثر…
هذه المقدمة اسوقها وكلي حيرة من تصريحات نائب سفير عراقي ممثل لبلده أي لكل الشعب بكل دياناته ومذاهبة يهاجم بشراسة معتقد ومذهب لمكون مهم من مكونات العراق ويصف مذهبهم بانه من صنع رجل فارسي يهودي وهاذ المذهب سياسي من صنع ايران المراد منه شق الصف الاسلامي…أي تصريح غبي لرجل وصل الى منصب نائب لسفير…هناك استنتاجان لتصريحات هذا الدبلوماسي الاول وهو المرجح كونه يعمل في دولة تكن الكره حد القتل والتكفير لمن يعتقد بهذا المذهب ومن باب التزلف والتملق لتلك الدولة صار يجعجع بكلام اكبر من حجمه وتعدى حدود وظيفته التي من المفترض من خلال تسميتها يكون اهلاً لها ويتمتع بالدبلوماسية في كل شئ والا لماذا اطلق عليه انه رجل دبلوماسي…والثاني هذا الرجل جاء بتصريحاته التي مست مشاعر هذا المكون من اجل جس نبض حكومته في الكثير من المسائل العالقة بين البلدين والتي تارة تذهب الى التراشق الاعلامي والتأزيم وتارة تذهب الى التهدئة للمصالح المتعددة بين البلدين والكثير من المحيطين بالحكومتين منهم من يريد لهذه المصالح ان تتعقد وتذهب بعيد عن التهدئة لأجل ان تشعر حكومة المملكة بالنفور من حكومة العراق التي يترأسها رجل من المذهب الذي هاجمه احد دبلوماسييه والمحصلة النهائية تتعقد المصالح وتبتعد الرؤى بين البلدين ويكون لهم الغلبة والحضوة لدى حكومة المملكة والكل يعلم من هم يمثلون هذه الشريحة ومن المستفيدين من تعكير الاجواء وشحنها كلما اتجهت الى التهدئة…والشطر الاخر من المقالة يتجه الى الحكومة وادواتها التي سارعت بالتنديد والتهديد والوعيد ومطالبتها بأستدعاء نائب السفير والتحقيق معه بشأن تصريحاته وهذا الاتجاه الخطير في الحالة لأن الكثير من الادوات الحكومية والمتسلحين بالطائفية أنبروا من على المنابر الاعلامية يطالبون بالقصاص من هذا الدبلوماسي ولهم كل الحق لكن هذه الامور هناك من يتولاها الدبلوماسي له مرجعية وظيفية وهي وزارة الخارجية ولها الحق في استدعائه والتحقق من تصريحاته واتخاذ الاجرائات اللازمة بحقه….لكن بمثل هذه الطريقة والظهور الاعلامي المكثف من قبل المدافعين عن أهل المذهب نراهم يسيئون لأهل المذهب اكثر من الطرف الاخر والمفروض محاسبة انفسهم قبل محاسبة الأخرين….انهم يسيئون لطائفتهم من خلال سلوكهم الوظيفي الممزوج بالتخاذل الوظيفي من خلال التلكؤ في ادارة اعمالهم ووقوفهم بجانب المفسدين والعابثين بخيرات البلد كثير من التقاعس بتقديم الخدمات للمواطن….كان خير لهم قبل ان تثار مثل هكذا زوبعة الاتجاه الى اعطاء المواطن حقوقه واولها الخدمية ومن اهمها توفير مفردات البطاقة التموينية المتلكئة وحث الحكومة على دعمها وليس بالكلام والتصريحات لكن بالفعل المدعوم بنصرة الفقراء الذين يعانون من عدم استلامهم لمكرمة رئيس الوزراء الا وهي(نصف كيلو عدس)الذي هو في اشد الحاجة اليه في ايامنا هذه وهي ايام الصوم في رمضان لكن طائفيتهم البغيضة طغت على كل المشاكل الاخرى وكانهم انتخبوا او وضفوا لأجل الدفاع عن طائفتهم فقط ونفس الخطأ الذي ارتكبه هذا الدبلوماسي هم وارتكبوه بدون ان يعلمون بفعلتهم هذه….لذلك استجابت الحكومة لمطالبهم ومن خلال التناغم الطائفي وأصدرت اوامرها لوزارة الخارجية بأستدعاء نائب السفير واتخاذ الأجرائات اللازمة بحقة…الا كان الأجدر بمن يسمون انفسهم نواب وسياسيين ان يتريثوا ولا ينجرون الى مثل هكذا ممارسات لتجنيب حكومتهم الشيعية من النقد الذي تتعرض له بالتصريحات للنواب السنة الذين يتحينون الفرص لأطلاق طائفيتهم وممارستها من خلال ساحات الاعتصام وكذلك رجال الدين من خلال منابر المساجد والخطب الدينية التي انتشرت هذه الفترة بمطالبات تفعيل المليشيات السنية لكي تحميهم من بطش المليشيات الشعية المدعومة من هذا الطرف ومن تلك الدولة التي كل همها ان يعيش العراق ويغرق بالفوضى….والدليل أتى على شكل تفجيرات بالأمس حصدت ارواح الأبرياء بالجملة في بغداد وضواحيها ودافع الثمن المواطن البسيط الغير محمي من حكومة تتعامل على أسس طائفية من خلال المذهبين المتناحرين ولا نعلم لحد هذا يومنا على أي شئ يتناحرون هل على السلطة ام على المال ام على ماذا ؟ .