18 ديسمبر، 2024 10:56 م

بين واثق الرشيد وقيس الخزعلي لا مجال للحياد

بين واثق الرشيد وقيس الخزعلي لا مجال للحياد

عبثا حاولت أن أتحلى بصبر جميل وضبطٍ للنفس ، وأنىَ لي ذلك ؟ فمن أين أجئ بالصبر وانا أرى يهوذا الاسخريوطي يبعث من جديد ، يحمل إسما نقف إزاءه مطأطئي الرؤوس ؟! فبئس يهوذا وبئس من جاء به ، أو آزره ، أو رضي له قولا وصرفا .

وعبث ثان عاضد عبثي الاول حين حاولت – جاهدا إغماض جفوني ( عن شواردها ) عندما ظهر إخوة يوسف ضاحكين مستبشرين من ( إبيضاض ) عيني أبيهم ( وهو كظيم ) .. أحسست إن قلمي قد ضج بشكواه مني فاتهمني بالصمت المريب الذي لم يألفه مني سابقا ! .. إتهمني بالتسمُر دون حراك ودون وجه حق ، والتغافل عن ( مجابهة ) من إنفلت من عقاله فخارت قواه ، دون أن يدري ، فدافع واهنا مستكينا عن مجرم أعرج غلًفه العِرض العراقي بعار الذل من عمامته ، التي لفًها إبليس ثم رماها عليه ، إلى أخمص قدمين لم يتوانيا عن السير بدروب الرذيلة والانحطاط ولن تدَخرا وسعا في معصية خالقهما ! ولسان حالهما يقول : ( قم بنا نعصي جبار السموات ) ! . فهل يرضى بنو تميم الاخيار منك ذلك ( يا هادي التميمي ) ؟ .. والله ما ظننتهم راضين ، فإني أعرفهم أكثر منك ، فهم الاصلاء ، النجباء ، ويكفيهم فخرا إن سيدنا ابو بكر والقعقاع بن عمرو ينتمون لهذه القبيلة العظيمة ناهيك عن الكثير من العظماء والاتقياء والنبلاء .. ولكن ( وأواه من ذي كلمة أرددها مضطرا ) لكل قاعدة شواذ ، وما حكاية إبن سيدنا نوح بخافية عنك وعني ، أنسيت ام تناسيت المحن التي ساقها ( سيدك ) المأفون على بني جلدتك ، وتلك الدماء الطاهرات التي سفكت دون وجه حق ؟ فضلا عن آهات وحشرجات صدور الامهات ممن ثُكلن بأبنائهن وبناتهن وأزواجهن .. أم تراك شريكا له في تجارته الرديئة .. أم إنك أصبت درهما أو درهمين ملوثات بفيروس النفاق والكذب عميا بصيرتك ليفقداك جادة الصواب فتنحيت منها إلى الباطل ؟ .. فما هكذا تؤكل الكتف أيها ( المتخزعل ) أكثر من الخزعلي نفسه ! .. فو اسفي على إسمٍ حملته ما كان ينبغي أن تحمله ، نعم ، أتستطيع أن تحصي عديد الضالين الذين إهتدوا على يديك ، ليكونوا أحب إليك من حمر النعم ؟ وكم مصرا ( محتلة ) فتح الله على يديك ، ومعك جنود تضع قلوبها فوق دروعها ؟ أم تراك قد إرتقيت سلما فسمعت تسبيح عباد مكرمين ؟ أتظن أنك وحدك على الحق وما خلاك هم الباطل ؟ تساؤلات مشروعة بحاجة الى إجابات شجاعة ..

أيها المتخزعل .. مما أضحكني وأبكاني جهلك بكتاب الله ! حين كتبت : ( وأغلبهم للحق كارهون ) والصحيح : ( وأكثرهم للحق كارهون ) .. أراك قد إتبعت خطى ( زميلك ) القاضي ( الشامخ ) محمود الحسن حين إخترع ( آية ) كنت قد نوهت عنها بموضوع سابق ، أراك مهددا ( بغضبة الحليم ) ، فأي غضب ستختار لنا يا ترى ؟ هل ستخسف الارض بنا ، أم ستأمر السماء لتمطر سجيلا وتجعلنا كعصف مأكول ، ربما سترينا ( عجائب قدرتك ) وترسل علينا قاصفا من الريح وتجعلنا هباءا منثورا ؟! . فيا أيها الصديق تمهل ! ولا تتعجل ! ( إذا هُز الكريم يزيد خيرا .. وإن هُز اللئيم فلا يزيد ) .. عذرا أخي ما أنت بلئيم ، لكنها زلة قلم ! .. فاتني شئ لم أنسه : هذا إقرا مني لزميلي وصديقي ، إن قبل صداقتي ، واثق

الرشيد أنا معك قلبا وقالبا .. مؤيدا ومناصرا ، وليذهب الحاسدون الى الجحيم ، وأرجوك أن تختار الطريقة ، فأنا طوع أمرك ، أيها الشجاع ، كما أرجو أن تتفضل علي وتعتبرني من خدام خدامك فسأزداد شرفا وغبطة ، لك مني ألف تحية وسلام .. وإلى الذين أُصيبوا بعمى الالوان أقول : من كان منكم بلا خطيئة فليرم واثقا بحجر .!