9 أبريل، 2024 2:23 ص
Search
Close this search box.

بين هدير العمالقة وهمس الاشتراكية الخجول

Facebook
Twitter
LinkedIn

مع دخول، المرشح الرئاسي الجديد “مايكل بلومبيرج” Bloomberg، المرشح الديمقراطي اليهودي وعمدة مدينة نيويورك السابق، معترك التنافس الرئاسي في الولايات المتحدة الأميركية، تأخذ ملامح الصراع الأساس من أجل الظفر بهذه المؤسسة الرئاسية، الأقوى في جميع أنحاء العالم، تتبلور على نحو يستحق الرصد والتحليل وأنشطة تبادل الرأي، خصوصا وأنه صراع يلقي بظله على أوضاع عالمنا العربي وعلى مستقبل أزمة الشرق الأوسط عامة.
وإذ يأخذ التفاعل السياسي شكلا استقطابيا بذلك، تتشكل مراكز القوى تدريجيا على نحو لا يقبل الخطأ أو الشك: وأقصد بذلك ما يلي: (1) صراع عمالقة المال من المليارديرية، وهم الرئيس دونالد ترامب (عن الجمهوريين) ومايكل بلومبيرج (عن الديمقراطيين)، بينما يجتذب الديمقراطيون الآخرون نحو الهامش ببطء (اختياريا أو تلقائيا)، نظرا لمحدودية مواردهم المالية، مقارنة بالعمالقة أعلاه (لاحظ أن بلومبيرج قد أنفق 300 مليون دولار للدعاية حال إعلانه ترشيح نفسه، ليس كرئيس المستقبل فقط، ولكن كذلك ندا وحيدا يمكن أن يهزم الرئيس ترامب.
وإذا كان الرئيس يتوجس من منافسة بلومبيرج هذا على نحو جاد، فإن ما يخفيه يبدو أعلى توترا وشدة، نظرا لأن الرئيس راح يفقد أعصابه عبر ما يمرره من ألفاظ وتعليقات تهدف إلى الإقلال من شأن منافسه الجديد، وهي تعليقات يراد منها الاستهزاء والاستهانة بالأخير، إذ إنه غالبا ما يصف بلومبيرج بألفاظ من نوع “القزم” (بسبب قصر قامته) وبــ”الـميني” (بسبب صغر حجمه)، بينما لا يتوانى الأخير عن القذف بالرئيس والاستهزاء به، بلا أدنى احترام لموقعه في البيت الأبيض، فهو يصف الرئيس ترامب بألفاظ من نوع “المهرج” و”المهذار”، من بين سواها من ألفاظ الرد على الإهانات التي تطول شكل بلومبيرج وهيئته الجسدية!
أما الاستقطاب المعاكس، فيمثله المرشح الديمقراطي المهم “بيرني ساندرز” Sanders، إذ يشكل ساندرز “المعاكس الموضوعي” لما يجري من ارتطام عنيف بين عمالقة المال المذكورين أعلاه، وسبب ذلك هو أنه يقدم نفسه كــ”اشتراكي ديمقراطي”، موضحا بأنه ليس باشتراكي ولا بشيوعي وإنما هو مصلح يرنو إلى شيء من العدالة الاجتماعية على سبيل تضييق الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء، وهي فجوة مرعبة هناك بحق. لذا فإنه يعد الجمهور بشمول جميع الأميركيين بالضمان الصحي “كما هي عليه الحال في دول كالدانمارك”، كما وأنه يرى بصيص أمل بأن هذا الاتجاه الإصلاحي إنما يشمل التعليم الجامعي والعالي لجميع الشبان الأميركان على حساب الدولة (كما يجري في كندا)، زد على ذلك وعوده بالإصلاحات في حقول الإسكان والبنى التحتية والنظام الضريبي، ملاحظا بأنه قلة من الأميركان يملكون كامل الثروة هناك، بينما تبقى الأغلبية العظمى فقيرة أو متوسطة المستوى لا تملك ما يمكن أن تقدمه على مائدة العشاء.
وبين قطبي الأغنياء العمالقة (ترامب وبلومبيرج) والاشتراكي الديمقراطي (ساندرز)، يستحيل السباق الرئاسي سباقا كتلويا بين كتلة المحافظين الرأسماليين من أبناء الشعب، وكتلة الفقراء الحالمين بعالم فردوسي أكثر توازنا وعدالة اجتماعية!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب