فترة لا تتجاوز إلا ثلاث ايام والطيران الروسي يضرب بقوة المواقع الارهابية والعصابات الاجرامية في سوريا ثلاث ايام سمعنا فيها التحليلات وارتفاع الاصوات وأصوات الشجب والاستنكار من قبل التحالف الدولي الغربي الامريكي ومن قبل بعض الدول العربية والإقليمية لروسيا وهي تتعامل مع تلك الاهداف بحرفية وبدقة قل نظيرها ,,وفي الوقت عينه تقدم للعالم صور ورسائل في هذه الفترة القصيرة وتكشف الكثير من المستورات اكثر مما قدمه تحالف 70 دولة في غضون سنة تقريبا وعشرة آلاف طلعة جوية ..
قد يسيطر عليك وفجأة صداع شديد وأنت ترى ما قدمته روسيا للعالم في محاربة العصابات الارهابية في سوريا من جيش النصرة وداعش وفلول القاعدة وبعض الفصائل المناوئة للنظام هناك حتى تشعر أن الاستغفال والضحك على الذقون التي تفعله امريكا على هذه الشعوب قد وصل الى حد استحمار الناس هنا في هذه الدول المغلوب على أمرها او لعلك تشعر ايضا أن هذه المؤامرة التي تحاك على اراضيك ماهي الا انتزاع من شخصك كعربي او وطني عربي كل معاني الفهم والمعرفة والعلم بمواضيع وإشكالات انت الاقرب لها او أنت الاعرف بها لكن فجأة تعترف لنفسك بأنك في واد واللاعبين الكبار
اللذين يغررون بك ويرسلون لك رسائل الاطمئنان في واد أخر هم وأفعالهم ورسائلهم .
بالتأكيد اول ما يتبادر الى ذهنك من سؤال أن التحالف الدولي التي تقوده أمريكا وبمعية سبعين دولة هو لمقاتلة داعش وأعادة الحياة في سوريا الى وضعها لطبيعي وأكيد أن السؤال عينه سينط بوجه افكارك ويقول لك أن تحالف روسيا وسوريا هو للغرض نفسه وهذا بلا شك سيعطي لك الجواب نعم وبلا شك .
لكن لماذا اذن هذه الهجمة الشرسة على التحرك الروسي اذا كانت الاهداف المعلنة هي نفسها ؟
اليس الموضوع واحد هو القضاء على الارهاب ؟لماذا كل هذا الانزعاج من قبل الدول العربية كالسعودية وقطر والاردن والامارات ؟
ولماذا يستبدل الفرح بالحزن والشجب ولماذا أمريكا وفرنسا وبريطانيا تعلن ان روسيا تمادت جدا في حملتها هل يعقل كل هذا الكلام اذا لم يكن هناك من الاسرار والمؤامرات الكبيرة التي تحاك ضد سوريا والعراق ايضا لأغراض مشبوهة لم تعلن عنها لا الدول العربية ولا تلك الدول القادمة من خلف البحار ..
ثم ماذا كانت تفعل أمريكا وأوربا والدول العربية والإقليمية المتحالفة كل هذه الفترة ولماذا قدمت وعملت تحالف بكل هذا العدد والهالة الاعلامية اذا كانت روسيا في ثلاث ايام فقط ووحدها وبدون اي مشاركة من اي دولة قوضت وكسرت شوكة داعش وحطمت حسب الاخبار نصف القوة العددية والجهوزية لتلك العصابات وجعلت من تلك القوات تهرب الى العراق والى تركيا والى مناطق آمنة ضنا منها انها لم تطال من قبل القوات الروسية من الجو والسورية من الارض .
هل روسيا تتمتع بقوة استخباراتية وجوية وقتالية أكثر من أمريكا أم ان روسيا لها تفوق اكبر من الناحية العسكرية وقوتها الجوية ضاربة اكثر من أمريكا أم أن التحرك العقائدي او التحرك الانساني لروسيا جعلت منها تتحرك من أجل اهداف واضحة لا لبس بها وليس من أجل مخططات مرسومة سلفا ومهيأ لها من أجل انجاحها والحصول على نتائجها ولو بعد حين ..
اذن بدأت الصورة تخرج بمعالمها واضحة وبسرعة للعالم أن أمريكا تقود مؤامرة كبيرة ضد الشعوب العربية وبمساعدة العملاء لها من أمراء الخليج والمال العرب لأغراض تفتيت وتحطيم وتشضية الدول المهمة مثل سوريا والعراق الدولتان اللتان يعتبران من الدول العربية المهمة على الساحة الشرق اوسطية وقتل روح المواطنة والوطن في النفوس ومن أجل تمضية مخططاتها فهي لا تبالي بمن يقتل او يموت او يذبح وكم الوقت وما ستؤول الامور بعد ذالك والفاتورة تدفع من الجيوب العربية بلا ريب وبلا ادنى شك ايضا ,, ما فعلته روسيا اليوم في سوريا ربما سيجعل من العراق غدا البلد
الثاني الذي سيتوجه لها وسيطلب تدخلها بهذه الكيفية وينهي معاناة العراق من هذا الخراب والدمار وازهاق الارواح وقتل الشباب والتهجير والهجرة والهيمنة الامريكية في القرار العسكري والسياسي العراقي والتدخل في ادنى التفاصيل ومنع الجيش والحشد الشعبي من انهاء المعركة في الجبهات ايضا وبالتالي ستتعالى الاصوات كما بدأت اليوم في امريكا نفسها وفي العالم حول ما قدمته أمريكا وما كانت تفعله في سوريا وفي العراق كل هذه الوقت وستبدأ المقارنات والمقاربات بين القطبيين الروسي والأمريكي حول افعالهما في المنطقة ..
التحرك الروسي القوي والسريع وبهذه القوة سيعيد للأذهان وبلا شك عودة الثنائية القطبية للمنطقة ومن المؤكد أن وجود روسيا سيكون جاذب لتحالف رسمي قوي وله أهداف واضحة ولفترة وجيزة يتكون بالإضافة الى الصين ايران وكوريا الشمالية وربما فنزولا وكوبا او الدول التي لازالت تدور في فلك المعسكر الاشتراكي وستعيد للساحة السياسية العالمية الحلم القطبي الثنائي وبقوة هذه المرة ,,انها مسألة وقت ليس الا وستبان الحقائق وتعلن النتائج وستمر امريكا وتحالفها بفترة أحراجات وتساؤلات من قبل الرأي العام الامريكي والرأي العام العالمي عما قدمته امريكا
لإعادة الامن والسلم العالميين الى وضعه الطبيعي أم هي من تعبث بهذا الامن والسلم العالمي بأفعالها وتصرفاتها ..
اعتقد أن الخارطة القديمة التي بدأت امريكا وبعض دول المنطقة ترسمها منذ فترة وبمعية اسرائيل ستبقى كما هي بتدخل الروس وبتقوية حلفاءها القدماء الجدد وستعيد الى الاذهان تلك التحالفات الى ما كانت عليه قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وهيمنة امريكا على المشهد القوي ,, ربما سيعود الاسد قويا ومعافى وهو يشعر بالقوة ثانية ليعيد لسوريا مكانتها ويوقف الاحلام الانفصالية لدولته وسيعيد ترتيب اوراقه ثانية حتى لو أنه لا يعود الى الحكم ستحسب له كقائد حافظ على دولته وكيانه حتى الرمق الاخير ضد أعتى هجوم ومن اخوة له في القومية والدين وللغة وقف بجانبهم
يوم كانوا في مأزق لا يحسدون عليه .
[email protected]