23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

قبل أيام قرأت موضوعا جميلا لاحد الكتاب الكبار وقد أثار فيه عدة تساؤلات مهمة حول قضية أدم وحواء مما شجعني على كتابة هذا الموضوع ، أن حكاية ادم وحواء هي موروث انساني وديني وردت في كتب الديانات السماوية بدأ من سفر التكوين في التوراة وحتى العديد من ايات القران الكريم ، وربما كان لها صور اخرى حتى في الديانات الاخرى غير السماوية وعلى الرغم من الاختلاف في بعض التفصيلات الا ان اغلب هذه الروايات تتفق على الخطوط العامة لهذه النظرية ومنها انهما كانا في الجنة ( مكان غير معلوم ) وان كانت هنالك نظرية شائعة تقول بانها في السماء ومنها ان الرب خلق ادم من طين او تراب ، وفي المقابل وفي النظريات العلمية نجد أن هنالك اختلافا كبيرا عما ورد في النظرية الدينية ، فالنظريات العلمية وعلى رأسها نظرية النشوء والارتقاء وما تلاها من اكتشافات وفتوحات علمية تشير الى ان الانسان الاول وجد في الاخدود الافريقي في شرقي افريقيا وانه كان اسود البشر وبحكم كونه ينحدر من أجناس حية أخرى تطورت خلال حقب متلاحقة  فهو – الانسان الاول – وزوجه كانا بطبيعة الحال اقوياء البنية سمر البشرة وان ذريتهم انتقلت ولعدة أسباب خلال الحقب اللاحقة الى بقية أرجاء المعمورة عن طرق البر او البحر احيانا وبأساليب مختلفة وإلى كل قارات العالم فأختلف البشر بألوان واشكال ولغات مختلفة بأختلاف الجغرافيا والظروف المناخية وغيرها من العوامل التي ساهمت بتكوين الاعراق والشعوب الموجودة في عالم اليوم ، أن هذه النظرة السريعة على كلا من النظريتين بينت مدى التناقض الشاسع بينهما كما يعتقد الكثيرين ولكني لا أعتقد بأن هنالك تناقضا كبيرا بينهما ، أن النظرية الدينية لم تحدد مكان الجنة ولا شكل ولون ادم وحواء مما يرجح الرأي العلمي وأما فيما يخص خلق ادم من طين او تراب فأن النظرية العلمية تشير إلى أن الأنسان الاول قد تطور من أحياء اخرى وكل هذه ترجع إلى المادة الحية الأحادية الخلية وهذه بدورها قد وجدت من المادة اللاحية من طين او تربة إحدى الشواطئ ، الا يحتمل أن تكون تلك اللحظة أي في اللحظة التي ولد فيها الانسان الاول هي التي تم فيها ( نفخ الروح ) ، ومهما يكن من امر فأنه لايمكن لأحد أن يبت ويثبت حقيقة واحدة تقنع الجميع ولكن توفيقا بين النظريتين كالذي طرحناه هنا يبقى احتمالا قائما على أية حال .