18 ديسمبر، 2024 11:39 م

بين نساء المانيا والشعب العراقي : دروس وعبر ..

بين نساء المانيا والشعب العراقي : دروس وعبر ..

مع نهاية الحرب العالمية الثانية التي استمرت من عام 1939-1945 التي فقدت فيها معظم المدن الالمانية كل معالمها ومعاملها ورونقها وتهدمت فيها البنى التحتية بالكامل وفقد عشرون مليون الماني حياتهم واكثر من ١٢ مليون مشرد بالاضافة الى اكثر من ١٠ ملايين رجل الماني تم اسرهم من قبل قوات التحالف التي تقوده روسيا انذاك وتم تقطيع المانيا الى اربع مناطق محتلة ، وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه من نساء المانيا واطفالها الخنوع والاستسلام والتشظي والبكاء على الماضي بعد ان لم يبقى من المانيا العظمى سوى الاطلال وبعد ان قتل وأسر أغلب رجالها حينها انتفضت نساء المانيا وسارعت الى المبادرة باعادة بناء المدن فقسمت نفسها لمجموعتين ، الاولى عهدت على نفسها اعادة بناء المدن وتنظيف الشوارع من الانقاض والمخلفات الحربية وإزالة كل آثار الدمار التي ولدتها الحرب الرهيبة فيما قامت المجموعة الثانية بزراعة المناطق التي يمكن زراعتها لاطعام الجميع ولتستمر الحياة فيما اسند للاطفال مهمة توفير الحطب وسرقة الفحم من مناجم الفحم لتوفير الدفء اللازم بعد ان مرت المانيا بجو قاسي البرودة ( اكثر من 30 درجة تحت الصفر ) وامام كل هذه التحديات والصعاب بل والمستحيلات إستطاع ماتبقى من نساء المانيا واطفالها من اعادة الحياة الى المدن والحارات والازقة والشوارع التي طالها الدمار وأعيد إحياء الحياة الى مئات الالاف من الهكتارات الزراعية التي كانت تنتج الاف الاطنان من المحاصيل الزراعية وكل هذا تم بحوالي سنة وهاهي المانيا العظمى استعادت قوتها من جديد ولتصبح من اعظم الدول الصناعية في العالم وإذ نستلهم كل هذه الدروس والعبر من تاريخ المانيا الحديث التي اعادت بناؤها نساؤها واطفالها نقول ألايمكن لشعب طالما تغنى بحضارات عمرها اكثر من 7 الاف سنة ولطالما اعتز بتاريخه وبرجالاته وعظمائه وهو لم يزل يملك ملايين الرجال والعقول والايدي العاملة والخيرات التي تملأ ارضه من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه الا يستطيع هذا الشعب ان ينفض غبار الزمن ويثور ضد نفسه اولا ليبني حاضره ويستعيد مجده ويعود كما كان متالقا متعلما وبانيا ، الم يأن الاوان لنستنهض الهمم والغيرة ونشد على الايدي ونعيد بناء وطنا لا نملك غير ترابه ، ام ان نساء المانيا واطفالها اكثر حمية وغيرة …!؟