المرأة هي ذلك الكيان الذي جعله الخالق نصف المجتمع, وعبر عنها بمواقع كثيرة بأنها مكملة للرجل, وفي اجتماعهما تكتمل الحياة, وتنطلق نحو الاستمرار, مشروطة بالمودة والرحمة, كما في قوله تعالى (( ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها, وجعل بينكم مودة ورحمة)), ومن هنا جاء الاسلام لينقذ حياة المرأة, بعدما كان الجهل مسيطر, على المجتمعات القديمة, وصرح القرآن متسائلا)) واذا الموؤدة سئلت, بأي ذنب قتلت)), لتنطلق حياة المرأة المتكاملة.
أصبحت المرأة في الاسلام سيدة مجتمعاتها, ولا ننسى الاسلام الذي أقيم على اموال سيدتنا خديجة (رض), وما السيدة فاطمة الزهراء والسيدة زينب (ع), الا مصداقا على انهن سيدات عصرهن, لما تحملن من واجهة سياسية ودينية آنذاك, لتبث المرأة في كل مفاصل الحياة, وتنطلق نحو تحقيق المودة والرحمة ونصف الدين, ليكون التكافل موجودا بين الرجل؛ وأمه وأخته وزوجته, لتستمر السلسلة العائلية مرصعة بالألفة والمحبة.
في ذات ليلة كانت الجدة المغفور لها, قد ذهبت لأداء واجب لدى قريباتها, واذا بالبعثيين قد داهموا البيت وساقوهم, لا حيث لا يعرفون ليحققوا معهم عن شيء لا يعرفونه, لتأخذ السيدة العجوز نصيبها من أسواط المجرمين.
بعدما أنتجت جدتي نتاجها من أطفالها السبعة, وقد أوصلتهم الى سلم يحسدون عليه من دراسة وعمل, أتذكر اني قد جلست مبكرا, لمراجعة واجباتي قبل ذهابي الى المدرسة, واذا بها قد أحضرت لي مأدبة الافطار وأخذت تحدثني عن حياتها, التي عاشتها في ظل المعاناة, التي لقنتني درسا لا أنساه من الصبر وسعة البال.
ما أود قوله: أين أنت جدتي وقريناتك, من نساء اليوم اللاتي أصبح همهن الملابس الفاضحة, وكيف تخرج متبرجة بين الناس, وكيف يراها صاحب الاسواق وهي تبدوا جميلة ومزينة, دون الاهتمام الى المبادئ والقيم, أين نحن من نساء الماضي القريب؟ التي تحملت كل صعاب الحياة, نسير اليوم بالاتجاه المعاكس للحياة الكريمة, نساءنا ليس كجدتي رحمها الل…, فهي كونت أسرة متحابة وناجحة, ونساء اليوم مهتمة بما تقوله تلك الممثلة, وما تلبسه هذه الفنانة.