18 نوفمبر، 2024 5:40 ص
Search
Close this search box.

بين مقتدى الصدر وعون الخشلوك

بين مقتدى الصدر وعون الخشلوك

بسرعة لافتة إستجاب السيد مقتدى الصدر للنداء الذي وجهه الدكتور عون حسين الخشلوك بضرورة إنهاء المظاهر المسلحة خارج اطار الدولة. فالصدر كان قد إتخذ قرارأ بتجميد “سرايا السلام” و”اليوم الموعود” كجزء من تصور مفاده دعم المؤسسة العسكرية العراقية ممثلة بالجيش العراقي بوصفه الحاضن للهوية الوطنية العراقية. وبشجاعة وصراحة طالب الخشلوك في الرسالة التي وجهها الى السيد الصدر بضرورة الذهاب الى ما هو أبعد من التجميد. فالخشلوك طبقأ للرسالة يرى أن هذا الإجراء ليس كافيأ لوحده لاسيما ” في ظل الفوضى المسلحة واستشراء الارهاب الذي يحيط ببلادنا” متمنيأ “كمواطن عراقي ومن اتباع ال البيت عليهم السلام ان يكون قراركم ، ليس بتجميدها فقط ، وانما ان يكون قراركم هو الغاؤها نهائيا و تجريم وتحريم الميلشيات والدعوة الى اصدار فتاوى التجريم والتحريم من جميع العلماء والمراجع والتركيز على دعم الجيش العراقي والقوات الامنية وتطهيرها من الفاسدين”. بهذه اللهجة الصريحة خاطب الخشلوك الصدر في وقت لم يعد الصمت فيه ممكنا كما يقول الفيلسوف روجيه غارودي. جرأة الخشلوك إستندت الى ما كان السيد الصدر نفسه قد اعلنه سابقأ بشأن وجود عناصر مسيئة للخط الصدري أساءت الى آل الصدر قبل ان تسئ الى الشيعة ومن ثم الى العراقيين كافة. بصراحة لم يفعل أي من الزعامات السياسية أو الدينية ممن لديهم فصائل مسلحة تندرج في إطار التسمية المعروفة “المليشيات” التي هي تشكيلات خارج إطار القانون مثلما فعل السيد الصدر الذي إستطاع من خلال سلسلة من الإجراءات الصارمة من تشذيب الفصائل المسلحة التابعة له والتي بات يطلق عليها اليوم “سرايا السلام”. وحتى لاتختلط الأوراق بين ما يقوم به “الحشد الشعبي” كمؤسسة وطنية تعمل ضمن المؤسسة العسكرية وبين محاولات الخلط بينها وبين فصائل مسلحة تعمل خارج اطار الدولة يأتي القرار الحكيم للصدر عندما ربط سرايا السلام بالمؤسسة العسكرية تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي. وحيث ان الوطن يحتاج في هذه المرحلة كل الجهود من أجل تحرير أرض العراق في نينوى والأنبار من داعش بعد صلاح الدين فإنه لو إنصهر كل فصيل مسلح في المؤسسة الأم التي هي الجيش لأنتهينا من هذا المسلسل الذي أربك الحياة السياسية في البلاد دون فائدة لأحد. ففي حال أردنا بناء دولة ينعم فيها الجميع بالامن والإستقرار فليس أمامنا سوى دعم الجيش العراقي الواحد. وأول سبل هذا الدعم هو إنهاء المظاهر المسلحة فعلا لا قولا من خلال تشريعات وقوانين تعيد للجيش هيبته وأن يكون عيد تأسيس الجيش في السادس من كانون الثاني هو اليوم الوطني للعراق وأن نردد جميعأ “الجيش سور للوطن”.

أحدث المقالات