15 أبريل، 2024 2:42 ص
Search
Close this search box.

بين مصطلح العلمانيّة المعاصر ومصطلح الإسلامية…حيرة واضطراب!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عرِّفت العلمانية بأنها عبارة عن مفهوم يقصد به ؛ الاهتمام والاختصاص بجميع الأمور الدنيوية والعمل على فصل الأمور الدينية عن الاتجاهات والآراء السياسية ، فكل واحدة مستقلة عن الأخرى، فالعلمانية تعمل على القيام بالتخلص من جميع الأوامر التي تلزمها الحكومة لأفرادها كإجبارهم على اعتناق دين معين ، أو الإلتزام بعادات وتقاليد معينة لا تروق لهم ، أي أنها لا تلزمهم بشيء فليس للدولة دين أو عرف أو تقاليد محددة لكل فرد الحرية في اختيارها،
وعلى ضوء ما تقدم فإن ما هو محرم في الدين على الفرد مباح من وجهة النظر العلمانية، فمثلا الدين يحرم على الفرد الخمور والملاهي والمغاني بينما العلمانية تبيح له ذلك وتعتبره نوع من أنواع ممارسة الحرية، وهنا نشير إلى مفارقة غريبة ينقلها لنا التأريخ تجعل القارئ والباحث في حيرة واضطراب لدرجة انه يصل إلى نتيجة لا يستطيع فيها التفريق بين العلمانية وبين الدول الإسلامية التي تنسب للدواعش التيمية الذين يزعمون أنها تمثل الإسلام والحكم الإسلامي، وتلك المفارقة هي أن القارئ والباحث في التأريخ يجد أن تلك الدول الإسلامية المزعومة تبيح الخمور والملاهي والمغاني وغيرها من المنكرات حالها حال العلمانية!!!!،
فقد أكد المرجع الصرخي الحسني خلال المحاضرة 24 من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) أن الاضطراب والحيرة التي تحصل لدى اي باحث ومحقق او قارئ وسامع بين مصطلح العلمانية المعاصر وما تبيحه من محرمات وبين مصطلح الإسلامية وما تحظره من محرمات ومفاسد لا اخلاقية هذا الاضطراب وتلك الحيرة تحصل حين يمر الباحث والمحقق على ما ينسب من دول إسلامية للدواعش التيمية ويتفاخرون بها على أنها تمثل الإسلام وعدالته وصلاحه كما في دولة الأيوبيين التي تبيح الخمور وتسمح بالملاهي والمغاني بشكل متجاهر وتحت رعاية الدولة التي تعتبر إسلامية فكيف يمكن التفريق بينها وبين العلمانية ؟!،وذكر المرجع ضمن المورد14 تحت عنوان :
بين مصطلح العلمانيّة المعاصر ومصطلح الإسلاميّة يقع الباحث والمحقق والكاتب والقارئ والسامع في حيرة واضطراب، كيف؟!:
(( هذه هي الدولة الإسلامية!!! هذه هي الخلافة الإسلامية!!! هذه هي السلطة الإسلامية!!! الفت جيدًا: بسبب هذه التظاهرة والاحتجاج والاعتصام أجابهم على طلبهم)) فَأَجَابَهُمْ إِلَى ذَلِكَ، فَدَخَلُوا الْبَلَدَ وَقَصَدُوا مَسَاكِنَ الْخَمَّارِينَ، (( إذن توجد أماكن ومساكن والناس تعمل بحرية وبإمضاء وبإجازة من الدولة وبحماية من الدولة!! والناس تعرف هؤلاء ولا تستطيع أن تفعل لهم شيئًا)) وَخَرَّبُوا أَبْوَابَهُمْ، وَدَخَلُوهَا، وَنَهَبُوهَا، وَأَرَاقُوا مَا بِهَا مِنْ خُمُورٍ، وَكَسَرُوا الظُّرُوفَ، وَعَمِلُوا مَا لَا يَحِلُّ، (( لاحظ: السلب والنهب في مدن الاسماعيليّة هذا أمر عادي ويمرّ لكن ما يحصل من نهي عن المنكر في بيوت ومحلات الخمارين يقول عنه ابن الاثير بأنّهم عملوا ما لا يحلّ!!! )).
فإذا كان هذا هو منهج الدول الإسلامية الداعشية التيمية بالسماح بالملاهي والمغاني بشكل متجاهر وتحت رعايتها كما هو حال العلمانية، فكيف يمكن التفريق بينها وبين العلمانية التي تنقم عليها ؟!!، ولماذا تكفرها وتبيح قتلها وسفك دمائها…؟!!،

المحاضرة 24 من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب