17 نوفمبر، 2024 8:36 م
Search
Close this search box.

بين مرجعيتين  !

طال النقاش وسيطول ، وقد يحتدم والسبب هو البون الشاسع بين قيادة هذه المرجعيتين ونوع منهجها وتماسه مع حياة الشعب ومكلفيه  !
وهذه الجدلية تلعب بها أمور وقضايا كبيرة أهمها القناعة التي يكون رائدها الوعي والأدراك لدى هذا الطرف أو ذاك  !
ومن أجل أيضاح المقال وفهم بعض كلماته علي تبيان تلك المرجعيتين وما تؤمن به كل مرجعية !
وهي على النحو التالي :

1- المرجعية التي لا تتخذ منهج ولاية الفقيه طريقا لها وتكتفي فقط بأمور الحسبة والحلال والحرام ، أي  مهمتها محدودة جدا ، وهي مبتعدة عن الشأن السياسي بطبيعتها لأن دليلها والأجتهاد قام على ذلك !!!

مناقشة للأيضاح ،،،
في ظل الظروف المعقدة بهذا الشكل المهول والصعب ، ولم تكن القضايا قد أخذت شكلا سياسيا لتصبح حياتنا بكل تفاصيلها والفروع سياسية من أقتصادها للأجتماع بل حتى الرياضة  !
في ذلك الوقت كان المرجع بل وهذا المنهج يكفي في مقام قيادة الناس نحو بر الأمان  !!!

2- المرجعية الثانية هي التي توسعت في دليلها لتشمل أمور كثيرة منها الشأن السياسي الذي يعتبره أهم تكاليفهم العبادية لما له صلة وثيقة بحياة الناس  !
فتدخلت بشكل مباشر معلنة الحرب وتهيئة الجماهير في خطاباتها للوقوف بوجه أي ظلم وفي أي مكان ، تحلم المرجعية الثانية دائما وتتحين الفرض في سبيل تطبيق الحكومة الأسلامية التي من خلالها تقود الناس وتسير بهم نحو القوة والمنعة لمقارعة الظلم الذي كان أهل البيت عليهم السلام  يقارعونه سرا وعلنا !

هذا الفرق البسيط هو اليوم الذي يفتت الأراء ويمنع وضوح الرؤيا بل ويشعل فتيل المعارك بين أتباع  المرجعيتين  !

وهذا يحتاج وقفة تأملية مجردة من العاطفة وننظر للتحديات الكبيرة التي تعصف بالمجتمعات والشعوب والأستكبار المهيمن على المقدرات ويحتل الأراضي ويستبيح أهلها !

لنعرف بالبداهة أن المرجعية الأولى صاحبة الولاية الجزئية يمنعها طريق أستدلالها لخوض غمار الدخول في مثل بحر السياسة المتلاطمة والصعبة على غير ذوي الأختصاص والفن الذي معه يكون حامي للأمة من أستغلالها وأستدراجها وسلب حقوقها !

ومن هنا يقودنا العقل والمنطق بالحاجة لتأسيس نظرية ولاية الفقيه العملية وأخراجها من حيزها النظري لعالم الفعل والخارج !

وهذا ما حققته تلك المدرسة التي روادها أمثال السيد الأمام الخميني قدس سره الشريف ، والسيد المرجع الفيلسوف محمد باقر الصدر قدس سره الشريف ، والسيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ، والولي الفقيه السيد القائد الخامنائي حفظه الله تعالى ورعاه  ،،،

هذه الدولة  هي بتطبيق نظرية ولاية الفقيه والحكومة الأسلامية التي أرادها محقق حلم الأنبياء كما يقول الفيلسوف الصدر قدس سره الشريف  ،،،

وهو الذي وقف معها بكل جورارحه والجوانح ساندا لها ومحرضا المكلفين والمؤمنين على الذوبان بها وأتباعها بقوة فهي خلاصة طموحه وما يتمناه العلماء في كل جهادهم ونضالهم حتى أصحاب الولاية الجزئية ألا أن يكون المانع دنيوي والعياذ بالله تعالى ، يمنع الأنسان من تلك القناعة بمثل أقامة الحكومة الأسلامية ،،،

أحدث المقالات