22 ديسمبر، 2024 2:37 م

بين محاولات اجراء وإرجاء الانتخابات العراقية القادمة

بين محاولات اجراء وإرجاء الانتخابات العراقية القادمة

إن ما يُعرف عن الخلافات السياسية الاعتيادية وجود اختلاف في وجهات النظر والفِكَر في طرق واساليب تمشية الامور وصولا الى الاهداف المرجوة والتي يرى المختلفون فيها طرقا عدة وخطوات للوصول اليها وهي ما تشكل نقاط الاختلاف فتبدأ المحادثات بعد الاعتراضات والتوافقات بعد المنابزات ويتم تسوية الاختلافات باختيار إما طريقة وسطى او الميل نحو الفكرة والطريقة والاسلوب الاجدى والافضل والامثل,
لكن في موضوع اجراء او ارجاء الانتخابات العراقية تبرز وتتكشف لكل متابع فواجع وكوارث المطالبين بالخيارين ولاسباب يعدها كل منهما موضوعية ومنطقية وهي في الظاهر كذلك لكنها مصلحية نفعية في باطنها فمن يطالب بارجائها يريد وباصرار مضغ الوقت قدر الامكان ليعيد تركيز نفسه وتحسين صورته وشعبيته التي انحدرت وانتهت بنجاته بنفسه وامواله واهله فقط مما حدث في مناطق جمهوره من خراب وقتل وتشرد ونزوح وتكرار محاولاته في اعادة وضمان كسب وتاييد اكبر عدد من الناخبين وليتاح له الفرصة الاكبر للاشتراك في المزايدات العلنية التي تحدث في تلك المناطق ويحث الخطى للوصول الى ابعد نقطة يجد فيها اصواتا ومؤيدين بالتبرعات المهينة والعطايا البخسة والاستعانة بمشايخ المال والدولار وصولا الى اغلظ الايمانات و(بكَـضبة شارب) وحجته المتّكىء عليها ان جمهوره غير مستعد من كل النواحي للمشاركة في الانتخابات مما ينذر بخسارة كبيرة للاصوات ,وهذه حق يراد به باطل ,وبحاجة الى وقت اطول لاعادة تاهيل المناطق وسكانها وتقديم الخدمات الضرورية وليشعر الناخب بالامن والطمأنينة فيطرق الحديد على سخونته لان هذا الخيار والمطلب شكّل حيزا مهما وسببا مقنعا يتم تداوله وراء الكواليس وعلى المسرح السياسي ويتبناه الكثير من الشاكلة اعلاه ,
اما من يطالب باجراء الانتخابات في وقتها المحدد على الرغم من المعوقات والعلل التي توجب التاجيل والالتفات الى مطالب الناس وتحقيق اقصى ما يمكن تحقيقه لهم من خدمات واعادة تاهيل واعمار الديار المخربة وعودة الحياة الطبيعية , فهو يشدد على منجزاته ومكتسباته التي حصلت في عهده لينسبها الى نفسه ورصيدة الانتخابي وتمسكه بالمحافظة عليها من الضياع او التقليل من اهميتها رغم ان ما حصل من منجزات ومكتسبات كانت بضرورة ملحة ووصول الامور الى ما لا يمكن السكوت عنها من ضياع محافظات كاملة على يد الارهاب الذي هدد الدول المجاورة والسلم الاقليمي ووصل الى تهديد السلم الدولي فهبت دول العالم الى التاييد والمساندة بالمال والسلاح والرجال والمواقف والدعم في كل محافل العالم وسنحت الفرصة واتفقت الظروف ان تكون هذه المنجزات والانتصار على الارهاب وتنظيماته وليستثمر هكذا مكاسب في صندوقه الانتخابي القادم وهو الى هذه اللحظة لا يجيد التمييز بين عدوه وصديقه ولا يمكنه الفرز بين مؤيديه ومعارضيه , مستغرق في خطابه العاطفي دون اتخاذ اية خطوة لأيقاف النبش تحته ومحاولات اسقاطه سياسيا وتشويه صورته التي عانى وقاسى كثيرا لتلميعها , واصحاب الخيارين نفسهما يواجهان المعارضة وعدم التوافق مع المطلب من نفس كتلهم الحزبية, وليس للمواطن اي حول ولا قوة ولا دور فيما يجري ولا ذكر ولا حتى استئناس برأيه لأنه في كل الاحوال خارج المعادلة منذ ان تسيد اولئك المتقاتلون على المناصب والمصالح الشخصية والحزبية والولاءات الخارجية ولا يحظى بأي اهمية عند سن قانون واتخاذ قرار وتمشية اجراء لانه في آخر القائمة, ولا يحسب له حساب كما تحسب الحكومات لشعوبها الحساب الخاص والمهم , الشعوب الاخرى تقدم يوميا امثلة كبيرة صارخة على وجودها وفاعليتها وتاثيرها في القرار وامكانيتها في تحقيق مصيرها بنفسها واختيارها ممثليها باصرار وبانتقاء وتمعن ولمن تجد فيه الامكانية العلمية والعملية والثقافية والنزاهة والاختصاص ,,
يا سادة,, الانتخابات ليست موعدا محددا بتاريخ محدد,
الانتخابات ثقافة شعب ودربة صعبة وخطيرة ومهمة واجواء مهيئة نفسيا وأمن مستتب ورغبة حقيقية في تحسين الاداء والسعي للتقدم والازدهار وحساب خبرة وتراكمها مما مضى من التجارب الانتخابية السابقة واخذ العبرة وتصحيح وتصويب القادم منها على تلك الاسس التي اشرنا اليها , الانتخابات غربال كبير تستخدمه الجماهير في اختيار مخوليها دون انطلاق من قاعدة( هذا من ربعنا وذاك من مذهبنا) ويكفينا من بعض المفاهيم والمساوىء في الديمقراطية,(( ان الحمير يجدون في الديموقراطية فرصة مناسبة وكبيرة للتسلق والحكم)),,