اجتاحت البلدين الشرق اوسطيين، العراق ولبنان، تظاهرات شعبية عارمة، اخذت بالإتساع شيئا فشيئا، لتصل إلى حد الإعتصامات. السبب المعلن لتظاهرات العراق، كان التردي في الكهرباء، والذي بدأ في شمال البصرة، أما تظاهرات لبنان فكان سببها المعلن، هو تكدس النفايات في الأزقة والشوارع. المتابع للشرق الأوسط وقضاياه، قد يجد ربطا بين هذين التظاهرتين، في هذين البلدين. من ناحية التنوع المذهبي، والديني، والقومي، فالبلدين يعيشان حالة من الإحتقان، على مستوى المذهب والطائفة، وهذا التنوع، ألقى بظلاله على شكل الحكومات، في البلدين العربيين. أمر آخر هو وجود الشيعة، كقوة العراق ولبنان، فهنا الحشد الشعبي، وهناك حزب الله، هذه القوة -الحشد وحزب الله- لا يلاقيان ترحيبا في المحيط العربي والإقليمي. كذلك فإن البلدين لم تمر بهما رياح التغيير الجديد، أو ما يسمى الربيع العربي، وايضا لو قارنا -مع قياس الفارق طبعا- فالبلدين خرجا من احتلالين، هما السوري في لبنان والأمريكي في العراق. قوة الشيعة وصعود نجمهم، وخصوصا بعد الأتفاق النووي الإيراني، ونفوذ الحوثيين في اليمن، جعلت الدوائر المعادية، تفكر في التدخل في هذين البلدين، ولكن هذه المرة بطريقة اخرى. التظاهرات كانت الحجة الأبرز في ذلك، فالدستور في البلدين يكفل حق التظاهر، ومسببات التظاهر موجدة ايضا. إندلعت التظاهرات، وشيئا فشيئا أخذت بالأتساع، وكما قلنا وصلت حد الأعتصام، لكن الملفت في الأمر، إن التظاهرتين تغيرت بوصلتيهما، ونسيتا مطلبيها الأساس، ليصل الأمر إلى المطالبة بحل الحكومات، والبرلمان ومإلى ذلك من تفكيك للدولة. إن إنحراف بوصلة التظاهر، وقيام جهات معادية للبلدين، بدعم التظاهرات، إعلاميا في العلن، وماديا في الخفاء، يجعلنا نضع أكثر من علامة إستفهام، على طبيعة تلك التظاهرات، مع التأكيد على سلامة نية المتظاهرين، المطالبين بالإصلاح، لكن مع التنبيه والتحذير، بأن لا ينساقوا مع مطالب، هدفها أشاعة الفوضى، في هذين البلدين، لحسابات طائفية مقيتة