27 ديسمبر، 2024 3:40 م

بين غاية الله  ووهم الناس

بين غاية الله  ووهم الناس

تقع إشكاليات كبيرة تحتاج الى رحابة افق وعقل يعرف مقاصد شرع الله , لكي تفك اسر الاشكال من قيد الوهم وتدفعه الى حيث إرادة الخالق و ليس الى رغبة المخلوق .
العبادات السماوية هي غايات للوصول الى الكمال الروحي الذي يجيد التعامل مع البشر , العبادات هي الوسيلة التي تأخذك من طيشك و جرمك و سفكك للدم و استهتارك بخلق الله , الى حيث يكمن الله الحقيقي الذي يريد منك احترام الله و الناس و عقلك و ارضك .
 
من العبادات التي تمارسها الأديان هو الصوم , أي الامتناع عن الاكل و الشرب لمدة زمنية , بالتأكيد اختلفت تلك المدة بين دين و اخر , وغاية الصوم كما يبررها رجال الدين هي لكي يشعر الأغنياء بجوع الفقراء , فهو لتهذيب النفس و جعلها تشعر بالإنسان و الإنسانية , لكن الخطر يكمن في ان الصوم تحول في بعض الأحيان من دعوة لمعرفة الله و الإنسانية , الى طقوس يجترها الناس دون أي معرفة بها , بل العكس ان البعض عندما يأتي شهر الصوم يتوتر في سلوكه و حركته و تفاعله مع الناس .
 
 لم يتأثر المجتمع الإسلامي بأداء العبادات ولم يعرف قدر الله , لكنه مواضب على إقامة شكلياته التي يعتقد انها دين , لا يستطيع مجتمعنا ان يتغير حقيقيا , ولا يستطيع ان يغير بهذه العبادات التي لم يتقدم بها ولا خطوة واحدة , بل العكس انه انتكس بسبب التشدد بها . الذين يجيدون الترتيل و التجويد و الصلاة و الصوم هم اقسى و اعنف و أجلف عباد الله , انظروا الى العراق , سوريا , مصر , ليبيا , اليمن , الكويت , السعودية , أفغانستان , و دول أخرى اوربية منها , كلها تعيش فوضى وقتل الذين يدعون الى دين الله  . الصوم هو التهذيب وما لم تكن كذلك فانت فيجب ان تكون .. 
 
نحتاج ان نبحث في تأريخية الصوم ؟ ولماذا اختلفت هيئة الصوم بين الأديان ؟ هل الصوم جاء للعقوبة ام للترويض ؟ هل يستطيع الفقيه الديني من تغيير بعض احكام الصوم لكي يبني مجتمعاً صائماً و ليس مجتمعاً تقليدياً طقوسياً بامتياز .