9 أبريل، 2024 7:40 م
Search
Close this search box.

بين ضرورة تطور المعتقدات وبين جمودها .. الأسلام كمثال

Facebook
Twitter
LinkedIn

الموضوع : 1 . أن مسار الحياة دوما في تبدل وفي تغيير معا ، ليس من فكر ثابت ! ، لأن الثبات ، قد يعني في بعض الأحيان الأندثار ، بل أنه قد يؤدي – بمعنى أخر ، الى أضمحلال المعتقد ذاته ، التي أنطلقت عنه أو منه الأفكار . 2 . الوعي / الأطلاع على تجارب الأخرين والتنوير العقلاني وقراءة كتب الضد .. ، كل ذلك يجعلك أن تفكر : هل أنت ، وما ثبت عليه لدهر من السنين ، كان صائبا أم لا ! ، وهل كان موقفك العقائدي ، بجانب الصواب أم كنت على طريق الخطأ . 3 . أما الحرية ، من الممكن أن تكون ليست قابلة للتغيير كمفهوم ، لأنها عملية تحطيم للسلاسل والقيود وللعبودية / فردا ومجتمعا وأرضا ووطنا . فالثبات عليها مبدأ أساسي ، ولكن من جانب أخر ، قد تتغير طرق وأساليب تحقيقها ، بمعنى أخر ، أيضا هناك تغير وتغيير في سبيل تحقيقها .
أضاءة 1 : أولا – الأسلام كعقيدة ، أيضا لم تطبق كل نصوصه / أي القرآن ، فعلى سبيل المثال ، الآية التالية ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ/ سورة التوبة 60) ، التي كانت بصدد أعطاء حصة من الزكاة ل “َ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ” وهم { المؤلَّفة قلوبهم : منهم مسلمون ، ومنهم كافرون .. أما الكافرون من المؤلَّفة قلوبهم فهم قسمان :- القسم الأول : من يُرْجى إيمانه كصفوان بن أمية الذي أعطاه الرسول من غنائم حنين . القسم الثاني : من يُخشى شرُّه فيُعطَى من الزكاة ليُكفَّ شره عن المسلمين كأبي سفيان ، وعُيينة بن حصن ، والأقرع بن حابس .. / نقل من موقع أسلام أون لاين – أعطينا لمحة عن الكافرون دون المسلمون قدر تعلق الموضوع بالمقال } . ثانيا – ولكن هذه الحصة / الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ، حجبت رغم انها نصا قرآنيا – وكان معمولا بها في زمن محمد .. وذلك بعد أن أشتد الأسلام ، فقد جاء في موقع / الأسلام سؤال وجواب ، التالي ( يروى عن عمر وعثمان أنهما لم يعطيا المؤلفة من الزكاة ، وهذا محمول على عدم الحاجة إليهم ، فإن المقصود من سهم المؤلفة أن يعطى من الزكاة ليتألف قلبه ، أو ليكف شره ، أو يعطى مسلم ليقوى إيمانه ، فإذا كان المسلمون في عزة ولم يحتاجوا إلى هؤلاء ، فإنهم لا يعطون هذا السهم ..).
أضاءة 2 : والأسلام كدين ومعتقد ونصوص ، لا يصلح لكل زمان ومكان – كما يروج له ، فمثلا ( السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا.. / 18 سورة المائدة ) ، فهل يصلح هذا النص القرآني في القرن 21 . ماضويا ، أن هذا الحكم كان قد حجبه عمر بن الخطاب ، في عام الرمادة ( وقد حدث ذلك في خلافة عمر عام 18هـ ، وقعت بالمدينة وما حولها من القرى مجاعةٌ شديدةٌ ، فحبس المطر من السماء وأجدبت الأرض، وهلكت الماشية ، واستمرت هذه المجاعة تسعة أشهر ، حتى صارت الأرض سوداء ، واشتدَّ الجوع حتَّى جعلت الوحوش تأوي إِلى الإِنس .. وقد قام عمر بوقف حدِّ السَّرقة في عام الرَّمادة / نقل من موقع د.طارق السويدان ) .أما الفقهاء فيرقعون ذلك من أن عمرا لم يعطل حد السرقة بقولهم ( وهذا ليس تعطيلاً لهذا الحدِّ ، كما يكتب البعض ، بل لأنَّ شروط تنفيذ الحدِّ لم تكن متوافرةً ، فأوقف تنفيذ حدِّ السَّرقة لهذا السَّبب ) ! .
خاتمة : ليس من معتقد أو فكر أو نظرية .. أن تبقى على حالها دون تطور أو تغيير ، ولو بقت كل المفاهيم السابقة ، بصيغتها الماضوية ، لأنتهت وفقدت كل جدواها في عالم اليوم . والأسلام كمعتقد ونصوص وموروث ، هو الأولى ، بأن يخلع شرنقته المؤسسة في الحقبة المحمدية – منذ 14 قرنا ، وأن يظهر للعالم المتحضر ، بمفهوم حديث متطور ، كي يواكب تغير الفرد والمجتمع معا ، أضافة لتغيرالظروف الزمكانية عامة … نقطة رأس السطر .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب