22 ديسمبر، 2024 4:03 م

بين صيد الحيتان وصيد الزوري ( العمة ميركل بانتظاركم )

بين صيد الحيتان وصيد الزوري ( العمة ميركل بانتظاركم )

بين صيد الحيتان وصيد الزوري ( العمة ميركل بانتظاركم )
تذكرت وانا اهم بكتابة هذه المقالة ، موقف كان لي في نهاية الثمانينيات من القرن المنصرم ، عندما كنت طالب كلية في الجامعة المستنصرية ، الموقف وبأختصار كان مع أستاذي في مادة ( الثقافة القومية ). كان الموضوع الذي حاول أستاذ المادة جرنا اليه وكالعادة هو الظلم الذي يوجد في الوطن العربي ، وخاصة دول الخليج العربي ، وان شمس ( حزب البعث ) ستشرق يوما على الشعب العربي في الخليج ، لكي تنقذهم من ظلمات الملوك والامراء والراسمالية والامبريالية ، الى نور القائد الضرورة ورفاق البعث ونعمة ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) . عندها طفح الكيل بي ، رفعت يدي فسمح لي الأستاذ بالكلام قلت له على ماتذكر ” أستاذ انا لن أتكلم في السياسة ، ولكني اعتقد ان المنطق يقول : ان الانسان الذي يتوفر له كل سبل الراحة من مسكن ومأكل ومال ، ولديه حرية السفر متى شاء ، لايمكن ان يهتم ان يكون من يحكمه ملك او أمير او رئيس ، او حتى يجعله يفكر بأن الذي سيأتي سيعطيه من نعمة العيش ماهو افضل ” عندما انتهيت من كلامي أو قل ( تهوري ) كما وصفه بعض أصدقائي المقربين ، من الذين كانت اقلامهم قد ( ثقبت ) ظهري وانا أتكلم ، في محاولة لاسكاتي ، كان وجه استاذي قد انتفخ واحمر ، وأصيب الرجل باحراج شديد ، وانتهى الموقف وبحمد ( الله ) على خير . أقول اننا نسمع اليوم كلام ونقد شديد للمهاجرين او قل بالاصح(المهجرين) فهؤلاء الذين نشاهدهم يقطعون الاف الاميال ، ويعبرون من دولة الى أخرى ، ومن قارة الى أخرى ، هم ليس بأقل مظلومية من الذين هجرتهم قوى الإرهاب والظلام أمثال ( داعش والقاعدة ) هؤلاء الذين اخذوا معهم نسائهم واطفالهم بحثا عن الامن والأمان ولقمة العيش ، كانوا يعلمون ان رحلتهم وهجرتهم لن تكون على بساط ( الريح ) وان تعرضهم وعوائلهم الى الخطر وارد جدا ، وبنسبة كبيرة أيضا ، بل ان ماشاهدوه على وسائل الاعلام المختلفة من موت وغرق اعداد كبيرة من المهاجرين الى اوربا ، لم يمنعهم من الاستمرار في الإصرار على الهجرة ، وكأنهم يقولون لحكامهم : أنتم السبب في ماوصلنا اليه ، ظلمكم وفسادكم ومصائبكم ونوائبكم ، هي التي دفعتنا الى ترك اوطاننا واقربائنا ، والتوجه الى بلاد غريبة سمعنا انها تعطي حقوقا حتى ( للحيوان )الذي يعيش على ارضهم .

السؤال الذي يجب ان يسأل أيها السادة المعترضون على هجرة شباب ونساء وعوائل وباعداد كبيرة من العراق ، يجب ان يكون كالاتي ( لماذا لايهاجر المواطن الكويتي او السعودي او الاماراتي او قل الخليجي بصورة عامة ) الى أمريكا او اوربا ، نعم هم يسافرون للاستجمام والترفيه عن النفس او للتجارة اوغيرها من الأمور،ولكنهم يعودون لحضن وطنهم . أيها السادة أصحاب المقامات الرفيعة في ( الخضراء ) اللعينة ( ان الفقر في الوطن غربة ، وان الغنى في الغربة وطن ) . ان الإصلاح الذي انتظرناه طويلا ان يأتي لينصف المظلوم من الظالم ، وليقضي على الفاسدين من سراق المال العام .اصبح الحديث اليوم عنه وعن الإيقاع بالحيتان الكبيرة منهم في شباك القانون ومحاسبتهم اشبه بنكتة سمجة للتندر، اخذت تتناقلها وسائل الاعلام ، ومواقع التواصل الاجتماعي على انها صيد وايقاع ب ( الزوري ) من الفاسدين او المخطئين . اما من سرقوا او اهدروا مئات المليارات من المال العام ، فهم خط احمر لايمكن ان يحاسبوا او حتى يذكروا من قريب او بعيد في أي لجنة اوتحقيق ، وبالمناسبة اذا سمعتم يوما عن لجنة شكلت للتحقيق في قضية بعد حدوث مصيبة او كارثة ، فاقرأوا على التحقيق والقضية السلام ؟!.

أيها السادة في السلطات الثلاث : ارحموا هذا الشعب ، واعطفوا على فقراءه ، واشبعوا جياعه ، وجدوا فرص عمل لشبابه ، وحاسبوا من سرق أمواله وحقوقه ، وستجدوا ان باب الهجرة سيغلق لوحده .

أيها السادة : لايكن حضن العمة ( ميركل ) احن منكم عليهم .