23 ديسمبر، 2024 2:20 م

 بين ..صخرتين

 بين ..صخرتين

يقال ان بين صخرتين ، يمكن ان تجد دودة رزقها ، لكن اسباب رزق العراقيين غابت منذ ان اصبح المطر الذي يرمز للخير والرخاء عدوا جديدا لهم ..فمابين زخات المطرالتي اغرقت بغداد في عام 2013 وتبين ان سببها (صخرة عبعوب ) وزخات المطر التي تغرق بغداد حاليا وندرك ان سببها صخرة الفساد ، مازال المواطن العراقي هو الخاسر الوحيد فماان يهطل المطر حتى تتعطل الحياة وتتوقف عجلة العمل في الدوائر ويلوذ الناس بمنازلهم لكيلا يغرقوا في بحيرة لاسبيل الى الخروج منها بينما ينشغل العديد منهم بتنظيف منازلهم من ماء المطر الذي يحل ضيفا ثقيلا عليهم ..

من جهتهم ، يعيش النازحون اسوأ أيامهم حين يحل المطر ففي منطقة النصر والسلام سمعنا عن عائلة فقدت اربعة من افرادها تحت انقاض منزلها الذي اسقطه المطر وعن طفل تكسرت اضلاعه تحت جدار تهاوى عليه بفعل المطر وطفل رضيع تم انتشاله من الماء بصعوبة بعد غرقه فيه ، وفي مخيمات النازحين لم تقو الخيام على مقاومة المطر بعد ان تحدت العواصف الترابية قبله فتمزق بعضها وغاص البعض الآخر في الماء والطين وهكذا نزح النازحون من جديد والتجأوا الى المدارس والجوامع في المناطق السكنية وهرع اهالي تلك المناطق لاسعافهم بالطعام والملابس …

اليوم ، يتذكر العراقيون صخرة ععبوب بسخرية مريرة فالضحك على الذقون لايليق بهم ، لكن طيبة القلب والثقة السريعة بالتصريحات الحكومية هي ابرز واسوأ صفاتهم لذا تصوروا ان تغيير عبعبوب فتت صخرته وازالها من الوجود ولن يعاني المواطن من حلول المطر بوجود وجوه جديدة وتصريحات جديدة عن مشاريع خدمية عتيدة ..في تلك الاثناء ، كانت صخرة الفساد تكبر وتتضخم وتزداد صلادة وحين حل المطر اكتشف المواطنون انها سدت كل منافذ تسريب المياه واغلقت ابواب الرزق وعطلت الحياة وبعد ان انشغل العراقيون مطولا بالحديث عن اصلاحات العبادي ثم عن ظاهرة هجرة الشباب العراقي وبعدها تخفيض سلم الرواتب

يتصدر الحديث الآن عن كوارث المطر احاديث وسائل الاعلام والمواطنين فهي دليل آخرعن الفساد المستشري في البلد …ولأننا نستنشق الفساد مع الهواء فكيف يمكن ان يخرج من المستنقع أمل جديد لنا ؟!

منذ ان اكتشف عبعوب نظرية الصخرة والحديث عن فساد السلطة يغري الكثيرين فالبعض منهم بنى امجاده الشخصية على المناداة بمقارعة الفساد وبعض آخر وجدها فرصة للاطاحة بخصومه وتعريتهم اما المواطن البسيط فوجدها ضرورة للنهوض والتظاهر والمطالبة بالاصلاح الحقيقي والثورة ضده لكن الثورة التي لاتقضي على الفساد ،تقويه كما تقول الصحفية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان ، وهو بالضبط ماحصل معنا فالفساد يصبح اقوى وصخرته تزداد صلادة حتى لتسد علينا منافذ استنشاق هواء الحرية ، أما الذين يدعون تنظيف البلد من الفساد ويطالبوننا بتصديقهم فالاولى بهم تنظيف انفسهم اولا ماداموا غير قادرين حتى على حماية المواطن من زخات مطر كان يمكن ان تكون خيرا على ارضه لكنها تحولت بفعل فساد السلطة الى كارثة حقيقية !!