23 ديسمبر، 2024 2:09 ص

بين (شايلوك) ومصرف الرشيد ..

بين (شايلوك) ومصرف الرشيد ..

شايلوك ، شخصية المرابي اليهودية الشهيرة في مسرحية شكسبير (تاجر البندقية Merchant of Venice ) ، وبالمناسبة فإن هذه المسرحية ممنوعة قراءةً وأداءً في إسرائيل ، شايلوك- الظاهرة ، هي السياسة الحقيقية التي تنتهجها المصارف العراقية مع الفقراء حصرا ، وبالذات مصرف الرشيد ، لكن على الأقل كان يتمتع شايلوك بالذكاء والتسهيلات ، وهو ما تفتقر اليه هذه المصارف ! .

منذ عدة أشهر سمعنا عن (بشرى سارّة) من نوع البشائر التي تظهر في وسائل الإعلام ، والتي لا يأبه بها المواطن لأنها لا بشرى ولا سارة ولا يحزنون ، أنه يعرف أن الهدف منها إبتزازه عادة ، هذه “البشرى” كانت صادرة من مصرف الرافدين حول منح سلف للمتقاعدين ، لكن مصرف الرشيد لم ينحَ نحوه إلا بعد مدة طويلة ، ولسوء حظي وليس بإختياري فإن بطاقتي الذكية كانت صادرة من مصرف الرشيد ، توجهت للموظفة العبوس وكأني استلف من (اللي خلّفها) ، فطلبت مني أسم ول مصرف صَرف لي الراتب من البطاقة الذكية ، فذكرت لها إني لا أتذكر ، وبإمكانها معرفة ذلك من المنظومة المعلوماتية لديهم ، فقالت بتوتّر (لا يمكننا ذلك ، إذهب إلى دائرة شؤون المتقاعدين في ساحة الوثبة وسيعلمونك بأسم المصرف) ! ، خرجت متسائلا عن جدوى الحاسبات ، والشبكات التي صارت بيد متخلفين ، راجعت في اليوم الثاني دائرة شؤون المتقاعدين ، وإذا به يظهر أسم نفس المصرف الذي تعمل به هذه الموظفة ! ، عدت لها بعد ايام منتظرا الفرج ، فقالت (تحتاج إلى كفيل) ، كانت لا تجيب على أشئلتي مثل : لماذا تحتاجون لكفيل وتقاعدي من مصرفكم ؟ ، لماذا لا تعملون بلا كفيل أسوة بشعار مصرف الرافدين (بطاقتك هي الكفيل) ، لماذا لا تعلنون ذلك على موقع مصرف الرشيد الإلكتروني الذي لم يذكر كلمة (كفيل ) ؟ ، لكني كنت اتكلم إلى حائط أصم ، خرجت متعجبا من ثقافة تعامل مصارفنا مع الزبائن ، ففي كل دول العالم ، تحاول المصارف إستمالة الزبون بأي طريقة وتقدم له التسهيلات ، لكن ، لِمَ لا ، وهذه المصارف صورة مصغرة عن الدولة ، بكل ما بها من تخلف ومحسوبية ؟!.

عدت بعد أيام ومعي كفيل ، موظف بكتاب تأييد من دائرته يحتوي على كشف راتبه الشهري ، لكن هذه الحيزبونة إعترضت من أن راتب هذا الموظف صغير يقل قليلا عن راتبي التقاعدي ، جئت بموظف كبير ، فقالت (السلف متوقفة) ، جئت بنفس الوظف بعد مدة ، فقالت : عليك إستصدار بطاقة (ماستر كارد) ! ، فهنالك خلافا مع شركة (كي كارد) ، تلقيت أخبارا بعد ذلك عن (صراع جبابرة المال) ، حول التوقف بالعمل ببطاقة (كي كارد) بسبب عدم سداد مستحقاتها وبموجب أخبار رسمية ، وبين هيأة التقاعد التي كذبت كل ذلك ! .

على كل حال ، تمكنت من إصدار الكارت السحري ، وتوجهت هذا اليوم إلى الموظفة فقالت (السلف متوقفة) ، قلت لها ما فائدة الماستر كارد ؟ أنتِ من أمرتِ بإصداره ؟ كيف أستطيع إملأؤه ؟ هل أستطيع التسوق بمقتضاه من الأنترنيت ؟ لكني كنت أتحدث إلى حائط أصم مرة أخرى ! ، كل ذلك من أجل سلفة مقدارها 3 ملايين دينار !.

سمعت أن الفوائد التي تجنيها هذه المصارف من السلف عالية جدا ، فإلى متى يبقى التخلف وسوء الإدارة وحالة الجفاء خصوصا مع الفقراء سيد الموقف ؟ سمعت الكثير عن قروض بأرقام مخيفة من قبل مزوّرين ، وفروا خارج البلد ، الموقع الرسمي لمصرف الرشيد لا يحتوي على أي تحديثات أو إشعارات ، وأرسلت لهم عدة رسائل تحت فقرة (إتصل بنا) ، ولكن (قد أسمَعْتَ إذ ناديتَ حيا ، ولكن لا حياة لمن تنادي) ! ، أين هم من الفقراء الذين لا يطلبون سوى مبلغ يعادل بدل إيجار شهري لبرلماني واحد ، وهو ليس منحة ، بل من وراءه فوائد (فلا خلف الله عليهم) ! .