19 ديسمبر، 2024 6:16 ص

بين سيطرة وسيطرة…………….سيطرة…..!!

بين سيطرة وسيطرة…………….سيطرة…..!!

السيطرة..مشتقة من الفعل..سيطر:أي سيطر عليه وتسلط وسيطر..اشرف عليه وتعهد أحواله وأحصى أعماله.
كل من تكبد عناء قيادة سيارة في أي شارع من شوارع بغداد يدرك جيدا معانات التأخير في السيطرات وطول طوابير السيارات ,لا لشيء إلا ليمر بجوار كتل من كونكريت ويلوح له من السيطرة (حجي منين جاي ) و(حجي وين رايح ) وعلهرنه طحينج ناعم….ويتم أحيانا قطع الطرق والشوارع التي تربط أحياء بغداد فيما بينها الأمر الذي يسبب إرباكا كبيرا لحركة سير المركبات , وان فشل السيطرات في حفظ الأمن وتعويق حركة السير وترى في كل بلدان العالم المتحضرة والمتخلفة وحتى في شمالنا الحبيب انسيابية الحركة والسير والاعتماد على سيطرت مداخل المدينة الخارجية فقط وتشكيل كمائن دون سابق إنذار حيث لا يوجد إرهابي غبي لدرجة أن يذهب بنفسه إلى السيطرة لإلقاء القبض عليه,وكثيرا ما شاهدنا ه في الأفلام الهندية والمصرية على حد سواء إن بطل الفلم يتفاجئ بوجود قاطع على الطريق ويستعرض البطل كل مهاراته وحيله لتجاوز العارض الذي لم يحسب حسابه.
والسيطرات الحالية تؤثر سلبيا على الناحية الأمنية والنفسية للمواطن فهي عبارة عن بنايات مشيدة على الطرق داخل بغداد أو خارجها  كعلامات دالة لتحذير الإرهابيين من المرور والقبض عليهم وهي أهداف سهلة ومثالية للإرهاب وخير دليل على ذلك هو عدد التفجيرات الإرهابية في المناطق المحيطة بالسيطرات.
ولا يخفى للشعب العراقي على ماهية السيطرات  أيام النظام السابق وكانت أربع سيطرات رئيسية لمداخل بغداد فقط وكانت تابعة للجيش وتحديدا للانضباط العسكري وبالتالي فهي ممارسة عسكرية بحته لتنظيم صفوف القوات المسلحة آنذاك ولتضيق  الخناق على الهاربين والمتخلفين من الخدمة العسكرية وكانت المعلومات التي يحصل عليها النظام من خلال الأمن والاستخبارات والمخابرات بلباس مدني ورفع المعلومات عن كل صغيرة وكبيرة, لا عن طريق تفتيش صناديق أمتعة السيارات وإقامة الحواجز الكو نكريتية  وقطع بعض الشوارع والجسورو(حجي ليش مامنزل الجامه ).
أما جهاز الكشف  الفاشل المعمول به لحد الآن في السيطرات ede 651  الذي  تم مؤخرا الحكم على (ماكور ميك ) صاحب الشركة البريطاني الجنسية بالحبس 15 عام من قبل محكمة الجنايات الكبرى بتهمة توريد أجهزة غير فعالة بقيمة 75 مليون دولار أمريكي, وانتقدت صحيفة (الاندبندنت ) استمرار الاعتماد على أجهزة كشف المتفجرات في العراق برغم مرور أكثر من سبعة أشهر على  كشف زيفها, وكلنا يتذكر جيدا مسرحية باي باي لندن وكيف وقع رجل الأعمال السعودي صفقة لشراء أسلحة متطورة كلفته مليارات الدولارات استلم بضاعتها لعب اطفال بلاستيكية لا تتعدى كلفتها بضعة دولارات وهذا ما يذكرنا بصفقة تلك الأجهزة التي تكشف (الطرشي والعمبة والعطور ومرات أخرى -الفجل والشلغم ).
وإذا تأملنا الماضي نجد إن (فاسكوداجاما) ..ورحلته لها أهمية خاصة لأنه أول من وصل إلى الشرق عن طريق الرجاء الصالح….(دون سيطرات ) ,أما ابن (بطوطة ) محمد بن عبدالله قطع اكثر من 75 الف ميل فطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركمنستان وما وراء البحر كالهند والصين وبلاد التتار وأواسط أفريقيا, رحل وعاد دون (سيطرات ) وأما (ماجلان ) أول من طاف الأرض واثبت كرويتها (دون سيطرات ).
أما( حجي علي ) العراقي المسكين خرج ثان يوم العيد للنزهة هو وعائلته وأطفاله من مدينة الشعب قاصدا الزوراء وخرج عند الساعة العاشرة صباحا  وقضى أكثر من ثلاث ساعات في السيارة لكثرة السيطرات والأسئلة التقليدية ووجد بين سيطرة وسيطرة….سيطرة ..وأمر عائلته با لترجل وان يذهبوا مشيا على الأقدام خوفا من قدوم الليل وافساد النزهة واقترح (الحجي ) عليهم امرا مفاده بان كل واحد من العائلة يقص علينا قصة طويلة حتى ننسى التعب والمشقة ونصل الزوراء وحديقة الحيوان لنشاهد – القرد والديك والحمار العراقي تحديدا – وانا أي (الحجي ) ليس  عندي إلا قصصا مليئة بالنكد والهم والغم..وحين نصل الزوراء نكون في اشد الشوق للنوم وليس  للنزهة…..وعاشت السيطرات……!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات