روبن هود ، تلك الشخصية الروائية الأنكليزية التي تعود للعصور الأوربية الوسطى ، أعتبرته النخبة والنبلاء لصا خارجا عن القانون ، بينما كان يعشقه الفقراء ويعتبرونه ذو مبادئ ، لأنه كان يسرق من الأغنياء ، ليطعم الفقراء ، بعدما شهد مجتمعا بأقلية متخمة ، وأكثرية
لا تجد ما تأكله ، قصة مأساوية عن اللاعدالة المجتمعية التي تتجلى بأبشع صورها في بلدنا الآن ، ولأجل ذلك اخترع الأنسان علم الأقتصاد ، لتقليل الفارق بين الأغنياء والفقراء ، ويفرض الضرائب الطائلة على اصحاب الدخول المرتفعة لصالح التكافل .
وزارة الكهرباء ، ليست أصلا جديرة بتلبية نصف حاجة البلد مما يحتاجه من الطاقة في هذا الحر اللاهب ، لكنها تعاقدت مع شركات أهلية في أحياء بغداد الراقية ، كزيونة واليرموك ، لتجهيزها بطاقة غير قابلة للأنقطاع 24 ساعة ، سبعة أيام في الأسبوع !، وبأجور
جباية باهضة جدا ، ولما كانت الطاقة المنتجة محدودة جدا ، فقد تفتقت عقليتها العبقرية عن فكرة زيادة ساعات القطع المبرمج عن الأحياء الفقيرة التي تمثل الغالبية العظمى من الناس ، لصالح تجهيزها لتلك الأحياء !.هكذا صارت فترة تجهيز المواطن (العادي) بالطاقة بواقع ساعة واحدة مقابل 5 ساعات انقطاع ! ، في بلد شهد جحيما صيفيا هو الاشد حرا في العالم ! .
استبشر صاحبي الساكن في منطقة زيونة خيرا ، لكنه تفاجأ بقائمة اجور مليون ونصف المليون دينار لشهر واحد ! ، لكنه لم يجد نفسه قادرا على الغاء اشتراكه واللجوء الى اصحاب المولدات لأنهم منعوها من العمل في مناطقهم !.
هكذا تصرفت وزارة الكهرباء على عكس ما كان ينتهجه (روبن هود) ، لقد بدأت تسرق ساعات تجهيز الكهرباء من الفقراء ، لصالح الأغنياء ، فلا مكان للمبادئ والتكافل ، ما دامت هنالك جباية دسمة ، انها صورة مصغرة نمطية عن نظرة الدولة للمواطن العادي ، ولسان
حالهم يقول (من أين يأتي هذا المواطن بمبلغ يزيد عن المليون دينار ، وهو لا يتقاضى شهريا حتى ربع هذا المبلغ ) !