1 يونيو، 2024 12:02 م
Search
Close this search box.

بين رش الاسيد و إعدام ريحانه

Facebook
Twitter
LinkedIn

هنالك أکثر من علاقة و رابطة و تأثير لمايجري في إيران من أحداث و تطورات و إنعکاسها بصورة أو بأخرى على الاوضاع في دول المنطقة، حيث أن النظام الديني الايراني و بعد أن تسلل الى معظم دول المنطقة بطرق و اساليب مختلفة تعتمد کلها في الاساس على مسألة تصدير الفکر الديني المتطرف و سعيها لإنشاء تنظيمات و أحزاب و تجمعات موالية لها تکون بمثابة مخالب لها في داخل هذه البلدان، کما هو الحال مع حزب الله اللبناني و جماعة الحوثي في اليمن و الميليشيات و احزاب شيعية عراقية على سبيل المثال لا الحصر.

شهدت الايام الاخيرة تطورين مهمين على صعيد الاحداث في إيران، التطور الاول کان هجمات برش الاسيد على الفتيات و النساء الايرانيات في مدن أصفهان و طهران و کرمانشاه، أسفرت عن إصابة 25 کانت واحدة منهن تبلغ 14 عاما، بجروح و أضرار نجمت عن وفاة واحدة وإصابة بعضهن بالعمى و حروق في أياديهن و أجسادهن، وقد أکدت العديد من المصادر بأن الذين قاموا بهجمات رش الاسيد، هم مجاميع تابعة للنظام نفسه و تهدف الى فرض قيم و أفکار النظام على النساء بالاکراه و بإتباع أقسى و أحط الاساليب الملتوية و اللاانسانية، وقد أثارت هذه الهجمات ردود فعل شعبية عنيفة قادت الى قيام تظاهرات غاضبة واسعة في طهران وإصفهان، تم ترديد شعارات ضد النظام فيها بمعنى أن المتظاهرين إتهموا النظام علنا بالتورط في هذه الهجمات و الوقوف خلفها.

أما التطور الثاني، فکان إعدام ريحانه جباري مهندسة الديکور البالغة 26 عاما، التي أثارت و شغلت قضيتها المحافل الدولية المعنية بحقوق الانسان، ولم تفلح کل المناشدات و الندائات على إقناع النظام للعدول عن تنفيذ قراره. والمهم في قضية ريحانه، انها کانت تدافع عن شرفها أمام عنصر في استخبارات النظام حاول إغتصابها عنوة و إستخدمت السلاح الابيض لمنعه من تحقيق هدفه.

التطوران کما نرى متعلقان بالنساء، لکن اللافت للنظر أن التطور الاول، أي هجمات رش الاسيد على الفتيات و النساء، قد قامت بالاساس بزعم الدفاع عن الحجاب و العفة وضمان صيانة شرف الفتيات و النساء الايرانيات، ويقوم من خلال عناصره الخاصة والذي يفترض فيهم انهم”المدافعون عن شرف الايرانيات”و”الآمرون بالمعروف و الناهون عن المنکر”، لکن وکما نرى فإن أحد هؤلاء الذين يقومون بالدفاع عن الشرف و الامر بالمعروف و النهي عن المنکر، يبادر للعمل من أجل إغتصاب فتاة رغما عنها، وعندما تدافع الفتاة عن نفسها فإنها تحکم بالاعدام لأنها تصدت لعنصر من النظام، فأية إزدواجية هذه شاءت الاقدار ان تأتي متزامنة لتکشف کذب و زيف مزاعم النظام و تفضحه کما هو الحال مع کل التنظيمات المتطرفة التي تخرج عن حدود المنطق و العقل.

التطرف الديني الذي يقوم هذا النظام بتغذيته و ترويجه في المنطقة، من الضروري جدا لکتاب و مثقفي و التنظيمات و الاحزاب الوطنية في دول المنطقة أن تبادر لعکس هذين التطورين و فضح هذا النظام و ممارساته و إزدواجيته المفضوحة، کي لايتم التغرير بالمزيد من بسطاء الناس الذين يصدقون بهذه الدعاوي الضالة المضلة.

*[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب