أستهلال : لندع كل المعتقدات جانبا ، ولنتجنب كل الأنتماءات المذهبية / مع مرجعياتها – التي نصطف بها ، ولنحجب كل عواطفنا ، التي جبلنا عليها منذ أن وعينا على الدنيا ، وبعيدا عن تفسيرات كل رجال الدين والكهنوت .. ولنتفق على قول رأيا نقديا خالصا شفافا ، عن دعوة محمد ورسالة المسيح . الموضوع : أولا – من أهم ما دعا أليه محمد – مترجم بشكل جلي ، في الحديث التالي ( وعَن ابن عُمَر ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ مُتفقٌ عليه. ) . وفي شرح هذا الحديث أنقل التالي ( وكانت هذه المهمة محور دعوة كل أنبياء الله ، فقاموا جميعا لتحقيق هذه الغاية ، باذلين في ذلك الغالي والنفيس ، والمال والنفس ، داعين إلى الله بالليل والنهار ، والسرّ والعلانية .. / نقل من موقع أسلام ويب ) . ومن موقع / الأحاديث النبوية ، أضيف الشرح التالي ( وإذا تحققت هذه الأمور الثلاثة في شخص أو فئة ، حصلت لهم العصمة التامة ، فتصان دماؤهم وأموالهم وأنفسهم ، إلا بسبب حق من حقوق الإسلام ، وذلك بأن يرتكب الإنسان ما يبيح دمه ، كالقتل بغير حق ، والزنى مع الإحصان ، والردة بعد الإسلام . وبذلك يتبين لنا أن الإسلام دين يدعوا الناس جميعا إلى الالتزام بأحكام الله تعالى ، فإذا أدوا ما عليهم من واجبات ، فقد كفل لهم حقوقهم ، وصان أعراضهم وأموالهم . ) . * والمقصود بالأمور الثلاثة هنا : ” الشهادة ، الصلاة وأيتاء الزكاة ” .
ثانيا – ومن أهم رسائل المسيح الموجهة للبشرية ، أسرد التالي ، منقول من موقع / دائرة الدراسات السريانية ( ويرى السيد المسيح في السلام علامة واضحة ، وصفة ظاهرة لأبناء السماء ، لذلك يقول : « طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون – أنجيل متى 5: 9 » ، فما أسعد محبي السلام الذين يرغبون في أن يعيشوا بسلام مع الله ، ومع ضمائرهم ، ومع البشر كافة ، بذلك يكملون إرادة السماء ، ويعملون بمشيئة الله ، فيصيرون أبناء الله بالنعمة ) . ومن موقع / الأنبا تكلا هيمانوت ، أنقل توضيحا أخرا لرسالة المسيح ( يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة . فأبناء الله صانعو سلام ، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبهوا بأبيهم . إنهم صانعو سلام في ذواتهم . إذ يسيطرون على حركات أرواحهم ، ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح ، ويقمعون شهواتهم الجسدية تمامًا ، وهكذا يظهر ملكوت الله الذي فيه يكون الإنسان ..) . * وهذا الحديث مقتطع من الموعظة على الجبل . ( وكلمة ” طوبى ” تعني : السعادة والغبطة والخير والحُسنى ) .
القراءة : 1 . بغض النظر عن ماقاله المفسرون أو الشارحون لدعوة محمد بن عبدالله / رسول الأسلام ، ورسالة يسوع المسيح / المثل الأعلى للحياة الأنسانية ، فالأمر بينهما – الدعوة والرسالة ، يبدو من شبه المستحيل ، أن نقارن بين فكر ونهج محمد والمسيح ، وذلك لعدم وجود أي مشتركات أو مقتربات بين بنية النصين ، اللذان يمثلان كيانين مختلفين متناقضين .
2 . فمحمد ، يمثل سيفا منغمسا بالدم من أجل دعوته / بغض النظر عن فحوى أو أهداف هذه الدعوة . أما المسيح فهو يمثل ، نبعا وروضة من رياض المحبة والسلام ، ورسالة أخاء وتعايش ، من أجل ديمومة البشرية ، بعيدا عن الأنتماء المسيحي ، لأن الرسالة موجهة للكل ، المهم القيمة الأنسانية بالعموم . وهذا لا يشمل الدول التي تدين بالمسيحية / لأن الدول الغربية لا تمثل المسيحية ، ولا تمثل المسيح كحياة ، بل أتكلم عن مفاهيم الأنجيل الذي هو بشارة المسيح للبشرية .
3 . نحن أمام دعوة تقطع الرقاب من أجل الدخول بالأسلام ، أو دفع الجزية .. ، ورسالة سلام دون عنف ، لكي تظهر الصفات المثلى في ذات الأنسان ، مهما كان عرقه أو أثنيته أو لونه أو جنسه ، أي للبشرية جمعاء ، وذلك من أجل أن تسود المحبة والأخاء والسلام على الأرض . فالتركيز المحوري في رسالة المسيح هو الأنسان ، لذا قال ( أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ./ أنجيل متى 5: 13) .
خاتمة : أن حديث محمد كما أسلفت يضم ثلاث محاور ، وهي : الأيمان بمحمد / التحول للأسلام ، الصلاة ومن ثم الزكاة ، وللأجابة على هذه المحاور ، أود أن أبين التالي : (1) المسيحيون يصلون في كنائسهم وبيوتهم ، حالهم حال باقي الأديان . (2) ويزكون أيضا ، كاليهود والمسلمين ، وقد جاء في موقع / بشارة المسيح ، التالي أنقله بأختصار ( أتت الزكاة فى الكتاب المقدس بمعنى الصدقة والصدقات .. وأن الكنيسة المسيحيه أخذت نسبة 10% عن العهد القديم وطبقتها “ كأقل نسبة مطلوبة ” من المسيحي فى العطاء . ولكن لا يجب على المسيحيين أن يشعروا دائما بأنهم مجبرين على تقدمة عشورهم . يجب أن يعطوا عندما تكون لهم المقدرة “ ما تيسر” أن هذا يعنى فى بعض الأحيان تقدمة أكثر من 10% وفى أحيان أخرى أقل من 10% .. ) . (3) ولكن الكتاب المقدس ذهب أبعد من ذلك فقال : “ إن جاع عدوك فأطعمه خبزًا ، وإن عطش فاسقه ماءً” (الأمثال 25: 21) ، وهذا الأمر به الكثير من السمو الأخلاقي والأنساني . ومن أنجيل متى أنقل ما يلي ، حول عدم التظاهر علنا بأعطاء الصدقات “ احترزوا من أن تصنعوا صَدَقَتكم قُدّام الناس ؛ لكي ينظروكم ، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السموات . فمتى صنعت صدقة فلا تُصوِّت قُدَّامك بالبوق ، كما يفعل المراءون في المجامع وفي الأزقّة ؛ لكي يُمَجَّدوا من الناس / (متى 6: 1-2) ” . (4) أذن الخلاف المركزي الوحيد هو الأيمان بدعوة محمد ! وذلك لأن المسيحيون يصلون ويزكون ، ولكنهم لا يؤمنون بمحمد . ( 5 ) ومن جانب أخر ، أن حديث محمد أي دعوته ، تخالف النص القرآني القائل ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ / سورة البقرة 256 ) .. وهنا يقف القارئ بدهشة وأستغراب / أمام دعوة محمد ونص القرآن ، أيطبق نص القرآن ، المتضمن حرية الأعتقاد ، أم ينساق مكرها لدعوة محمد ، المقترنة ب ” السيف ” ! .