7 أبريل، 2024 2:23 ص
Search
Close this search box.

بين خوفين

Facebook
Twitter
LinkedIn

في الماضي كان الخوف موزع جغرافيا بشكل مدروس ففي المنطقة تخاف جارك البعثي وأصدقائه وأعضاء الفرقة الحزبية الذين يذرعون الازقة والشوارع كل حين وتعرف مسؤول الفرقة الحزبية من خلال السماع وترسم له صورة مرعبة في خيالك المذعور حتى من قهقهة مع صديق وانت تسير في الشارع وعليك ان تجد تفسيرا مقنعا لهم عندما يحاصرك أحدهم بسؤال عنها وفي الدائرة كذلك إذ يتناثر الحزبيين هنا وهناك تعرف بعضهم وتجهل اخرين لكنك على معرفة تامة بشخص مسؤول الدائرة الحزبي الذي تكون سطوته فوق صلاحيات المدير وفي مراكز المدن يضاف خوفا آخر من عناصر الأمن والانضباط والشرطة من دون أن يكون لك ذنبا أو تهمة واضحة لان الهدف هو ان تعيش خائفا ومتهما على الدوام لكن هؤلاء جميعا رهنا بقرار المسؤول مهما كانت حدود مسؤوليته فاقصى ما يستطيع الحزبي المتواجد في أزقة المنطقة هو ان يخبر مسؤوله بشكوكه فيك ومن ثم يمنحه كل الصلاحيات وهكذا الأماكن الأخرى لكن أخطر من هؤلاء جميعا هم كتاب التقارير فانت لاتراهم وربما لا تعرفهم وتقاريرهم مهما كانت ظالمة ومحشوة بالكذب والافتراء فإن لها القدرة على ايصالك إلى مديرية الأمن ومن ثم محكمة الثورة وصولا إلى( ابي غريب ) أو أعواد المشنقة أو كلاهما وكان الزي والسكن وطول المدة هي دلالات للتعرف عليهم .. أما الخوف في الزمن الحاضر فهو مختلف تماما بعد أن غابت رموز الخوف الماضي وحلت محلها رموز أخرى وحسب المراحل إذ كانت في البداية الرموز قوات محتلة وطائفية وعناصر إرهاب ومسلحين وحمايات مسؤولين وملثمين وكواتم ثم تحولت إلى( سوات ) ومقاومة الشغب وأصحاب القبعات والطرف الثالث والمجهولين والرمي العشوائي والانسداد حتى وصلنا إلى لجنة ( ابو خبزه ) بعدها إلى آخر رموز الخوف في زمننا الحاضر وهو ( ارتفاع الدولار ) بشكل مجنون بالنسبة لنا ومدروس لغيرنا وارتفاع الدولار هو آخر أسلحة الصراع بين أمريكا وإيران على أرض العراق وسيواصل الدولار صعوده ليتناسب طرديا مع خوفنا حتى يصبح الدينار مثل ليرة لبنان أو ينتصر أحد الطرفين ثم يبحثون لنا عن رمز جديد للخوف .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب