کثيرة و مختلفة هي المفردات و المطلحات و المفاهيم التي طرأت على القاموس السياسي و الثقافي و الفکري للمنطقة عقب تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، والاهم من ذلك إن هذه المفردات و المطلحات و المفاهيم قد تداعت و تفرعت و تشعبت عنها الکثير من المرادفات الاخرى التي لم تکن جميعها معروفة و لامسموعة و لامألوفة قبل مجئ هذا النظام، ولئن کانت في البداية مجرد کلمات و ألفاظ نظرية غير إنها بدأت تتجسد کأفعال و ممارسات حية على الارض وخصوصا بعد تأسيس حزب الله اللبناني، أول ذراع عملي و فعلي لطهران في المنطقة يجسد تلك المفردات و المطلحات و المفاهيم ضمن أطر أحداث و تطورات سياسية.
خطاب هذا النظام الموجه بشکل خاص لشعوب المنطقة، إستغل القضايا المرکزية و الرئيسية للمنطقة نظير قضية فلسطين و الوحدة الاسلامية و نصرة الشعوب المضطهدة، ولأن شعوب المنطقة لم تکن تعرف أو تفقه شيئا عن النظام الجديد الذي أعقب نظام الشاه في إيران ولم تکن تدرك حقيقة أهدافه و مراميه، فإن قطاعات واسعة من هذه الشعوب قد صدقت او تعاطفت بشکل او بآخر مع الشعارات و القزايا التي کان ذلك الاعلام منهمك بإطلاقها ليل نهار، ولأسباب کثيرة و متباينة فإن الاعلام الرسمي العربي لم يتمکن من مواجهة هذا الاعلام بما يقابله من فکر و أمور نظرية، فإن هذا الاعلام قد نجح للأسف خلال أعوام عديدة من نقل أفکاره و تنظيراته بسهولة، غير إن منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي إصطدمت فکريا و سياسيا مع النظام الجديد و رفضت علانية و بکل إصرار نظام ولاية الفقيه و إعتبرته إمتدادا للنظام الملکي مع تغيير في الشکل فقط، قد أخذت على عاتقها مهمة فضح تلك المفردات و المطلحات و المفاهيم داخليا و على صعيد المنطقة أيضا.
لاريب من أن مهمة منظمة مجاهدي خلق التي واجهت نظاما کان يحظى بالکثير من مقومات القوة و التعاطف على أکثر من صعيد، کانت مهمة بالغة الصعوبة و التعقيد، خصوصا وانها واجهت هجوما إتسم بالشراسة و العنف المفرط من جانب النظام الجديد على أکثر من صعيد، حيث لم تکتف سلطات الجمهورية الاسلامية الايرانية بالهجمة الامنية وانما أردفتها بهجمة إعلامية فکرية إستثنائية إستهدف المنظمة فکريا و سياسيا و عقائديا و تأريخيا الى الدرجة التي تم إستخدام بل السبل و الطرق المشروعة و غير المشروعة من أجل تحقيق ذلك الهدف، لکنها ومع کل تلك الضغوط الهائلة المسلطة عليها و تلك المواجهة الشاملة غير المتکافئة، فقد تمکنت منظمة مجاهدي خلق من طرح مقومات إعلام بديل مواجه للإعلام الموجه من قبل طهران للشعب الايراني و شعوب المنطقة، حيث بدأت بطرح المفردات و المطلحات و المفاهيم المضادة لما کانت تطرحه طهران.
طوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف من المواجهة العسکرية السياسية الفکرية الاعلامية بين طهران و منظمة مجاهدي خلق، بدأت تتوضح للشعب الايراني و لشعوب المنطقة کذب و زيف الاعلام الموجه من جانب طهران في حين ثبت و وفق الکثير من الادلة و المٶشرات المقترنة بأحداث و تطورات مصداقية المنظمة في أدبياتها المتواضعة المعتمدة على إمکانيات ذاتية تشکل المساعدات و التبرعات المقدمة من جانب الشعب الايراني عمادها الاساسي وبذلك فقد نجحت المنظمة في کشف مخططات النظام و فضحت تدخلاته المريبة في دول المنطقة مثلما کشفت قبل ذلك الممارسات القمعية و الجرائم و المجازر المروعة التي يرتکبها هذا النظام بحق الشعب الايراني.