23 ديسمبر، 2024 4:48 م

بين حنون والشمري… والقاضي انور الحمداني

بين حنون والشمري… والقاضي انور الحمداني

لقد اختلط حابل السياسة بنابل القضاء وتاه الاعلام بين ضجيج الازمات وبلادة المفتعلين لها …. والخاسر الوحيد بين هذا وذاك هو المتابع الذي اصنفه الى ثلاثة اقسام  بين عقل لبيب …ودماغ بليد… وكتلة فارغه المحتوى الا من الحركة …والاخير هو اكثرهم خطورة على  بلد قد ضاع مستقبله  مقدما بين فكي الاجندة الخارجية وجشع الفوضويين اللاهثين على السلطة التي لا تليق بهم بكل المعايير .
بصريح العبارة وجدت ان صمت القلم في بعض الاحيان ايجابيا عندما يعجز الاخير عن تشخيص الانحراف بدقة ونزاهة وانا على يقين وهذه خلاصة تنطبق على واقعنا بنسبة ثمانون بالمائة ان النظريات والاطروحات المنحرفة والتي لم تبنى على قاعده اخلاقية متينه فان مصيرها الفشل رغم الفوضى التي ستتركها بعد انتهاء مرحلتها… لكن هذا اليقين لا يتحقق لان هناك نسبة عشرون بالمائة لو تركناهم ( ايخيطون وايخربطون بكيفهم ) وهما الصنفان الثاني والثالث مما ذكرتهم في اعلاه لتربع الفوضويين على صدورنا من جديد.
لكن هنا يأتي دور القلم الحر… فالقلم الحر عندما يحدث ضجيجا فهو ضجيج عادل  يغازل الروح العراقية برسم لوحة اسمها ( السلطة الرابعة لغة الاحرار)
تلك السلطة التي تزيح اضمحلال الحاضر بكل اشكاله وتجعل المستقبل المنظور منيرا في ما لو طبقت نظريات الحياد في فهم الواقع من قبل المتلقي ومدى تأثير هذا الخطاب الاعلامي الحر على ذهنية المواطن العراقي … وهنا اقدم نصيحة الى كل الزملاء من اعلاميين وكتاب واقول لهم ان الخطاب الوحيد الذي يصل الى المواطن ويناغي وطنيته ويظهر الصورة الحقيقية للواقع  في ظل تلك الخطابات الفوضوية العارمة هو خطاب العقل والمنطق تحت خيمة الحياد التي سقفها الضمير الحي… وانا على يقين ان مثل هذا الخطاب لو كان موجها بصوره صحيحة لكان العراق بخير ولميز المواطن بين الصالح والطالح.
في يوم امس كنت (متبسمرا )على شاشة التلفاز منتظرا ستوديو التاسعة لأني قد علمت ان هناك احد القضاة الشجعان  سيظهر على الشاشة مع الزميل انور الحمداني ليكشف تفاصيل استقالته التي تراجع عنها في نهاية البرنامج لأنه قد دمج معها جملة (في ما لو !!!!!!!!) فأصبحت الاستقالة مشروطة باحتمال ربما لا يتناسب مع الهالة التي حدثة بسبب الاستقالة …وما لبث اللقاء الا ان يتحول محكمة طرفي النزاع فيها حنون وثلاث نواب من جهة  ومن الجهة الاخرى السيد الشمري واصبح القاضي فيها بامتياز الزميل انور الحمداني.
وبعيدا عن التناقض سانتهز الفرصة انا ايضا لاحيي شجاعة السيد القاضي عبد الامير الشمري عندما اثبت ان القضاء في العراق صلبا فارجع الطائرة التي تقل معالي وزير التجارة الهارب وهذه سابقه يشهد له التاريخ بها.
لكن لابد من المرور على عدة نقاط قد اخرجتني من صمتي عندما حدث ما حدث في ستوديو التاسعة
ابدأ من اخطر نقطة وهي الرساله !!!! فكيف لرسالة من مواطن عراقي متهم سابق في ملف فساد في وزارة التجارة ان يسير رئيس مجلس القضاء الاعلى!؟
رسالة نصية من هاتف مجهول ومن غير اسم والخط تابع لشركه كورك فلو سلمنا ان الخط للسيد المتهم او المدان السابق محمد حنون فهذا لا يبرر الفعل الذي قام به رئيس مجلس القضاء الاعلى بان يصغي لمتهم على حساب قاضي نزيه وشجاع مثل السيد القاضي عبد الامير الشمري والمعروف بنزاهتة ويقوم بنقلة الى الديوانية رغم ان العدالة لا تختلف بين مكان واخر  هذا ان اعتبرت النقل هو سبب اعلان الاستقاله !!!
( عجيب) وهي كارثة وان لم يكن رقم الخط للسيد حنون فالكارثة اعظم ولهذا انا اخاطب هيئة الاعلام والاتصالات كيف تسمح لشركات الهاتف النقال بان تعطي خطوط من دون مستمسكات رسميه؟؟؟ لان الارهاب عندها سيسرح ويمرح ويهدد ويفجر باستخدام هذه الخطوط المجهوله المالك!!
مع ذلك انا اوجه رساله الى السيد رئيس مجلس القضاء الاعلى ان كان كلام السيد الشمري حقيقيا فهذا اتهام خطير يشوه به سمعة القضاء الاعلى بشكل عام ويطعن بعدالة قضائك بشكل شخصي لانك تعتمد على رسائل نصيه من هواتف خلويه مجهوله للحكم .
ولو تنزلنا ان هناك ثلاثة اطراف اخرى تدعم السيد حنون فهل ذلك الدعم يسبب ضغطا يجعل السيد رئيس مجلس القضاء الاعلى ينصاع له ويتخذ مثل هذا الاجراء؟؟
والغريب بالامر ان السيد الشمري قد توصل الى حقيقه الرساله وصاحب الرساله عن طريق اصدقاء في امريكا فهل السيد الشمري يمتلك علاقات في امريكا اكبر من علاقته وقدرته في العراق وخصوصا ان صلاحياته تمكنه من مفاتحة أي شركه اتصال خلوي في العراق بتجهيزه بالبيانات اللازمه التي تمكنه من اثبات ما يدعيه؟؟
وهناك امر اخر مهم عندما اتهم السيد الشمري الزميل الحمداني بانه يدافع عن السيد حنون فاقول يا سيدي القاضي لعد شاهدت البرنامج اربع مرات ولم اجد ما يثبت قولك…خصوصا عندما استطرد قائلا السيد الحمداني باننا مع الحق وان كان لك حق فنحن معك ونطالبك بان ترفع دعوى ضد صاحب الرساله
لكن يا سيد انور انا اعهدك ذكيا فكيف لك ان تطلب من قاضي ان يرفع دعوى ضد شخص يقال انه ارسل رساله يتهم بها السيد الشمري انه تحدث عن مجلس القضاء بكلمات تسيء الادب ؟!
لكن على ما يبدو ان قضية الوزير هي طعم قد ابتلعة الزميل انور الحمداني وهذا احتمال يطرحة العقل ولا اعتبره مثبتا بالقطع بل ساترك فهمه لعقل القارئ اللبيب ولا يوجد انسان كامل لكن الجميل بالامر ان الحمداني قد افلت من هذا الطعم في اللحظات الاخيرة عندما استفز القاضي وجعله يترك البرنامج بسؤال كان من المفترض ان يوجه للضيف في اول لحظة ذكر الرسالة فيها  واستفسر ان كان لرساله من مواطن عراقي تسير رئيس مجلس القضاء الاعلى ؟؟؟
وهنا نفذه ذخيرة السيد القاضي وهو سؤال قد قطع الطريق اما الوسيلة ان تكمل طريقها للهدف  فلا يوجد جواب منطقي يقنع المشاهدين ولا ان يقنع نفسة حتى بان رساله نصية من هاتف خلوي تجعل رئيس مجلس القضاء الاعلى يتخذ حكما وينقل الشمري الى الديوانية
اذن حنون اقوى من رئيس الوزراء فعلا ( عجيب امور غريب قضية )
ولا اخفي عليكم ( راح اموت من القهر ) حتى اعلم ما هو مضمون هذا الرساله  المريخية والتاريخية  والتي كانت سببا بهذه الهاله الاعلامية.
لكن عندي طلب من الخبراء والمتابعين بعد سؤال الحمداني الاخير للسيد القاضي والذي جعله يترك البرنامج وقال جملة بصراحه لم افهم الكلمة الاخيرة منها عندما قال  ( اذن انتم مع الاسف برنامج مسيس الغرض منه تشويه العراقية؟؟؟؟؟!!!!)
فما قصد السيد القاضي من العراقية هل يقصد ( قناتنة الي بفلوسنة ؟ )  ام يقصد العراقيين لكن قد خانه اللفظ؟
المضمون والخلاصة وهذا احتمال قابل للنقظ والطعن فهو رساله موجه للعراقيين وتلك الرساله لا يمكن ان تكون دليل على كلام ساقوله الان ( دخيلكم ركزو) فاما ان يكون الامر حقيقيا وان الرساله قد بعثت وكانت سبب بحدوث هذا الاختلاف وضهور السيد الشمري على شاشات التلفاز ليدافع عن شرفة ونزاهتة وهذا حق مبرر ولا اشكال بالامر .
والاحتمال الاخر ان يكون هناك خلاف غير ضاهر للعلن بين السيد الشمري والسيد رئيس مجلس القضاء الاعلى فحاول السيد الشمري ان يضغط على الاخير عن طريق الاعلام .
وهناك احتمال اخر ويمكن ان نذهب به بعيدا بالاضافة الى الاحتمال الثاني …اراد السيد الشمري ان يطور الامر ليصل الى دولة رئيس الوزراء المحترم عن طريق هذه الهاله الاعلامية وبالتحديد عن طريق قناة البغدادية وان صح هذا الاحتمال فهو قمة بالذكاء والدهاء ممزوجين معا …لانه قد ضرب عصفورين بحجر واحد .
العصفور الاول هو الوصول الى دولة رئيس الوزراء ومقابلته وقد صرح علنا بانه يريد ان يجلس امام دولة الرئيس وان يجلب ابو مجاهد الركابي امامه لفتح الموضوع لكن يا سيادة القاضي كيف يمكن لك ان تقول انك صلب وقوي وتطلب من رئيس سلطه تنفيذية ان ياخذ بحقك وانت موظف في اعلى سلطة بالبلد؟؟
والعصفور الثاني هو الهدية التي سيقدما السيد الشمري الى جمهور دولة القانون وساسة دولة القانون بانه قد ضرب استوديو التاسعة تحت الحزام وهو عربون محبة مسبقة قبل اللقاء المرجو ؟؟؟
وختاما اود ان ابين امرا مهما ان كل ما طرح من احتمالات هي قابلة للنقض لكن ساترك الفهم والادراك لمن هم بالتصنيف الاول من المتابعين اصحاب العقول اللبيبة