23 ديسمبر، 2024 6:50 م

بين  حقبتي / نوري السعيد ونوري المالكي .. العراق الى أين  !

بين  حقبتي / نوري السعيد ونوري المالكي .. العراق الى أين  !

كلمة لا بد منها :
بعد أنتهاء الفترة الرئاسية الثانية لنوري المالكي 2014 ، وتسليمه الأمانة / أقصد الحكومة ، للدكتور حيدر العبادي ، وددت أن أكتب هذا الموضوع !!
 
1. من غرائب الحياة وعجائب القدر أن ينجب العراق شخصيتين مثيرتين للجدل في القرن التاسع عشر و العشرين يبدأ أسميهما ب نوري ترأسا الحكومة العراقية لأكثر من مرة هما ، نوري باشا السعيد  رحمه الله / (  بغداد   1888 –  1958 ) ونوري المالكي / ( الحلة  1950 – !!  ) ، الأثنان حكما العراق في فترتين تعتبران من أخطر وأهم وأعقد الفترات حساسية في تاريخ العراق الحديث .
  *فالأول / نوري السعيد ترأس مجلس الوزراء /  14 مرة للفترة من ( 1930 – 1958 ) ، ذو خلفيه عسكرية / خريج الأكاديمية العسكرية – اسطنبول وحائز على درجة الأركان من الأستانة عام 1911 ، شارك في حرب البلقان(  1912 –  1913 )، له الدور الأكبر في … تاسيس المملكة العراقية ، وضع الأساسيات الأولى للجيش العراقي ،  شارك في الثورة العربية  ، حلف بغداد / لمقاومة المدالشيوعي في الشرق الأوسط ، ضم العراق الى عصبة الأمم / الأمم المتحدة حاليا ، كما يعتبر أحد عرابي / المؤسيين لجامعة الدول العربية ….
  *والثاني / نوري المالكي ترأس الحكومة  العراقية مرتين ( 2006 – 2014 ) وكان يطمح بولاية ثالثة ولم تتحقق ، خلفيته الدراسات الدينية / بكالوريوس أصول الدين ثم ماجستير لغة عربية / جامعة صلاح الدين ، أنتمى الى حزب الدعوة في عام 1970 . وعمل موظفا في التربية و التعليم في مدينة الحلة وفي عام 1970  ترك العراق مغادرا الى ايران ،  وفي عام 1987 غادرها الى سوريا وتشكل الفترة التي قضاها خارج العراق ( خاصة أيران !! )  مرتكز مهم في تكوينه الولائي والأنتمائي لأيران وظل هذا التأثير ممتدا الى الأن وأنعكس على أكثر وأهم  قراراته  .
 2 . يكنى  نوري السعيد ب … الباشا أو أبو صباح .
بينما يكنى نوري المالكي ب … أبو أسراء أبو أحمد / حمودي .
وهناك فرق كبير بين نجلي الأثنين ، فبينما نجل الأول / صباح  ، كان شخصا عاديا ولم يكن لديه أي دور سياسي أو سلطوي مؤثر في الوضع السياسي أو بالحياة عامة ، وكان الباشا قد طرده لقيامه بمخالفة الأوامر والطيران من تحت الجسر في بغداد ، ثم عينه / الباشا مديرا للسكك ، كما لم يكن لديه أي ثروة مالية  تذكر  ..
أما نجل الثاني/ أحمد ، فله دور كبير أن كان على المستوى الأمني ( وحسب تصريحات والده / المالكي التلفزيونية  مثلا … دوره في ألقاء القبض على بعض أصحاب النفوذ و المليارات في المنطقة الخضراء ! علما أن نجله / أحمد  ليس لديه أي منصب أمني أوعسكري ) أما  دوره على المستوى التجاري والمالي بات معروفا لدى الجميع ، حيث أنشأ له كيان خاص / أمبراطورية ، به بمساعدة المستشارين العاملين في مكتب رئاسة الوزراء داخل وخارج  !!
 
      3. هتافات كانت متداولة في الشارع العراقي أنذاك :
   نوري السعيد القندرة … وصالح جبر كيطانة
أما الأن :
    كذاب نوري المالكي كذاب !!
 
      4. مقولات كانت مرتبطة بهما :
نوري باشا كان يقول :
     دار السيد مأمونة !
 
والمالكي يقول :
  ما ننطيها !! ( ويقصد السلطة / الحكم )  ، ولا زال هو الأن في أعلى موقع بالمسؤولية كنائب لرئيس الجمهورية .
 
      5. تقول بعض المصادر أن راتب نوري باشا كان 150 دينارا عراقيا . ولم يكن  لديه أي أملاك
أوعقارات داخل العراق أو خارجه سوى داره المطلة على دجلة ، كما لم تسجل عليه أو على أبنه  أي تجاوزات مالية على خزينة الدولة المركزية ، أو أي أختلاسات ، أو أي صفقات مشبوهة  ، أو أي عمولات بصفته رئيسا لمجلس الوزراء .
أما راتب نوري المالكي غير محدد وغير معروف !! لأشرافه على العراق كله  ميزانية وموارد وخيرات ، أما أملاكه / وأملاك نجله وصهره وخاصته فسيكشفها التاريخ لاحقا أو آجلا !!
أما الحديث عن الصفقات والعمولات والعقود ، لا داع  للحديث والخوض بصددها لأنه كان يملك العراق كقرار و كثروة !!!
 
     6. مشروب نوري باشا المفضل / العرق ( مستكي أو زحلاوي غير معلوم ) .
أما المالكي ليس لدينا معلومة دقيقة عن مشروبه المفضل .
وأرى أن شرب الكحول من عدمه لا يقلل من شأن الرجل أو من وطنيته .
 
    7. الباشا مات بطريقة بشعة / تراجيدية  ليس لها سابقة تاريخيا وقد ذكرت ذلك في مقال سابق حول الرجل ، حيث أن الرجل قتل ثم سحل في الشوارع وقطعت أوصاله من قبل الغوغاء ثم سحقت باقي أشلائه بدبابة ثم حرق ما تبقى منها ، أي أن الرجل محي وجوده كليا من الحياة في حينه .
أما المالكي فلا زال حيا يرزق ولا نعلم ولا يعلم هو ما يخبأ له القدر وما يضمر له العراقيين !!
 
أنني في هذه المقالة ليس بصدد خلق مقارنة أو ذكر عيوب ومثالب ومحاسن الرجلين لأن هذا ليس موضوعنا الأساسي ولكني أرتايت ان أمهد للموضوع من خلال الملاحظات والمؤشرات والنقاط آنفة الذكر لأرتباطها وأنعكاسها بشكل أو بأخر على الموضوع كما أنها تشكل في نفس الوقت جزءا لا يتجزأ من خلفية الموضوع السردية  ..
 
* أولا ماذا ترك لنا نوري باشا السعيد ؟
ترك لنا دولة موحدة شعبا وأرضا ومياها ، فالأديان بكل مذاهبها وطوائفها لا تشكل أي أيجابيات أو أو ميزات أو سلبيات للمنطقة أو للمدينة أو للمكون الشعبي الذي يعتنقها، والموارد والخيرات للدولة والشعب ، لا تهجير ولا ترحيل ولا تسميات وليدة للمناطق  كما هي الأن  (  الجنوب / الشيعي ، المنطقة الغربية / السنية ، المثلث السني  وأقليم كردستان وسهل نينوى  .. ) ، ولم يكن
متداولا بين العامة  في عهده مصطلحات ك … الروافض ، النواصب والكفرة .
ترك لنا دولة يحكمها دستور/ بها برلمان أسس عام 1925 ، والبرلمان يتكون من مجلس للنواب – ينتخب بالاقتراع للمؤهلين ومجلس للشيوخ يعين اعضائه من قبل الملك .
ترك لنا دولة لا تحكمها المليشات وتنهب دورها الحواسم وتخطف العصابات مواطنيها .
ترك لنا التعليم والقضاء بشكل لائق ، كما ترك لنا جيشا وطنيا ولاؤه للدولة / علما أن الجيش شارك الباشا في بنائه ووضع لبناته الأولى ، لا مذهبية ولا فئوية ولا طائفية تحكمه  .
ترك لنا دولة مؤسسات ، ترك لنا مشاريع صحية ، أروائية ، جسور ، توليد للطاقة الكهربائية
من سد دوكان و دربندخان و بحيرة الثرثار .
وأود هنا أن أستطرق بنقطة مهمة وهي السجون ( كنقرة السلمان  –  الذي كان يضم الكثير من الشيوعيين الذي يكن لهم نوري السعيد كرها شديدا  !! ) ، فمن المعروف كان هناك سجون ومسجونين وسجانين ولكن لم تكون هناك سجون سرية ومواقف خاصة  ، لم يكن هناك مفقودين / لا مسجونين ولا طلقاء ، لم تكن هناك تصفيات جسدية و لم يكن هناك تعذيب بالشكل الذي نسمع به الأن . ومما يؤخذ على الباشا عدائه الشديد الصريح والمعلن للشيوعية ، كما أسلفت ، وأعدامه لكوكبة منهم يتقدمهم سلمان يوسف / الأسم الحركي له ( فهد ) ويقال أن السفير البريطاني كان حاضرا لعملية الأعدام وهذا المثلبة سجلت عليه وأكيد أن دوافعها غربية !  ويعتبر الساسة أن الباشا رجل الغرب / بريطانيا وأميركا ، بينما يرى الباشا أن مفاتيح الشرق الاوسط تكمن بيدهما ، الباشا لم يكن عميلا ولا خائنا ، لم يمنح / الغرب أي مصالح أو منافع أقتصادية تذكر على حساب العراق ، لم يسرق العراق ولكنه بنى العراق  لأنه رجل دولة متمرس ، مفاوض من الطراز الأول ، مناور فريد ، معتز برأيه ، يعتبر نفسه أب الجميع ، وبنفس الوقت كان  عنيد و عصبي المزاج .
من المؤشرات أعلاه  يتضح  لنا أن الحكم في العراق أبان عهد الباشا كان حكما دستوريا ، نعم كانت هناك أخطاء ولكن لا تذكر مقارنة بالأنجازات لذا نستطيع أن نقول أنه في عهد الباشا نوري السعيد كانت هناك دولة مؤسساتية و كان هناك  دستور و نظام ، وبقى العراق على ما هو عليه لم يقضم منه أي شبر !! .
 
*   ثانيا وبعد مرور أكثر من نصف قرن على حكم الباشا نوري السعيد ، وتراس المالكي لحكومة العراق / 2006 – 2014  ، ماذا  ترك نوري المالكي للدكتور حيدر العبادي ، فماذا لدينا  الأن ؟
أول الغيث ، نقول هل يوجد حكومة في العراق ، ولكن أين العراق ! الجواب بكل بساطة لا توجد حكومة في العراق لان العراق ليس عراق  ، لأسباب كثيرة منها :
1.    نوري المالكي  ، رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة ، وزير الدفاع ، وزير الداخلية والأمن … لغاية 2014 ، لا يمكنه  أن يدير دولة بهكذا حجم لعدم أمتلاكه القدرة و الأمكانية و الكفاءة  و خلفيته الدراسية الأساسية  /  بكالوربوس أصول الدين و واقعه الوظيفي لا يتعدى كونه موظفا في وزارة التربية ، فكيف له أن يعرف مثلا  الأختلاف بين الأهداف الستراتيجية والاهداف التكتيكية للدولة العراقية ، وكيف يقود الجيش ولم يسمع من قبل بمصطلحات ك / السوق العام ، تحرك القطعات ، التجحفل ، الأستطلاع ، التعبئة ، الأسناد البري و الجوي ، تأمين القطعات والتغطية الجوية .. و أعلى تأهيل حصل عليه ماجستير لغة عربية ! وكيف لمختص  بالقواعد العربية !! أن يقود أجتماعا لقادة أركان العمليات البرية والجوية وهو لم يقود معركة !! وهو ليس عسكريا أصلا !!
نعم أنه جاء  بالانتخابات ( بالرغم من حصوله 89 مقعدا والقائمة العراقية حصلت 91  مقعدا عام 2006 ) ولكن أي أنتخابات ! وهل الحكم يستلزم فقط الفوز بالأنتخابات وما بها من لعب سياسية قذرة ! أضافة الى تأثير الموازنات الأقليمية و الدولية على نتائجها .
الحكم يستلزم قائدا متمرسا ، مثقفا ، يجمع العراق كله تحت جناحيه ،أما المالكي حكم
العراق لغاية 2014  بطريقته الخاصة  ، وكان حاكما متفقا عليه فقط  من قبل فئة معينة من الشيعة وهي أقلية أذا قورنت بشيعة العراق  أضافة الى فئة مضللة أخرى ثم فئة من السنة أطلق عليها  / سنة المالكي لاحقا  ! أضافة الى أقليات دينية وجودها من عدمه ليس مؤثر في العملية السياسية لانهم أصلا مغيبين ومضطهدين .
 
2.     مجلس الوزراء الذي  كان يترأسه المالكي  شكل على أساس المحاصصة الطائفية و الحزبية ، وحسب معادلات صعبة ، يفتقد الى المهنية والخبرة العملية لان أعضائه مرشحين من قبل أحزابهم ولا خيار لرفضهم ، كما أن الوزراء تباع مناصبهم داخل الحزب نفسه كما يقال بالعامية / السرقفلية . فكيف سيكون الاداء و الانجاز المقدم لهكذا وزراء . وهل يمكن لهكذا وزراء أن يبنوا العراق ! 
 
3.    الجيش في عهد المالكي بلا عقيدة وبلا ولاء ، طائفي الطابع ، لا يحارب من أجل حماية أرض العراق  لذا هرب / بعد أن نزعوا رتبهم العسكرية  في أول هجوم لداعش / الارهابية على الموصل ،الجيش هنا لا يحمي الأرض بل هو أدات بيد المالكي ، هل هكذا جيش يعتبر جيشا حسب المفاهيم المعروفة للجيوش  ! أم هو تشكيلات أو ميليشيات للحاكم . 
 
4.    ونتيجة للسياسات بعد 2003 أصبح شعب العراق ، منقسم في الداخل ، ومشتت في الخارج
ليس له هدف محدد ، فلجأ المستفيدون الى تشكيل أحزاب وكيانات سياسية وتجمعات بلغ
عددها 504 كيان ( حسب ما أدلى به أياد الزيدي الخبير في الأنتخابات ) / عدد نفوس  العراق حوالي 36 مليون نسمة ، وأذا قارنا ما سبق مثلا بعدد الأحزاب بالولايات المتحدة الاميريكية التي عدد نفوسها 315 مليون نسمة فسنجد هناك حزبان رئيسيان / الجمهوري والديمقراطي  و6 أحزاب أخرى تعمل في الساحة .  هذه المعلومة تدلل على أن الشعب شارد الذهن ، بلا قرار ، لا يعرف ماذا يريد ، ليس له هدف محدد ، ضائع ، وذلك  لعدم وجود قائد يحدد له الرؤية المستقبلية ، فتاه بين الأحزاب من جهة وبين لقمة العيش والعلاج الطبي وهموم  الدراسة ومتطلبات الحياة المختلفة من جهة أخرى ، أما المالكي فهو في واد والشعب في واد أخر لا شي يجمعهما ، ولا وجود لأي علاقة محددة بين الشعب والحاكم / المالكي ، فلا وجود مثلا زيارات ميدانية للحاكم لتفقد أحوال الرعية لأن المالكي ليس لديه الوقت والأمكانية لأدارة الحكومة والجيش و الداخلية و الأمن .. ألا أذا كان سوبرمان ، أذن الرعية يرعاها الله والمالكي  يرعى خاصته !!
 
5.    الأديان والمذاهب ، سابقا كان كل شي محدد وواضح دينيا ومذهبيا  ، الأن المنابع  واحدة ولكن الاجتهادات  تعددت حسب أهوائها وميلها في تأييد الحاكم / المالكي من عدمه  ، وحتى الكلمة الفصل بالنسبة للمرجعيات / مع تقديرنا لها ، أصبحت بعيدة كل البعد في مس أو تقييم الحاكم / المالكي بشكل موضوعي وشفاف ، لأعتبارات مذهبية أو لتاثير الجارة ايران على قرارالمرجعيات .
 
6.    هل أستطاع المالكي أن يحافظ على أرض العراق بين 2006- 2014 !! هل كان المالكي يحكم العراق ! الجواب لا ، فقد فشل المالكي في التعامل مع أكثر الملفات ، منها قضية كركوك مثلا التي خسرها نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة والتي على أثرها قضم الاكراد كركوك لصالحهم .
     فكم عراقا أنت الان ياعراق ، الشمال يريد الأنفصال /  علما أن الكرد بينهم أيضا مختلفين ولكنهم على حكومة المركز متفقين في الرأي ، المحافظات الغربية / الصورة بها غير واضحة تشتعل نشاطا  سياسيا أضافة الى حراك ثورة العشائر والمقاومة  والمنظمات الاخرى/ داعش ، الموصل تحت قبضة الأرهابيين / داعش ( التي أعطت مهلة للأقليات من مسيحيين وغيرهم من 17.07.2014لغاية 19.07.2014  بتغيير دينهم أو دفع الجزية أو ترك الموصل بملابسهم أو الحد أي القتل ! وتحقق الخيار الأخير ألا هو ترك العراق ، أين مسوؤلية المالكي من رعيته أن كان له رعية ! ) أما  سامراء و تكريت وديالى والحلة وبيجي  وغيرها  لا زالوا في كر وفر بين الحكومة وداعش والمتحالفين معها !
 
7.    كيف كان يحكم المالكي العراق وليس له أستقلالية في القرار وليس لديه أي رؤية مستقبلية ، أضافة الى أنعدام الخطط الستراتيجية لطاقمه وتخلل أي خطط مرحلية للوزراء التنفيذيين وهذا يرجع كله / في كل ما ذكر وما لم يذكر لأن  القرارات المركزية  المتخذة  يجب أن يؤخذ بها مشورة أيران / أي أن القرار النهائي لدى أيران   .   
 
النقاط  و المؤشرات كثيرة وما ذكر غيض من فيض ولم أبتدع شيئا ، وخلاصة القول أنه كان لدينا حكومة في عهد نوري السعيد / رغم مابها من مآخذ ومثالب وأخطاء  …
أما  بين  2006-2014 … الحكومة كارتونية  ورئيس الحكومة لا يحكم ومجلس الوزراء دمى تحركهم مصالحهم ، المحافظات تتناقص ، الجيش ليس له لا عقيدة  ولا  ولاء ، أما الشعب فمسجون في سجن كبير كان يدعى العراق . أما العراق الذي كنا نعرفه أمسى أشلاء عراق تراب أرضه  بقايا جثث الضحايا والمظلومين وسماد أرضه دماء الشهداء  .