بغداد مدينة عالمية او مدينة امبراطورية هكذا نشأت وعاشت لفترات طويلة تحمل في ثنايها التنوع الفكري والديني والمذهب ،لكنها ومنذ عقود طويلة تعيش حالة انهيار مادي وروحي كل شي في بغداد يسير نحو الانهيار ،لكن ما ود الكتابة عنه اليوم سلسلة مشاعدات حية لمدينة بغداد القديمة ، تتمثل في عملية اخفاء رموزها الفكرية والدينية ،حيث نجد هذه الرموز عانت ولايزال العديد منها يخضع لعملية اخفاء متعمد اما نتيجة لسلوك سياسي نابع من سياسيات النظام الحاكم او بسبب السلوك الاجتماعي او المرحلة التاريخية التي يعيش فيها المجتمع ، ولتوضيح اكثر حول الموضوع انقل صورتين لرمزين من رموز الثراث الديني البغدادي وهم كل من الامام اسماعيل حفيد الامام الكاظم والامام احمد ابن حَنْبَل امام المذهب الحنبلي ، فكل رجلين عاشا وماتا في بغداد وكان لهم دوراً رمزي او فكري في مدينة بغداد ولكن نجد كلهما خضعا لعملية اخفاء مقصود او سكوت متعمد ونحن هنا لاتتكلم عن اخفاء وسكوت ثقافي ومعرفي فقط وإنما عن اخفاء وسكوت مادي والذي تمثل في اخفاء قبريهما مع الفرق في حجم الاخفاء فإذا كان الامام اسماعيل قد تم تحويل قبره الى مكب للنفايات وتم تحويل الجامع المرافق له الى مقهى فان الامام احمد وجد له ضريح في جامع لكنه تم اخفاء وجوده مقارنتن بالإمام ابو حنيفة حيث لانجد للأمام احمد وجود في الذاكرة البغدادية السنية فأذا ما سئل سنة بغداد عن ضريحه او وجوده في بغداد لا تحصل على جواب الا من اهل الاختصاص ، هذان الحالتان في عملية الاخفاء المتعمد من قبل السلطات التي حكمت بغداد تؤكد حقيقة لايمكن الفرار منها بان النظام السابق الذي حكم العراق لم يكن يفرق في عملية اخفاء او إهمال رموز بغداد سواء كانت سنية او شيعية او غيرها بقدر أهمية ذلك الرمز في تشكيل وتعزيز سردية الحكم لديه