19 ديسمبر، 2024 7:39 ص

بين حانه ومانه ضاعت لحايانا

بين حانه ومانه ضاعت لحايانا

عنوان مقالتي مثل شعبي عراقي وهي قصه رجل تزوج من أمرأتين احدهما اسمها حانه والثانيه اسمها مانه، وكانت حانه صغيره في السن عمرها لايتجاوز العشرين ، بخلاف مانه التي كان يزيد عمرها عن الخمسين والشيب ملأ راسها.
فكان كلما دخل الى حجره حانه تنظر الى لحيته وتنزع منها شعره بيضاء وتقول: يصعب علىّ عندما ارى الشعر الشائب يلعب بهذه اللحيه الجميله وأنت مازلت شاباً ، وعندما يذهب الى حجره مانه تمسك لحيته هي الاخرى وتنزع منها الشعر الأسود وهي تقول له : يُكدرني أن أرى شعراً اسود بلحيتك وانت رجل كبير السن جليل القدر. ودام حال الرجل على هذا المنوال الى ان اصدقاءه نبهوه ان شعر لحيته على وشك الانتهاء فذهب ونظر في المرآه فرأى بها نقصاً شديداً !!!.
فمسك لحيته بعنف وقال :” بين حانه ومانه ضاعت لحايانه” . فصار ذلك مثلا ً يردد بين الناس عندما تكون الامور متداخله اومتشابكه وهذا مايجري اليوم في العراق في ظل النزاعات والصراعات السياسيه للاستخواذ على كرسي الحكم !!!.
واصبح المواطن العراقي لايعرف مصيره وبمن يضع ثقته فالجميع يرفع نفس الشعارات وهم كثيرون ولانعرف سفينه الوطن من يقودها ويوصلها لبر الأمان …!!  اختلطت علينا الاوراق فلم نعد نعرف الصالح من الطالح وكل قائمه سياسيه تعطي الحق لنفسها وتدعي انها تمثل ابناء الوطن من المذهب الفلاني او القوميه الفلانيه واخري تمثل مذهب اخر وتدعي زيفاً انها تدافع عن حقوقه وبذالك يكونوا قد قسموا ابناء البلد الواحد الى مجموعات كل مجموعه لها سياسيين يقطفون لحيتهم والشعب يريد ان يرى بعينه او يتمتع بما يملكه من خيرات وثروات فيقف مكتوف الايدي مسلوب الاراده مغلوب على امره وهم ينعمون ويتمتعون بخيرات الوطن . والأ ماذا ينتظرون لكي يتفقوا ليشكلوا حكومه تدير شؤون البلد بعد انتهاء الانتخابات . كلها صفقات سياسيه مصلحتها لمن ……. !!؟
اما الشعوب التي تعرف كيف تبني اوطانها وتقرر مصيرها اقول لهم :
 لاتقلقوا كثيراً أيها الساده على اوطانكم طالما
 هنالك انتخابات يستطيع فيها المواطن ان يختار الرئيس او النخب السياسيه التي تستطيع وبكل امانه ونزاهه ان تحكم البلاد ومن يخطي منهم او يتهاون في اداء هذه المسؤوليه فهنالك قانون يطبق على الجميع هذه هي الدول التي يكون بناءها على اسس سليمه وتنهض وتتطور ويكون فيها توزيع عادل للثروات ويشعر فيها اي شخص ان البلد بلده وهو بيته الكبير ولايسمح لاي من كان ان يهدم احد اركان هذا البيت لان الجميع مسؤول عنه كل ضمن اختصاصه وموقعه وعندمايتطور وينهض فالفائده تعم على الجميع هذا هو اسلوب العمل والحياه للشعوب التي تسعى دائما للبناء .
 ويكون حديثنا عنها بكل اعجاب ونتمنى ان تصل بلادنا الى نفس المستوى الذي وصلت اليه هذه الدول ولكننا لانجتهد ولانكلف انفسنا ان نسلك سلوك هذه الدول ونكتفي بالامنيات ونتحدث عن تطور تلك البلدان بكل فخر واعتزاز وننبهر للتطور الذي وصلت اليه تلك الدول ونرمي باللوم كل اللوم على غيرنا دون معرفه كيف نبدأ من انفسنا وماهو الدور المطلوب ان نؤديه اذا اردنا لبلادنا ان تنهض ولكن الحال يبقى على ماهو عليه لاننا لانتخذ خطوه للامام فنرتضى لانفسنا واقع مؤلم وحكومات فاسده لايهمها سوى مصالحها الشخصيه وأرصدتها في البنوك الاجنبيه .
كنا نسمع حكايات عن الحكم الملكي وكيف كان الملك مقدساً ومحترماً عند شعبه وتجد الفقير يدعو له بطول العمر وكان الجميع ينعمون براحه البال
جاءت بعد ذلك الثورات وتغير الحكم من ملكي الى جمهوري وكانت هنالك شعارات رنانه تنادي برفع المستوى المعاشي للفقراءالى غيرها من الشعارات الثوريه وتتطور النظم السياسيه في بلادنا الى ان تصل الحاله ان المواطن هو من يختار رئيس الجمهوريه في ممارسه يعتقد بانها ديمقراطيه
وتكون تسميتها انتخاباااااات !!!! . ولكنها ليست كذالك فتكون الاختيارات انصياعاً وانحيازاً للمذهب وليس للوطن او اختيار الاصلح لأن ثقافتنا الانتخابيه لم تبنى على اساس سليم وانما غرست للاسف في داخلنا صراعات بين المذاهب والقوميات وأي مذهب سيفوز ويحكم البلد وكأنها معركه طائفيه .فيخسر فيها ابناء الطائفه والشعب وينتصر فيها السياسي وحده .!!!!!
ولاتحسبوها نظره تشائم ولكن هذه هي الحقيقه المؤلمه في بلادي طالما ارتضينا لانفسناكل من هب ودب ان يتلاعب بمقدراتنا ويقرر مصيرنا ويحاول تفرقتنا وندع الجهلاء يحكمون والعلماء والعقلاء يتفرجون فلا تستغروا اذا الشعب كله وقف امام المرأه ليندب حظه ويردد بصوت عالي بين حااااااااانه . وماااااااانه ضاعت لحايانه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات