23 ديسمبر، 2024 6:12 م

بين حانة و مانة ….. ضاعت لحانا

بين حانة و مانة ….. ضاعت لحانا

مشهور جدا هذا المثل العربي وليس غريبا عن ذاكرة العراقيين ولكن الأغرب فتاوى وعاظ السلاطين التي لا ادري متى ينعم الرب علينا بهيئة تدعى هيئة اجتثاث وعاظ السلاطين تخلص البلاد والعباد من فتاواهم الزائفة والمخادعة ففي كل يوم يظهر واحد أو مجموعة بفتاوى تناقض نفسها بنفسها فليس بعيدا فتوى شهيرة جدا لشخص يقال له سستاني بوجوب تسليم السلاح لقوات الاحتلال الأميركي الذي طالما طبلوا وزمروا بأنه الشيطان الأكبر واستلام حفنة من الدولارات الرخيصة في وقت كانت أعراض العراقيين مهددة بالاغتصاب والهتك ودمائهم مهددة بالإراقة والسفك من عدو كافر مستعمر وقد أيد هذه الفتوى كل من كان على خط وعاظ السلاطين ومنهجهم وطريقتهم إلا البعض القليل جدا  الذي لا يتجاوز عدّه السبابة والإبهام من علماء الأمة واليوم وبقدرة قادر كما يقال انقلبت الفتوى من نفس هذا الخط والمؤسسة مؤسسة الدجل والخداع والضحك على الذقون مؤسسة وعاظ السلاطين مؤسسة الأشرار انقلبت الفتوى الى حرمة بيع السلاح وتسليمه برغم من وجود دولة وحكومة ودستور, الحاكمون فيها يظهرون الإسلام وليسوا كفرة محتلين كما يدّعي هؤلاء الوعاظ وبرغم من أن هذه الدولة والحكومة والدستور منبثق من أرادة الأمة والشعب كما لهجوا به طويلا بلا تعب ولا نصب فكيف صار الواجب اليوم هو تحريم بيع السلاح بل واستحقاق النار على حد تعبير احدهم وعلى تعبير آخر من هذه الجوقة إن بيع السلاح كبيع العرض فلا ادري هل بيع الأعراض جائز ومباح بل واجب للاميركان وحرام حرام حرام للمسلمين لعل لدى هؤلاء الوعاظ تفسير معقول ومقبول فلعل أن لديهم خطة خمسية لتحسين النسل في العراق لأن الاميركان(حمران وعيونهم خضر) والمسلمون والعراقيون (سمران وملحان) ويبدو أن هذا التفسير في قمة الروعة فهو يعبر عن اهتمام هؤلاء بمستقبل الأمة وما ينبغي أن تكون عليه فبورك لوعاظ السلاطين اهتمامهم بالمسلمين فمن لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم .
أريد أن أقول لمن يريد أن يعي ما هي مفردة حقيقة برغم كل سياسات وإعلام التبرير السخيفة التي لا يقبلها عقل متحرر أن ما وراء كل ذلك هو (الطائفية القذرة) التي تريد تجنيد الأمة بعضها ضد بعض حتى تبقى عروش وكروش راتعة على جماجم العراقيين المساكين الذين لم تشبع من دمائهم ولحومهم مفخخات حب السلطة وعبوات الرغبة في الزعامة وسجون شهوة التسلط والدكتاتورية ومآسي وويلات عشق الجاه والقيادة وفي كل ذلك النزعة لإرتداء جلباب الربوبية وتعبيد الناس لطموحاتهم ومكاسبهم السياسية التي ما انفكوا يقدمون لها القرابين تلو القرابين من دماء وأعراض وأمن وحرية ورفاه وسعادة وسلام العراقيين فهم واعني رجال السياسة ووعاظ السلاطين لا يرون الناس كأسنان المشط ولا أنهم جنس واحد بل الناس جنس من الحيوانات وهم جنس أرقى يبيح لهم التصرف في الناس كيفما يشاءون ومتى يشاءون وأينما يشاءون من قتل وسجن وتعذيب وترويع وتهجير وحرمان وسفك دماء وهتك أعراض وسلب حقوق وحريات وتجويع وكذب ونفاق ودجل وخداع وتزييف وتزوير وغيره الكثير الكثير من الويل والثبور فنحن حيواناتهم الداجنة التي ورثوها ممن كان قبلهم من حكام وطغاة ومحتلين ولا ينبغي لنا بل ليس من شأننا أن لا نقبل هذا الحال فهم يملكون رقابنا وعقولنا وقلوبنا وأجسادنا .
فبعد كل ذلك فنحن لا نملك حتى لحانا لكي تضيع بين حانة ومانة فمباركة هذه الطبقة السياسية وطبقة وعاظ السلاطين في الملكوت الأعلى فهي الآلهة والرب في هذا العصر!!!.