يرکز الاعلام الايراني و من لف لفه على مسألتين محددتين هما: حادثة تدافع الحجاج في منى و الدور الروسي الجديد في سوريا، حيث هناك إتجاه واضح من أجل إشغال الشعب الايراني بهما ولاسيما وان هناك تهويل ملموس للمسألتين في سبيل دفعهما بسياق محدد من أجل تحقيق أهداف و غايات معينة. حادثة التدافع في منى و التي حاول نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية إستغلاله و تسييسه بالدعوة الى تدويل قضية الحج و إنتزاع إدارتها من السلطات السعودية، وشغل الشعب الايراني به من أجل توجيه إهتمامه و إنتباهه نحو تلك المسألة و جعل المشاکل و الازمات الداخلية أمرا ثانويا قياسا لها،
أما الدور الروسي الجديد من خلال قصف الطائرات الروسية والذي يطبل و يزمر له الاعلام الايراني و اعلام النظام السوري و حزب الله اللبناني و من کان على شاکلتهم، فإنه وعلى الرغم من إن روسيا أکدت بإنها تقصف مواقع المتطرفين من تنظيم داعش، لکن الذي توضح لحد الان هو إن هذه الطائرات لاتميز بين المعارضة السورية و بين داعش و تستهدف الطرفين بالصورة التي تريدها و ترغب بها کل من طهران و دمشق، وهو مايوضح سر التهافت الايراني ـ السوري على قصف هذه الطائرات و التعويل عليها من أجل تغيير موازين القوى على الارض.
طهران التي أرادت و تريد دائما أن تلفت أنظار الشعب الايراني نحو أي شأن خارجي و تناسي المشاکل و الازمات الداخلية الحادة، فإن لعبة إشغال الشعب بشأن خارجي لايقدم او ي?خر شيئا من أحوال و أوضاعه، لم تعد تجدي نفعا، ولذلك فقد کان من الطبيعي جدا أن لايأبه الشعب الايراني لهذه اللعبة المکشوفة الدوافع و الغايات، ومن هنا فإن دعوة نقابات المعلمين في إيران،
جميع كوادر التربية والتعليم إلى المشاركة في مظاهرات يوم الخميس القادم احتجاجا على التردي الحاد في الأوضاع المعيشية والأجور غير العادلة والتمييز الإداري في البلاد، تعتبر بمثابة صفعة قوية للنظام و إشعار جدي له بإن لعبته المکشوفة لم تعد تجدي نفعا. المعلمون الايرانيون الذين يعيش معظمهم تحت خط الفقر، يقبع عدد کبير منهم في السجون بسبب نشاطاتهم و تحرکاتهم الاحتجاجية،
يمکن النظر الى تظاهرات يوم الخميس القادم بإنها ستکون لها تأثيرات و تداعيات هامة خصوصا وانها ستکون محاطة بالقوات الامنية و من المتوقع جدا حدوث مواجهات و مصادمات بين المحتجين و القوات الامنية و أن يتم إعتقال أعداد کبيرة من المعلمين کما إنه من المنتظر أيضا أن تنظم شرائح أخرى من الشعب الايراني للمتظاهرين و تتتوسع دائرتها، وفي کل الاحوال فإن هذا التطور الجديد في الشأن الايراني کفيل بأن يشد أنظار العالم و يوجه إهتمامهم للداخل الايراني الذي وکما أکدت المعارضة الايرانية النشيطة المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية يزخر بکم هائل من المشاکل و الازمات التي يعجز النظام عن حلها ولاسبيل لمعالجتها إلا بالتغيير في طهران.