23 ديسمبر، 2024 12:07 ص

بين جسر الأئمة وجسر بزيبز … تتجلى معاني الإنسانية

بين جسر الأئمة وجسر بزيبز … تتجلى معاني الإنسانية

عراقيون، بلا مسميات أخرى، لا طائفيةٌ تفرقنا، ولا قومية تقيدنا، وما خلفته سنوات الظلم الصدامي، من مآسٍ في القلوب، ستطويها صفحات النسيان، ليسجل التاريخ ملاحم الإنسانية العراقية، ألتي تجلت معانيها عثمانية الهوى على جسر الأئمة، علوية المبدأ على جسر بزيبز، ما زالت ندية الحرف.

عثمان العبيدي، إسمٌ علق في ذاكرة الإنسان العراقي، كعنوان للتضحية، تضحية ثمنها الخلود، تجلت فيها كل معاني الإنسانية، حين كان مذهبها هو دينها بلا إختلاف، وإن إختلفت، كان إختلافها رحمة.

خُطت على صفحات الفخر العراقية، صنيعة عثمان بأحرف من ذهب، ما يزال همس قارئها يتردد في قلب كل عراقي غيور، حين إنبرى عثمان العبيدي منقذاً لأرواح زوار باب الحوائج، حليف السجدة الطويلة، الإمام الكاظم(ع)، يوم كانت الطائفية العمياء تحصد أرواحهم بلا إستئذان، وكان الجسر عنواناً لإنتمائهم، مأساة أخرى، وفاجعة كبرى، واست مصيبتها مصيبة مسمومٍ ضمه نعشٌ حُمل على جسرٍ ببغداد هارون.

أليوم، أعاد التاريخ نفسه، بحلةٍ جديدة، وجسرٍ جديد، وإنسانيةٍ عراقيةٍ متجددة، أعلنت عن نفسها وبكل فخر، إنسانية بلا مسميات، ولا غايات دفينة، ولا مصالح شخصية، حين أصبح جنودنا الأبطال كلهم عثمان العبيدي، وجسر بزيبز إمتدت أطرافه لتلتقي بجسر الأئمة، معلنة وحدة الهدف والغاية، ملقية عن كاهلها كل معاني الطائفية المقيتة.

أعاد التاريخ نفسه، وتداولت تلك الأيام بين الناس، وحصاد الأرواح لم يفرّق بين مذهبٍ وآخر، فالعدو واحد، والوسيلة والغاية واحدة لديه، وعقيدة كفر يريد نشرها وإرغامنا على إتباعها، دفعته للإستهانة بدمائنا، وصولاً إلى سلطة كان وما يزال يبحث عنها، وذريعة الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية، ثوب قديم جديد، لكل من طغى.

جل ما نأمله اليوم قبل الغد، جسرٌ جديد، يمتد إلى برلمان ساستنا، يذر طالحهم عن كاهل هذا الشعب المظلوم، ويبقي صالحهم، وما أقلهم.