23 ديسمبر، 2024 8:58 ص

بين جامع مصعب وعزاء الصدر..لنا السلام.. ولكم ميثاق شرفكم.. بلّوه واشربو ميتّه

بين جامع مصعب وعزاء الصدر..لنا السلام.. ولكم ميثاق شرفكم.. بلّوه واشربو ميتّه

بالامس تفجير مزدوج في جامع مصعب بن عمر في سامراء اثناء الصلاة.. واليوم مذبحة كارثية في سرادق عزاء في مدينة الصدر …
تهجير السنة من الجنوب.. وتهجير الشيعة من المناطق الغربية.. تفجير منزل قيادي سني في الموصل.. واغتيال آخر شيعي..
رئيس مجلس النواب يحمل مبادرته الى ايران ويقدم تعازيه على روح ام سليماني كجزء من سعيه الدبلوماسي.. وبالطبع تضاربت الآراء والقناعات حول الزيارة التي اعتبرها بعض السنة نصرا للشيعة (الصفويين) المحسوبين على ايران وان كره بعضهم حتى اسمها.. فهل يغازل النجيفي ايران والشيعة لان الانتخابات قادمة ام هي محاولة لتفعيل دور السنة، ام هو الخوف فعلا من تاثيرات الازمة السورية على البلد؟
والشعب يتساءل..أو قل بعضه يتساءل. . وبعضه لايعلم.. بينما لم يعد بعضه الآخر يفكر حتى في التساؤل..
ما لمشكلة؟ الزوجي والفردي؟ قرار ضرب سوريا الذي لوحت به اميركا ل (جر اذن) البعض؟ حرب طائفية قادمة؟ دمج السلطات القضائية ثانية لنقض قانون مجلس النواب؟ اقرار امتحانات الدور الثالث؟ ام ماذا؟ عرض بانورامي مسرحي هزلي لمجموعة هواة؟
وفي غفلة عن الصاحين والنائمين (ينط) ميثاق الشرف الذي وقعه معظم قادة العملية السياسية.. والله لااعرف رقم هذا الميثاق في سلسلة مواثيقهم واتفاقياتهم التي ولدت وماتت على مدى عشر سنوات عبرها السياسيون بثقة على اشلاء مئات وربما الاف الضحايا.. والشعب او بعضه (مخروع) وليس مندهش من سر هذا (الود) الرباني الذي نزل على قلوب القادة..
فمن كان المتهم اذن بجرائم الابادة للسنة والشيعة والتي تضاعفت بعد ولادة الميثاق؟ القاعدة، البعثيون، التكفيريون، ام القادة انفسهم؟
رئيس الوزراء اعلن اكثر من مرة بانه يمتلك ملفات ضد العديد من الساسة والنواب بضلوعهم في الارهاب ودعمهم له، حتى انه قالها علانية اثناء استدعاءه من قبل مجلس النواب قبل سنتين متهما كل منهم بامتلاكه ميليشيات. واجاب بعض الساسة والنواب بانهم ايضا لديهم ملفاتهم ضد رئيس الوزراء!!
ووفق علم الرياضيات والحساب.. ان استبعدنا السياسة.. فان الساسة هم من يملك مفاتيح المعادلة.. فما نفع ميثاق شرفهم؟ هل توقفت اجتماعاتهم السرية واتفاقاتهم ومقايضة مواقفهم السياسية بميثاق الشرف هذا؟ الاجابة الاعلامية لمعظمهم واحدة: مايحدث هو محاولة لضرب ميثاق الشرف من قبل بعض القوى الحاقدة التي تحاول تفتيت وحدة الساسة التي (صحت ضمائرهم) فجأة للحفاظ عليها..
.. ومن اصغى لخطاباتهم في حفل توقيع ميثاق الشرف يشعر بأنها (عركة نسوان) وان بعضهم (اشتغل عدّادة) ليتهم الآخر بانه كان وراء ماحدث ويحدث من ذبح على مسلخ الوطن..
اليوم.. تجمع عدد من الشباب بعمر الزهور على حدائق ابو نؤاس يغنون ويحتفلون بيوم السلام.. لم يستطع اي منا التمييز بين السني و الشيعي والمسيحي والكردي.. شباب يعشق بعضهم بعضا الى الحد الذي اعادنا الى عراق السبعينات والثمانينات وماقبل ذلك وربما حتى بعده حتى 2003. شاهدت فيهم جيلا يحلم بالسلام ويتحصن بافكار واعية اجزم ان لااحد من قادتنا السياسية يجرؤ على اعتناقها او الجهر بها رغم ان اكبر هؤلاء الشباب لم يتجاوز العشرين من العمر..
واليوم ايضا عزف نصير شمة على قاعة المسرح الوطني للسلام.. امتلأ المسرح بالجمهور وفرح من فرح وبكى من بكى.. لم نميز بين الحضور من هو سني او شيعي او مسيحي او كردي.. كل ماشعرنا به اننا نحّن ونرثي لزمن المقام العراقي ونشيد موطني واغاني ناظم الغزالي وام كلثوم وقرقعة (استكانات) الشاي.. وصرخة الدوشيش واصوات النرد والطاولي في مقاهي البلد التي خيمت عليها المفخخات..
هذا هو سلامنا ياسادة.. يامن ابتلانا الله بكونكم سياسيو زمننا الحاضر.. يامن يرفع بعضكم عقيرته نداءا بالمظلومية ويجيبه الآخر باضطهاد المكون.. ويرد ثالث بحقوق الاقليم.. ويزعل رابع من دعوة قومه بالاقلية..
لم يرفع ميثاق شرفكم السلام.. بل دنس مسجد سامراء بالدم.. وحول سرادق عزاء مدينة الصدر الى مذبحة..
فهل بينكم من يتجرأ على صرخة سلام كتلك التي (هلهلت) في صدور اولاد وبنات بعمر الزهور، او تلك التي الهبت اكف الحاضرين لعزف نصير شمة؟
اليوم وحدّنا نصير شمة واطفالنا.. بينما زرعتم فينا الفرقة.. لاأظن ان الشعب يتأمل خيرا من ميثاق شرفكم بل سينتظر (حمزة) آخر يصرخ في وجوهكم.. اكلت الارضة ميثاقكم ولم يتبق منها حتى (بسمك اللهم)..
فهل بينكم (حمزة) لينزل الى الميدان.. لا ليمنحنا شئ.. فقد يأسنا من عطاياكم.. ولكن ليغسل يديه من الدماء التي اغرقت سامراء ومدينة الصدر.. ويتركنا نتمتع (بالسلام) الذي نفهمه بقلوبنا فقط..
[email protected]