22 ديسمبر، 2024 10:56 م

بين تقبيل يد تل ابيب وبترها.. تبعث فلسطين مجددا

بين تقبيل يد تل ابيب وبترها.. تبعث فلسطين مجددا

73 سنة على اغتصاب فلسطين ومأساة اهلها تتفاقم,ضم المزيد من الاراضي والمجتمع الدولي لم يحرك ساكنا وفي افضل الاحوال التنديد والاستنكار وضبط النفس,هدمت مساجد وكنائس, رحّلت مئات العائلات عن مضاربها,اقيمت مشاريع استيطانية مكانها,استجلاب آلاف اليهود من مختلف اصقاع العالم لإقامة دولتهم الدينية المنشودة.
نزع عنهم ترامب ورق التوت فأصبحوا عراة,ذكّرهم وعلى الاشهاد بأنهم لولا امريكا لما بقوا في السلطة اكثر من اسبوع,وبالتالي عليهم ان يدفعوا وبسخاء ثمن بقائهم في السلطة وينفذوا اوامره دونما تأخير بالتطبيع مع كيان العدو,والحديث عن اقامة الدولتين مجرد علكة يلوكونها لإلهاء الرأي العام العربي المغيب الذي اختلقوا له مسرحية الربيع العربي,فوجد نفسه غير قادر على كسب قوت يومه.
وتنفيذا لأوامر اسيادهم اعترفوا في بيروت بحق العدو في الوجود وإقامة دولته الدينية مقابل منحه سلام(لا يملكونه) دائم.سارعوا الى الدوس على لاءات الخرطوم الثلاث وقاموا بالتطبيع فرادى وجماعات,تبادلوا القبلات والنخب,دشنوا السفارات,فتحوا مجالهم الجوي ومطاراتهم امام طيران العدو واستقبال بني صهيون,انهم ولا شك ابناء عمومة, اعلنوا عن تأسيس شركات ومعارض مشتركة,لقد ولّى زمن العداوة والبغضاء.
لقد بالغ الصهاينة في الاستهتار بالمواثيق الدولية الداعية الى حق المواطن في العيش بكرامة وإقامة شعائره الدينية,عملوا على منع الجموع الغفيرة من الصلاة في الاقصى,بل عمدوا الى تهجير سكان حي الشيخ جراح وهدم منازلهم لإقامة مستوطنات للصهاينة الغزاة.
لقد راهن الصهاينة وداعميهم على عامل الزمن,لم ينفكوا يوما عن بناء المستوطنات في مختلف انحاء القطاع للحؤول دون قيام دولة فلسطين وفق قرار التقسيم ,لكن الشرفاء من ابناء فلسطين وبالأخص سكان غزة الذين انتزعوا استقلالهم عن دولة الاحتلال بقوافل الشهداء وبالعزيمة والإصرار على بناء قوتهم الذاتية من خلال الولوج الى عالم التقنية بصناعة معدات حربية بإمكانيات بسيطة وبمساعدة الاشقاء والأصدقاء الى فكانت الصواريخ التي طوروها ليصل مداها كافة ارجاء فلسطين التاريخية والتي قال عنها القابع في رام الله بأنها صواريخ عبثيه.
تطورت اشكال المقاومة من الحجارة الى الصواريخ الى الطائرات المسيرة وبالأخص الاستطلاعية لينقش اسم محمد الزواري بأحرف من نار على احداها اعترافا بجهده العظيم في مجال الالكترونيات,فالأوفياء يخلدون من وهبوا انفسهم لخدمة القضية المركزية للأمة العربية.
معارك الاحد عشر يوما والتي خاضها الابناء والأحفاد,اثبتت للعالم اجمع وبما لا يدع مجالا للشك بان الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية بالشتات وداخل الخط الاخضر ومختلف مدن الضفة بان فلسطين هي البوصلة وان سنوات التغريب ومحاولة اسرلة عرب الداخل ماهي إلا محاولات فاشلة بائسة لطمس الهوية الفلسطينية وخاصة لدى الجيل الجديد,وان ما يسمى بإسرائيل ليست دولة مدنية بل دينية بكل معنى الكلمة.لقد سطر الفلسطينيون بدمائهم الزكية ملاحم البطولة والفداء.
المؤكد ان كيان العدو قد ايقن بان يده الطولى التي قبّلها المطبعون العملاء قد قام المقاومون الشرفاء ببترها… وان فلسطين التاريخية قد بعثت من جديد.