حين نقول ايران هي من ينشر الطائفية في العراق فلدينا الاثباتات ليس من زمن الخميني بل منذ زمن الشاه واليكم هذا الدليل…. في عام 1965 انجزت ايران تصنيع شباك ذهبي لوضعه على مرقد سيدنا العباس رضي الله عنه، لم ترسل ايران الشباك مباشرة الى كربلاء بل تم ارساله الى بغداد والى جامع براثا، وتم تنظيم تظاهرة ضخمة (تظاهرة لماذا لا أدري؟؟) للذهاب بالشباك المقدس من براثا الى الكاظمية، وكما هو معلوم للجميع فان بين براثا والكاظمية حوالي 3 كم فقط، لكن من خططوا للتظاهرة السياسية قرروا عبورها من على جسر الصرافية الحديدي بإتجاه الأعظمية المعروفة بهويتها إمعاناً في التحدي ولتأليب المشاعر الطائفية!!، ومن ثم يتم عبور جسر الأئمة الى الكاظمية.. وأتذكر أن الهتاف الرئيس للتظاهرة كان ((ماكو ولي إلا علي.. وإنريد حاكم جعفري!)) وعبرت التظاهرة جسر الصرافية الحديدي، واتجهت للكسرة ثم ساحة عنتر.. وهناك تصدى لها البعض من أهالي الأعظمية الذين استفزهم التحدي، وقاموا بقذف الحجارة على التظاهرة، ومنعها من المرور عبر الاعظمية فعادت التظاهرة أدراجها من جسر الصرافية الى جامع براثا ثم واصلت المسير نحو الكاظمية..
لم يروي لي أحد هذه الرواية بل كنت شاهد عيان لها وأنا طالب في الدراسة الثانوية، وكنت أسير بجانب التظاهرة متفرجاً، لعلي أفهم سببها وهل يستحق (شباك قبر العباس) ايراني التصنيع، كل هذه التظاهرة وهذا الحشد من أكثر من ألف شخص، وأكثر ما استوقفني انني شاهدت أساتذة من جامعة بغداد وبينهم شيوعيون وعلمانيون في مقدمة التظاهرة اتحفظ على أسمائهم لأنهم جميعا انتقلوا الى رحمة الله.. كما لوحظ غياب تام لاجهزة الامن حينها!!!
وما حصل في الاعظمية قبل يومين من قيادة احد الصعاليك لتظاهرة غوغائية تلعن الصحابة وعمر وعائشة وتسب النواصب.. أعاد إلى ذاكرتي تظاهرة شباك العباس المصنع إيرانيا والمخطط لتظاهرته ايرانيا ..
نعم العراقيون ليسوا طائفيين.. نعــم أتفق مع من يقول ذلك ان العراقيين عاشوا قرونا في محبة ووئام.. ولكن من الذي دفع الصعلوك الدراجي ليقود مجموعة من الشبان المغسولة أدمغتهم كي يهتفوا بلعن النواصب (أهل السنة!) ولعن عائشة وعمر في قلب الأعظمية؟ وبحراسة الدولة واجهزتها الأمنية والعسكرية التي لم تحرك ساكناً لإسكات هؤلاء.. ماذا يعني ذلك؟ ما الفرق بين ان تقوم القاعدة بغسل أدمغة البعض من الشباب وتغرر بهم ليقوموا بأعمال إرهابية نرفضها ونمقتها ونستنكرها؟.. وبين ماقام به صعاليك التظاهرة الغوغائية … لافرق بين فعل قاعدي مغسول الدماغ وبين فعل هؤلاء الغوغاء المغسولة ادمغتهم، فالاثنان يسيران بالبلاد نحو الدمار والفتنة والحرب الطائفية ونشر الكراهية.. ترى أليس من حقنا أن نتسائل أين موقف المرجعية الكريمة من فعلة الدراجي وصعاليكه؟ لم نسمع لا بياناً ولا احتجاجاً ولا إستنكاراً…..
الفرق ان اهل الاعظمية تصدوا لوحدهم لتظاهرة غوغاء 1965 ولم تمكنهم اجهزة المالكي الامنية والعسكرية من التصدي لغوغاء 2013 لأن التظاهرة الاخيرة تمت بحماية الجيش والشرطة دون تدخل ولا منع.
وارجو أن لايفهمني أحد بالغلط..