رئيس الوزراء نوري المالكي وضع في مقابلته الاخيرة مع ” السومرية ” عدة حلول لمجموعة الاستعصائات التي تعصف بالعراق حاليا , ولعل افضلها بالنسبة له ( كما اكدها )هو ان تنتهي الاحتجاجات والاعتصامات في المناطق السنية , ويعود الجميع السنة والأكراد الى طاولة المفاوضات , التي ستطول الى نهاية الدورة البرلمانية الحالية كما يؤكد اغلب المراقبين . او ستضطر الحكومة لإنهاء الاعتصامات وفتح الطريق الدولي بالقوة مع السنة , ومع الاكراد قد تكون حربا بين العرب والأكراد . ( والاهم ) ان يذهب الطرفان في اقليميهما ويستقلان , ويتركان بغداد والجنوب للمالكي , وهو ما يثقف به حزب المالكي ( الدعوة ) مع شديد الاسف وقائمته دولة القانون قواعدهم وباقي البسطاء من الشيعة في هذه الوجهة .
ورغم ان المالكي غلف الاحتمالين الاخيرين بكلمة ( لا سامح الله ) ليشي بأنه لا يريدها , ولكن واقع خلق الازمات الاخيرة , والتجاوزات على باقي ( شركائه ) , ومحاولاته المستميتة للانفراد بالسلطة التي تحولت الى ( مهزلة ) كما اكدها المالكي نفسه في خطابه الذي سبق المقابلة وبدون خجل , تؤكد جميعها على ان المالكي لم تبق امامه اية فرصة لاغتصاب المنصب مرة ثالثة , والجميع ضده بما فيهم المرجعية الدينية . وينتظر بفارغ الصبر , وسوف يضغط اكثر على الكردستانية والعراقية لكي يدفعهما للمطالبة بالانفراد بإقليميهما تماما لكي يتخلص من مسئولية التقسيم كما يحلم. وتشاركه اغلب القيادات الشيعية عدى التيار الصدري في ذلك , وهو سبب سكوتهم الحالي عن جميع تصرفاته , والذي اكده بيان التحالف الوطني الشيعي الاخير الذي اشار بشكل خجول على ( عدم تهميش الآخرين ) بعد جنجلوتية روزخونية استغرقها كل البيان .
المالكي يدرك جيدا انه اصغر من ان يفرض هذه الحلول حتى لو حصل على دعم مبطن من قبل القيادات السياسية الشيعية , والنظام الايراني الذي يعتقد ان اقليم الوسط والجنوب في حال تشكله سيكون احدى المحافظات الايرانية .لذلك يستفز المالكي ومستشاروه وثرثارييه الاعلاميين بغرمائه في القائمة الكردستانية والعراقية للوصول لهذا الوضع , الذي اقترحه الامريكان على لسان بايدن عند بداية الاحتلال . ويبدو ان الامريكان لا يزالوا عند هذا التوجه كأحد الخيارات , وهو سبب ابقائهم على المالكي رغم معرفتهم باستجابته لمتطلبات المشروع الايراني , والأمريكان يدركون جيدا ان الحرب الاهلية ستكون اول النتائج لو وضع هذا السيناريو موضع التنفيذ , وبالذات الحرب الاهلية بين الاحزاب الشيعية المتنفذة والتي لن يتمكن النظام الايراني من السيطرة عليها , وسيكون مفروضا عليه التورط فيها وهو الخيار الذي يسعى اليه الامريكان . ولن تسلم المنطقة السنية ايضا من حرب اهلية بين احزابها , ولكن اصغر ويمكن السيطرة عليها بمساعدة الامريكان وإعادة تسليط ظهيرهم التاريخي (البعث ) على مجريات الاقليم السني . وسيكون هذا السيناريو تأثيره اقل على الكردستانية لوجود بعض القيادات التي تسعى لهذه الوجهة ايضا .
الاستقبال الباهر الذي حضي به نائب رئيس الوزراء صالح المطلك في احتجاجات الانبار , رغم التحريض الطائفي من قبل العلواني وباقي الحاقدين من السنة التكفيريين , ورغم استغلاله من قبل من قبل حثالات البعث الساقط ورفع اعلامه وصور اوردكان , تبقى باقات القناني الفارغة والقنادر والأحجار التي استقبلوا بها اهل الانبار صالح المطلك , اشرف وانبل من كل محاولات استغلال الاحتجاجات من قبل الطائفيين السنة وحثالات البعث في التعبير عن فشل الحكومة الصارخ في كل مجالات الحياة . فالمطلك سني , وابن الرمادي , وبعثي مشمول بالاجتثاث , ومتاجر بقضايا المنطقة الغربية طيلة صعود نجمه , ولم يجد ال ق والعراقيين . مالكي افضل منه ليفاوض المحتجين ويمتص غضبهم , الا ان جوابهم هو الانجع للمطلك الذي هرب بشكل مخزي , وللمالكي , ولكل اعضاء الحكومة , وهذا هو الجواب الذي سيلقمهم حجرا ويمنعهم من اللعب بمستقبل العرا ق .