23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

بين بيروت والطماطة ضاع “مسيو ” عبود

بين بيروت والطماطة ضاع “مسيو ” عبود

قرأت في العدد ” 281 ” من مجلة الشبكة العراقية الصادر في 14 كانون الاول 2016 لرئيس تحريرها الاستاذ (( جمعة الحلفي )) مقالا على الصفحة الثالثة منها عنوانه (( مسيو عبود )) .
وهنا اود ان اقول ان ما يكتب في الصحافة من اخبار ومقالات وتحقيقات وتعليقات لابد ان يكون لكل منها هدف او حكمة او توجيه او نصيحة او نقد او او او ،
ولكن ان تكتب اي نوع من انواع الكتابة الصحفية بدون ذكر لواحد مما قلناه فهذا (( حشو زائد )) لا فائدة مرجوة منه .
وانا افهم ان (( المقال )) ان كان سياسيا او اقتصاديا او فنيا او ادبيا او علميا او رياضية يجب ان يكون سهما موجها الى هدف معين لكي نبتغي منه الفائدة ..
لكن عندما قرات المقال الذي نشره الاستاذ (( الحلفي )) في مجلة الشبكة تصورت ان نهايته ستكون ذات حكمة او فائدة لكن مع الاسف لم اجد الحكمة او الفائدة وهذا يتنافى مع الهدف من كتابة ونشر المقالات الصحفية ….
ربما الان تتساءلون ما هو هذا المقال ؟؟ وما موضوعه ؟؟ اقول لكم..
المقال يبدأ بالحديث عن (( الطماطة )) وان الاستاذ (( الحلفي )) لاول مرة يدرك ان (( الطماطة )) تقشر عندما زار صديقا له في بيروت وكان هو قادما من سوريا ثم يعرج الكاتب الى القول انه قد وصلته برقية من اخ له في العراق اسمه (( عبود )) لم يره وقتا طويلا ، مكتوب فيها (( لقد وصلت لبنان وارجو ان اراك ))
ولكن الكاتب لا يعلم مكان اخيه (( عبود )) .. كان فيها فقط هذه العبارة . وبعد فترة توصل الى العنوان عن طريق البريد الذي اوصل البرقية وعرف اسم الفندق الذي يسكن فيه اخوه وعنوانه ….
وعندما وصل الفندق سأل عن اخيه (( عبود )) الذي لم يره مدة طويلة من الزمن قال موظف الاستعلامات ان اخاه (( عبود )) عاد الى بغداد .. هذا هو مضمون المقال ….
اين المشكلة في هذا المقال ؟؟ اين الهدف .. مجرد قصة شخصية لاتهم القارئ اطلاقا خالية من الحكمة وخالية من الهدف الذي يخدم المتلقين والقراء ..
يا سيدي نريد لصحافتنا ان ((تصحو من نومها )) بل نريد لاعلامنا كله مرئيا كان ام مسموعا ام مقروءا ان يصحو من نومته وان يعرف كيف يتعامل مع جيل ضاع بين الافكار الحديثة والصراعات والتجاذبات السياسية والدينية والفكرية والارهابية ..
وعلينا كاعلاميين وصحفيين تقع واجبات كثيرة وكبيرة في كيفية خلق بيئة اجتماعية جديدة تخلو من كل هذه التجاذبات وان نبني (( دولة مؤسسات )) وان نفصل الدين عن السياسة … وان نقف بوجه كل تيار ديني متطرف يحاول ارجاعنا الى الاف السنين او ان يسلط علينا سيفه المغمس بالافكار المقلوبة …
فمرة يسرقون بأسم الدين
ومرة يتبوؤون مناصب عليا بأسم الدين
ومرة تظهر لنا عصابات ارهابية تبيح القتل والجلد والحرق وبتر الرؤوس وزواج النكاح بأسم الدين .
يا سيدي (( الحلفي )) ما ضرنا ان عاد ((عبود )) الى العراق او لم يعد ؟؟؟ وما ضرنا ان بحثت عنه حتى تعبت ؟؟
. عندنا جيل من الشباب تدمرت افكاره وتغيرت سلوكياته وانا هنا استثني (( من نذر نفسه ليدافع عن ارض العراق وشرف العراق وارض العراق )) ..
انا اتحدث عن ملايين اخرى من (( الشباب الضائع )) كما ضاع (( عبود )) .. و (( الشباب العاطل )) الذي اصبحت ارضيته مهيئة لان تتلقفه (( العصابات الارهابية )) اذا لم نجد له فرص عمل .
ولكن كيف سنتلقفهم اذا كانت الدرجات الوظيفية التي تطرح كل عام لا تساوي 1 بالمئة من اعداد العاطلين ؟؟؟؟؟؟ .
احموا الشباب احموا الشباب !!! والا سيضيع كما ضاع (( عبود )) في بيروت