بعد الحاح كثير من قبل بعض الاصدقاء والاقارب استجبت للمطالبة بحقوقي الشخصية مثلي كمثل أقراني الذين عارضوا نظام حكم المقبور صدام حسين واضطروا للهجرة خارج البلد متحملين أحلك الظروف وأقساها طيلة ثلاثة عقود من الزمن متنقلين من بلد الى بلد ومن دار الى دار حتى استقر بي المقام منذ عام 2001 في بلد الفايكنك البلد الأقسى في طبيعة مناخه وتضاريسه بلد القطب الي تمر عليه اشهر من السنة لا ترى نور الشمس واشهر أخرى لا ترى الظلام. تقدمت إلى دائرة الهجرة والمهجرين في الحارثية ببغداد حيث حصلت بمساعدة أحد الأخوة الأفاضل على كتاب إلى دائرتي لغرض ترويج معاملة اعادة إلى الوظيفة كمفصول سياسي وقد حصلت موافقة المدير العام على ذلك ثم تم رفع المعاملة إلى لجنة المفصولين السياسيين في وزارة الكهرباء منذ ستة اشهر ولازالت هناك .والغريب في الأمر اني لم اجد في دائرة توزيع كهرباء بغداد الا اسمي مدون في سجل خاص لدى أحد الموظفين يشير إلى أني باشرت العمل في عام 27/1/1979 وتركت الوظيفة عام 1991 في حين كنت قد تركت الوظيفة هاربا الى سورية عام 1980 اثر صدور قرار اعدام الدعاة وملاحقتي بالاسم واعدام ابن عمي السيد حيدر الياسري واعتقال وقتل بعض الذين كنت اعمل معهم ضمن الخط الجهادي آنذاك بل واعدام الصديق العزيز الذي كنت قد اعطيته وكالة لاستلام راتبي عندما كنت أأدي خدمة الاحتياط التي لم اكملها بسبب سجني ثم هروبي إلى خارج البلد.
لم اجد اضبارتي في الدائرة المذكورة لأنها قد احترقت كما يقولون في عملية حرق الدوائر الذائعة الصيت بعيد الاحتلال الامريكي للعراق لذلك اضطررت الى تجميع ما يمكن تجميعه كي اكمل بقية الوثائق المطلوبة مبتدئابإنجاز الوثيقة المدرسية للسادس الثانوي حيث وجدت بعد التي والتيا سجلات الوثائق في متوسطة الكاظمية للبنين والتي تقع بجانب المديرية ذاتها بعد أن تم إلغاء مدرستنا اعدادية الميثاق المسائية للبنين وتحويل بنايتها الى مديرية تربية الكرخ الثالثة .
في متوسطة الكاظمية فتح الموظف المسؤول سجل الوثائق واراني صفحتي وصورتي وسجل الدرجات بعدها ناولني ورقة مدون فيها كل المعلومات المطلوبة لتقديم طلب الحصول على الوثيقة ثم قال هناك خطأ في اسم الجد حيث اضيف اليه حرف ياء في آخره مما يتوجب تصحيحه وذلك عبر تقديم طلب الى المديرية بخصوص هذا المر ولا يمكن منحي الوثيقة دون التصحيح.
قدمت الطلب إلى مديرية تربية الكرخ الثالثة عبر نافذة تشهد زحاما كثيفا تفصل بين الموظف والمراجع ولما كانت الموظفة المختصة في مثل قضيتي تجلس في آخر الغرفة رفضت موظفتان استلام معاملتي مما اضطرني للذهاب الى معاون المدير وبعد أن رفعت صوتي محتجا جاء معي مشكورا يطالب الموظفين بإنجاز معاملتي .عندها فتحت الموظفة جهاز الحاسوب ومن خلال البحث ظهر اسمي ولكن مكتوب لم يدخل الامتحان في ذلك العام عدت الى الموظف صاحب السجلات قال هذا غير مهم لان سجل الوثائق هو الاساس وما عليك إلا القيام بتمشية معاملة تصحيح الاسم اولا ومنذ 26/12/2012 ولحد الان لم تنجز المعاملة علما باني قد ذهبت الى المدرسة الابتدائية والمتوسطة وحصلت على صورة قيد وصورة مستنسخة ومصدقة عنه وكذلك صورة قيد النفوس التي تثبت جميعها صحة اسمي الوارد في السجل وغير المطابق للجنسية بإضافة حرف ياء إلى اسم الجد وهو خطأ قد وقع فيه مدير المدرسة آنذاك.
وهذا الأمر دعاني للمقارنة بين الإجراءات الرسمية في العراق والاجراءات الرسمية في النرويج الذي أجد أن بلدنا لا ولن ينصلح حاله ما دام يدار بمثل هذه الصورة ولن يصل إلى مستوى هذا البلد النائي والذي يعتبر أقل البلدان الأوربية تقدما وهو نفس الأمر الذي يدعوا ابناءنا إلى رفض العودة للعراق مادام بهذا الشكل غير الحضاري.
ولأجل المقارنة اسوق هذا المثال فهنا في النرويج قدمت طلب تصحيح اسمي كونه لا يتفق هجائيا مع جواز سفري العراقي ولكون تصحيح الوثيقة النرويجية اسهل من العراقية وأسرع استنسخت الطلب هنا في البيت من خلال موقع دائرة التسجيل في منطقتي على الانترنيت وقدمته في اليوم التالي إلى الدائرة القريبة من بيتي استلمت الموظفة الطلب وادخلته على جهاز الحاسوب وقالت سيأتيك الرد بعد اسبوعين وقد حصل فعلا بعد اسبوعين وصلني كتاب بالبريد يؤكد تغيير اسمي حسب طلبي وقد عممت دائرة التسجيل هذا التغيير الى جميع دوائر الدولة خلال هذين الاسبوعين.
في اليوم التالي اخذت جواز سفري النرويجي إلى دائرة الشرطة وطلبت منهم تغيير الجواز حسب الاسم المدون في هذه الرسالة طلب مني الشرطي الجواز القديم ليسقطه على الفور واجلسني على جهاز امامي وقال اضغط هنا لالتقاط صورة فوتوغرافية ثم التفت إلي متسائلا هل اعجبتك هذه الصورة ؟ قلت لا قال اضغط مرة ثانية بعد أن محى من على جهاز الكومبيوتر كل المعلومات التي دونها واعاد تدوينها من جديد وطلب مني التقاط صورة اخرى حيث ساعدني على الجلوس ثم طلب مني ان اضع اصبعي على الجهاز لأخذ البصمة ثم طلب مني اربعمئة كرون نرويجي وقال غدا سيصلك الجواز بالبريد وفعلا وصل الجواز في اليوم التالي.
والشيءبالشيء يذكر إذ أن موضوع المنحة الموعودة من قبل وزارة المهجرين لم أحصل عليها أيضا فمنذ منتصف سنة 2012 ولحد الان لم نحصل حتى على موعد فهي كسراب بقيعة مثلها مثل منحة الارض التي وعدنا فيها والتي حولت الى محافظة واسط علما بان محل اقامتي قبل هجرتي من العراق ومحل وظيفتي هي بغداد أما شهادة الجنسية للأولاد فقصتها قصة درامية وخبرها خبر من الأخبار التي تضاف إلى كتاب ألف ليلة وليلة .
من المسؤول عن هذا التلكؤ وتلك اللامبالاة وكيف يمكن بناء بلد كنا نناضل من أجل نقله الى مستوى الدول المتقدمة التي تحترم نفسها وتراعي مصالح ابناء شعبها وكيف تعوض سني عمرنا التي قضينها بالنضال من أجل واقع جديد نضمن فيه حياة أبنائنا وأجيالنا القادمة.