على مر الزمن يكتشف المرء اسرار الحياة..ومدلول هذه الاسراراخطر بكثير مما يتصوره البعض, انه ذلك الشعورالذي يساورالمرء على انه في حرب خفية وقلق وخوف دائم مع هذا الواقع العراقي الذي نعيش…واصبح المواطن يساوره شعوروهو يسير في طريق حياته ان هذه الطريق ذات حافة مرهفة كارهاف نصل السيف,خدعوك لو قالوا ان هناك عقولا,العبقرية منها فقط هي التي تعرف كيف تتميز الطريق وتختار السبيل.
يواجه العراق والعراقيين مناحرات ومزايدات وتجاذبات سياسية تضع الاسلاك والمطبات والعراقيل امام التخلف والتطور والسير بالعملية السياسية نحو الافضل مع ازدياد وتيرة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتهجير الطائفي والقتل المجاني واغتيالات رموز عراقية اضافة لاستهداف ممنهج ضد المرشحين, يصاحبه اداء سيء وبطيء وسلحفاتي لبرلمان انتخبه الشعب عاطل لم يعمل سوى 134 يوم فقط ورفع جلساته الى(اشعال آخر) لعدم اكتمال النصاب او لعدم التوافق,يصاحب ذلك كله ان مفوضية الانتخابت اعلنت مرارا وتكرارا بانه يتعذر اجراء الانتخابات البرلمانية في عدد من المدن واضطرار – المفوضية – الى فتح مراكز بديلة لسكانها, وان هناك مدنا لم يفتح فيها اي مركز انتخابي حتى الان وحيث ان تلك المدن هي معارضة لسياسة الحكومة وهذه نقطة تصب لصالح الكتل الكبيرة, والاعلان عن فتح مراكز بديلة لهم هي عبارة عن ذر الرماد في العيون,هذا من جهة اما من الجهة الاخرى ان المفوضية فرضت غرامات مالية كبيرة على من يثبت قيامه بتمزيق او ازالة اي من دعاية المرشحين الموجودة في الشوارع وتقدر تلك الغرامات بعشرات الملايين من الدنانير وما بالك بالرصد الزلزالي الذي يكشف ان منخفضات جوية قادمة من البحر الاحمر تؤثر على العراق ومثل ما حدث من هطول امطار غزيرة صاحبتها عواصف رعدية قوية مما ادى الى تمزيق واقتلاع العديد من البوسترات وملصقات عدد كبير من المرشحين الذي اصبح الناخب العراقي غير مقتنع وغير راضي باغلبيتهم وخاصة من الوجوه المكررة.
ويكاد من يسير في شوارع العراق لايرى معلما اعتاد رؤيته من قبل وهو لا يزال دون تعديل او نتيجة تفيد الشعب جراء انتشار لوحات اعلانية لشخصيات لا حصر لها اعلنت للترشيح للانتخابات وكما قال المثل(مصائب قوم عند قوم فوائد) حيث انتعش الحدادين وتجار الحديد والمطابع وكان لهم النصيب الاكبر في الربح الكثير في سياقات الدعاية الانتخابية, ويذكران هناك حوادث كثيرة بسبب تلك الملصقات حيث تعكس حوادث قتل لشباب على خلفية تمزيق ملصقات دعائية للمرشحين وان بعض الاعلانات الكبيرة سقطت على بعض المارة والسيارات مما تسبب في خسائر للارواح والمعدات اضافة الى منظرا متخلفا لمكبات ونفايات سدت بعض الطرق والاسواق ,علاوة على ذلك كله ازاد العنف من خلال الحملات الانتخابية وكذلك تصفية حسابات وتسقيط للاخرين وهذا يدل ان التنافس الانتخابي في العراق غير متحضر وان اكثره غير نزيه.
والظاهرة الاخرى المثيرة للجدل : ان بعض المرشحات حاولن الظهور في الملصقات الجدارية بزي الحجاب وبعضهن فضل النقاب اما البعض الاخريات فظهرن كعارضات ازياء وبازياء الحفلات بابهى صورهن لا بلباس رسمي انيق ينسجم مع دور المراة التربوي والاجتماعي , مما اثار ردود افعال شبان اساءوا لصورهن من خلال حملة لتقبيل هذه الصور ونشر هذا التصرف على مواقع(التقاطع الاجتماعي ) لا التواصل الاجتماعي كما هي مفهومة , مما دفع وزارة المراة الى اطلاق وعيدها بالتصدي لهم,وقسم من المرشحات ظهرن متكابات عبوسات بوجوه متعصبة تثيرالاشمئزاز والساتر الله ,فيما ظهرن اخريات بالزي الانيق والابتسامة الجميلة ولقطات فنية بارعة, بينما فضلت اخريات ابراز صورة رئيس الكتلة او الائتلاف او اظهاراخيها او زوجها او رئيس عشيرتها من دون ظهور صورتها على الملصق ومعرفة الناس بشخصيتها فانها لو فازت سوف تختلط وتجتمع وتناقش وهذه حالة اجبارية فما الفائدة من حجب صورتها وما هو الضرر من ذلك طالما النية سليمة لاغبار عليها.
وهناك طرق تعددت في الانتخابات وكانت كتل اسلامية رشحت مدنيين واعلاميين وفنانين وشباب ونساء لا يرتدين الحجاب في تطور لطريقة جديدة منفتحة على المجتمع المدني وبعيدة عن الانغلاق والتقوقع والتعصب الاسلامي في محاولة منها لاستقطاب الطبقة المدنية والمثقفة والحضارية التي يعتقد بانها اقل الطبقات ممارسة للاشتراك بالانتخابات البرلمانية….!