23 ديسمبر، 2024 8:24 م

بين الهجرة والتظاهرات أين الحديث عن الموصل

بين الهجرة والتظاهرات أين الحديث عن الموصل

لا شك من تقدم القوات العراقية على داعش خلال العام المنصرم، وتزايد أعداد المتطوعين والإيمان الشعبي بمصيرية المعركة، ومع قساوة المعركة وإشتداد المنازلة، ظهر للعيان أصرار العراقيون على تحقيق النصر، والإنتقال من حي الى حي، في الرمادي والفلوجة، وصارت كل منهما ساقطة عسكرياً.
يجري الحديث خلال أشهر عن الفلوجة والرمادي وبيجي، وتضيق الخناق على عدو لم يترك منزل أو شارع إلاّ وزرعه بالمفخخات.
الموصل ثاني أكبر مدن العراق سكاناً، وأولها بالسقوط بيد داعش، والأكثر ضرراً، وقد هدّمت معالمها الأثرية وذبح رجالها وسبيت نسائها، وما تزال الجرائم قائمة، وحكم أكثر من عام ولد أجيال أما تؤمن بالإرهاب، أو أخضعت بقسوة؛ كالتهديد بالقتل و سبي النساء كمناكحات للجماعة الإرهابية، وتفتقر المدينة لدقة المعلومة الإستخبارية؛ نتيجة بعدها عن التماس مع القوات العراقية، وبحكم طول فترة تولي داعش أصبح كثير من سكانها موالين لداعش، أو مأسورين بالقوة والتهديد، وقد يكون في كل عائلة إرهابي؟!
ما يقلق العراقيون؛ عدم وجود الجدية لدى قوات التحالف، والإيحاءات الأمريكية بطول المعركة، والتشكيك بمقدرة العراق دون تدخل قوات برية، والتكتم على تكاليف المعركة؛ خوفاً من تكرار تجربته السابقة، التي تضع أوباما أمام تساؤلات الرأي العام، عند تقديم خسائر كبيرة تعيد ذكريات، وصدمة للمجتمع الدولي.
القوات الأمريكية الموجودة في العراق قوامها 3000 جندي، تعمل داخل القواعد العسكرية، ودورها التدريب وبعض التجهيزات، وجل جهدها بضربات جوية على مواقع التنظيم، وفق منهج تقليدي، دون مستوى الإلتزام بالأتفاقات مع الحكومة العراقية لتطهير الموصل مبكراً، ومن المفترض أن تنتهي من تدريب 24 ألف جندي في حزيران 2015م، ولحد الآن لم يُدرب سوى 9 آلاف مقاتل؟! وتباطيء الأستعداد في خطتها التي أطلقتها بداية العالم ، وهذا البرنامج؛ لم يعط السلاح الكافي لقوة تعدادها 9 آلاف، وقد جهز 200؛ فكيف يجهز 24 آلف؟! فهل أمريكا تريد تصريف مخزوناتها المكدسة في البنتاغون؟! وزيادة عمل مصنعي الأسلحة، وإنعاش تجارتها في إطالة أمد الحروب؟!
إن تجربة العراق بحربه مع الإرهاب، وتباين النشاط الجوي الدولي، لم يعط الدلالات الكافية على تلك الأمكانيات الهائلة للتحالف الدولي، ولم تعيق داعش بالشكل الذي يقوض حركتها في الموصل وحدود العراق، وبان ضعف التعاون مع القوات العراقية، بتبرير أن الأهداف يجب أن تحدد عراقياً، وبقناعة أمريكية أن معظم الحرب تصفية حسابات؟! و إنها تحتاج المساندة الإرضية المفقودة؛ ما يجعلها قليلة التأثير، وغالباً ما تكون مواقع متروكة، وتعزو ذلك لضعف المعلومات الإستخبارية العراقية؟!
عملت الولايات المتحدة الإمريكية بشكل إعلامي سلبي في المعركة، وقد صرح أكثر من مسؤول عسكري؛ عن الحاجة لسنوات لتحرير الفلوجة والرمادي؟!
تلك الإيحاءات الأمريكية، تدل على عدم النية مبكراً لتحرير الموصل، وأنها من صنع هالة داعش؛ لأجل إطالة أمد الحرب، وتصريف المتبقي من الأسلحة، تزامناً مع فتح أبواب جديدة لحرب الخليج على اليمن، وإستنزاف ما تبقى من ثرواته؛ بعد إكتفاء سوق النفط العالمي، ولكن قرب تحرير الفلوجة والرمادي، سيقصم ظهر داعش، ويسقط المراهنات، التي جعلت الحديث عن معارك قرب بغداد، وتُنسى الموصل، وينشغل معظم الإعلام بالتظاهرات، وهجرة الشباب، ويُغض الطرف عن النصر القريب، فهل مثل هذا مدروس ضمن الحسابات الأمريكية؟!