17 نوفمبر، 2024 2:33 م
Search
Close this search box.

بين النكسة والدردشات ضاعت فلسطين

بين النكسة والدردشات ضاعت فلسطين

لن نجامل أحد على حساب القضية و لم نقف موقف المتفرج و لن نجلس على كرسيين ، هذا القلم لن يكون شاهد زور أبدا ، ربما نخطئ او نصيب و لك سيبقى همنا هو التعلق بالأرض الفلسطينية و بمصلحة كل الشعب الفلسطينى و على الذين ينتظرون ان نقف مع السلطة او ضدها ، مع حماس او ضدها ان يقدموا استقالتهم لأننا لا نخدم أحد و لا يهمنا احد و لن ننتظر اذنا من أحد ، هذه المقدمة لنصل الى الحديث عن كل ما يحصل اليوم داخل البيت الفلسطينى من صراعات عبثية و انقسام مرفوض و لعبة كراسى و مصالح باتت غير مقبولة على الاطلاق من الجميع ، اليوم وصلت القضية الى زقاق حاد يضع الجميع امام مسئوليته التاريخية ، الرئيس الامريكى بقراره الاخير حول القدس وضع السلطة امام خيار وحيد هو المقاومة و لا غير المقاومة و المقاومة تعنى الاتحاد و التخطيط و التجميع و رفض التنازلات و ” الدردشة ” مع العدو مستقبلا ، اسرائيل حددت من زمان اختياراتها و هى ابتلاع الارض الفلسطينية و العربية على حد سواء ، امريكا حددت نهائيا اختياراتها بالقرار الاخير حول القدس ، ماذا تبقى ؟ الجواب بسيط : على الفلسطينيين ان يحزموا انفسهم و يقررون الطريق التى يسلكونها للوصول الى حقوقهم …

من الواضح اليوم ان قدرة حماس العسكرية تتجاوز قدرة السلطة و من الواضح ان هناك شكوكا بين الطرفين تغذيها التسريبات الصهيونية الخبيثة و السؤال كيف ستحرر فلسطين بمثل هذا الانقسام و عدم تجميع القدرات و الخبرات القتالية ، فما تملكه حماس من معلومات حول قدرة العدو العسكرية و اماكن ضعفه و قوته مهم و ما تملكه السلطة من وثائق و اسرار حول علاقتها بإسرائيل مهم ايضا و لذلك فان توحيد الاجهزة الامنية و العسكرية على غاية من الاهمية و هو يشكل احد العناصر الفاعلة فى مواجهة القوة الصهيونية و بالذات فى مجال المعلومات و مقاومة التجسس و ” انتداب ” العملاء ، لا يجب ان نتغافل اليوم على عنصر مهم و هو المصالحة و الحديث عن المصالحة يستدعى بالمتابع العودة الى كل المحاولات السابقة لمصالحة الاخوة الاعداء فى حماس و فتح و هى محاولات عربية مشبوهة باءت بالفشل دائما ، و السؤال لماذا الالتجاء بين الاشقاء الى وسيط و نحن نعلم ان كل الدول العربية تستعمل الورقة الفلسطينية لمصلحتها الذاتية و للإيحاء بكونها قادرة على توحيد الفلسطينيين ، بالطبع نحن نعلم أنه لو توفرت و صدقت النوايا لتمكن الاخوة من الوقوف صفا واحدا ضد العدو و لكن لا احد فى السلطة و فى حماس يفكر بالشكل المطلوب و لعل اصطفاف كل طرف وراء دولة او دول عربية معينة هو الذى يزيد من الانقسام و يعيق اتمام المصالحة .

اضاع العرب الارض العربية و هم منشغلون عنها بالفروسية الخطابية و بإلقاء اطنان من الشعارات الرنانة و بمجرد ان امضى انور السادات اتفاقية كامب ديفيد و وطئت قدماه ارض فلسطين المحتلة و خطب فى الكنيست الصهيونى متجاهلا تلك الخريطة المرسومة على حائطه و التى تلغى فلسطين من قاموس العقل الصهيونى فهم من فهم أن الامال المعلقة على مصر للمؤازرة و الاسناد قد سقطت فى الماء نهائيا و أن مقولة لا صلح لا استسلام لا تفاوض قد اصبحت من الماضى و أن كل المخططات العسكرية التى وضعتها القيادات العربية فى انتظار ساعات افضل قد ركنت فى الرفوف و ان زمن التنازلات المهينة و الجرى وراء السراب قد حان و لذلك شهدت القضية تراجعا عنيفا بعد ان كانت اخبار فلسطين تحتل عناوين نشرات الصحف و الاخبار فى العالم ، لم يكف فلسطين نكبات الخيانات العربية بل جاء قرار السلطة بنحر انتفاضة الحجارة الثانية و اعتبار المقاومة الفلسطينية شكلا من اشكال العبثية الفطرية النضالية مجاف لمنطق الاحداث و التاريخ لان كل الشعوب التى عانت الاستعمار لم تتخلص منه إلا بالمقاومة و المقاومة بكل الاشكال الممكنة ، عندما نشاهد كيف صمد حزب الله طيلة 33 يوما و هزم مقولة الجيش الصهيونى الذى لا يقهر نتساءل بإحباط شديد لماذا لا يمكن للمقاومة الفلسطينية أن تنتصر و هى صاحبة الحق و الارض و كيف نجح حزب الله فى التخطيط و تحقيق النتائج المبهرة فى حين فشلت قيادة المقاومة فى اقتلاع انتصارات مبهرة تضع العدو فى مأزق و تدفع للتفاوض .
ربما شكل التصويت الاخير فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لفائدة فلسطين مؤشرا مهما على تفاعل دول العالم مع القضية لكن هل ستتمكن السلطة الفلسطينية من استثمار هذا التعاطف الدولى و هل هناك تخطيط سياسى و اعلامى للاتصال بهذه الدول و دفعها الى مزيد من المواقف المناصرة للقضية و هل هناك من يخطط لتشكيل رأى عام عالمى بإمكانه الضغط على الناخب الامريكى او الاوروبى لجبره على انتخاب من يدعم القضية و لماذا ترفض بعض الدول الخليجية الاستثمار فى تكوين لوبى امريكى ضاغط لصالح القضايا العربية و من بينها القضية الفلسطينية ، ان المقاومة تحتاج الى المال و الى السلاح و السلاح لا يمكن أن يمر بصورة طبيعية إلا من الجهة المصرية المرتبطة بمعاهدة كامب ديفيد و لذلك على السلطة اليوم ان تأخذ زمام المبادرة فى خصوص اعطاء الاولوية للمقاومة المسلحة و القيام بكل الخطوات المناسبة لتسليحها و توفير المعلومات المناسبة عن العدو و العمل دوليا على توفير الغطاء السياسى للعمليات العسكرية التى تنفذها المقاومة و اتخاذ الاجراءات التصاعدية فى سبيل كشف الوجه الاستعمارى للعدو كالبحث عن الموارد المالية لمواجهة متطلبات عائلات الشهداء و المقاومين و على الصعيد الداخلى فعلى السلطة اليوم ان تقوم بجرد كامل لكل المعوقات و الهنات التى تضر بالثورة و محاسبة المقصرين و المفسدين…ان اصرار السلطة على الدردشة مع العدو هو فعل خادش للحقوق الفلسطينية .

أحدث المقالات