22 ديسمبر، 2024 11:42 م

بين النظام والــ لا نظام نتأرجح

بين النظام والــ لا نظام نتأرجح

بلد النظام ليس فيه نظام ولا انتظام، العراق هو من سن القوانين وابتدعها في سالف الزمان وهو اليوم يعاني من فوضى الـ “لا” نظام، هو من يتخذ قرارات ولا ينفذ انه العراق يا سادة، عراق الحضارة والتطور والرقي، عراق ما بعد الحداثة.

اليوم وفي ظل هذه الفوضى يجب ان نكون كما نحن ونحمل تركته حمورابي ونمثله خير تمثيل ونفتخر بالسومريين ليس بما فعلوا ولكن بما اوصلوه لنا لُنكون نحن امتداد لحضارة عريقة تمتد الى الاف السنين حددت الملامح الأولى للتحضر والرقي املين بتعاقب الأجيال ان يحمل أسمائهم أبناء سلالتهم ليفتخروا بحاضرهم ويمجدوا ماضيهم لكن هذا ما لم يحصل ولن يحصل في قادم الازمان.

عندما تغلق أبواب الخروج سيبقى الجميع يبحث عن شعاع الامل الذي سيكون منة المخرج المطل الى الفضاء الخارجي الرحب الذي لا يمكن ان يكون باي حال من الأحوال كما أنتم فيه الان الى قادة العراق الذين ليسوا بقادة لم يتبقى لكم سوى ان تصدقوا مع انفسكم وتتركوا فسادكم والا ستكون ايامكم قليلة.

بلد كُتب عليه او كَتب على نفسة ان يعيش في فوضى النظام والـ لا نظام معاً لأنه يريد ان يغوص في ظلمات لا مخرج منها ليس لسبب معين لكنه الجهل الذي فتك بنا وجعلنا مسيرين نحو الموت، جميعنا صادف نماذج من أمثال هذا الذي التقيته صدفة وكما هي عادة العراقيين الانتقاد ورمي السبب على الاخر دون أي دليل او أساس منطقي لتشخيص الخلل فهذا الشخص الذي اخذ يتكلم عن جمال الشوارع في تركيا التي زارها مؤخراً وكيف ان ارصفتها نظيفة ولا تجد فيها أي نوع من أنواع الاوساخ ويستمر في الكلام حتى انك تخجل من نفسك ان ترمي شيئاً هناك، وبعد فترة وجيزة من الكلام نفذت علبة سكائره ليسرع في رميها بالشارع الذي هو ممر رئيس في بغداد، عندها انتهزت الفرصة لأرمي بالسبب في الخراب عليه وبادرت الى سؤاله لماذا رميت علبه السكائر الفارغة في الشارع وكنت قبل قليل تتحدث عن جمال الشوارع والارصفة عند الجارة تركيا من الذي يصنع نظافة الشوارع لماذا تخجل ان ترمي فضلاتك واوساخك في شوارع تركيا وتأتي الى بيتك العراق لترمي ما تشاء في الشارع، واخذ يتهرب في الرد ويبرء ساحة من اتهمهم قبل قليل ليرمي بالسبب على جهة أخرى ولا يعتبر نفسه جزء من الخراب، حاله كما السراق فعند أي حديث عن محاربة الفساد تجدهم اول المتصديين والمنتقدين والذين يريدون الصلاح والإصلاح الا انهم هم اول المفسدين.

النظام هو مجموعة من الأجزاء والعناصر المرتبطة مع بعضها وفق علاقة متبادلة تحددها أسس ومعايير لإنتاج هدف سامي كذلك الذي يسعى له العراقيين ليل نهار دون جدوى، لأننا تناسينا ان نربط هذه الاجزاء بشكلها الصحيح، وهنا لابد من السعي لإعادة ترتيب قطع الدومينو بتراتبها.

وان القانون عبارة عن مجموعة الأسس والقواعد التي تحدد وتنظم سلوك افراد المجتمع وتسيير الحياة ومن المزج بين النظام والقانون ينتج لنا انهما كيان واحد مقسم الى جزأين يكمل أحدهما الاخر من حجم المنطقة المشتركة بينهما بالضامن للحقوق هو القانون الذي ينظم التعاملات بين البشر.
لا يستطيع اي مجتمع بشري ان يسير بلا قوانين مُنظمة لنمط الحياة الذي يشتركون للعيش في زمانها ومكانها وبعدها المكون لذلك الإطار الجامع لمجموعة بشرية مشتركة في اساسيات لا يمكن ان تكون بعيداً عن هؤلاء المشتركين للحاجة الماسة.
—- العراق يجب ان يحيا ابناءه من جديد بعيداً عن الطائفية المقيتة والقومية اللعينة والمذهبية البائسة والتخندقات الفاشلة ولكيلا نزيد من تخلفنا أكثر من الذي نحن فيه، العالم قد سبقنا بسنوات طوال ولكن هذا لا يعني ان نتوقف عن العمل للالتحاق بالركب على الرغم من اننا لا نزال نلهث خلف أوهام لم نكن من اختار صناعتها او مجاراتها في نفوسنا لنكون في دوامة الدفاع عن تلك الأوهام التي لم نختارها يوماً من الأيام.

ان الحتمية التي تفرض علينا ان نتبع النظام لنجد سبيلنا الى الرقي هي تجارب البلدان التي ارتكزت الى تطبيق القوانين لإحلال النظام من اجل خلق بيئة ملائمة للتطور والرقي بعيداً عن العقبات التي تعترض السير بطريق النهوض الحضاري والعمراني للأمم والبلدان.

اليابان خير مثال على بلدان استطاعت ان تصنع مستقبلها على أنقاض ماضٍ مهدم لكنها صنعت المجد من خلال التزامها بالنظام….

نحن اليوم مغيبون وسط تراكمات ماض لا يعود وحاضر يُهدم بنسق ثابت وفق مخطط رسم بياني يسير نحو الأسفل ومستقبل مجهول الشكل الذي سنكون علية.